واشنطن: اعتبر الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب الجمعة ان التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الرئاسية الاميركية عبر قرصنة معلوماتية، انما يأتي في سياق "حملة سياسية مغرضة" الهدف منها اضعافه قبل اسبوعين من تسلمه سلطاته في البيت الابيض.

وجاءت تصريحات ترامب هذه لصحيفة نيويورك تايمز مباشرة قبل لقاء مرتقب الجمعة مع رؤساء اجهزة الاستخبارات الاساسية للبحث في هذه المسألة بالذات.

وقال ترامب في مقابلته التي نشرت الجمعة "ان الصين قرصنت خلال الفترة الاخيرة نحو 20 مليون اسم في الادارة" الاميركية، مضيفا "لماذا لا يتكلم احد عن هذه المسألة؟ انها حملة سياسية مغرضة".

كما كتب ترامب تغريدة على تويتر طالب فيها غرفتي الكونغرس اي مجلسي النواب والشيوخ بالتحقيق في "معلومات سرية جدا وصلت الى شبكة التلفزيون ان بي سي قبل ان اطلع عليها انا".

ورغم التشكك الذي يبديه ترامب بشأن التدخل الروسي في الانتخابات فان قادة اجهزة الاستخبارات هؤلاء متمسكون بان تدخلا لا سابق له قد حصل من قبل روسيا.

وقال الخميس جيمس كلابر المدير الوطني للاستخبارات امام مجلس الشيوخ "لم نر ابدا في السابق حملة مباشرة بهذا الشكل للتدخل في العملية الانتخابية".

واضاف ان قرصنة البريد الالكتروني للحزب الديموقراطي وبثه عبر مواقع مثل ويكيليكس "ليست سوى جزء" من هذه الحملة التي تضمنت ايضا "بروباغندا كلاسيكية لبث المعلومات الكاذبة".

ويعلق المسؤولون في الحزب الجمهوري اهمية كبيرة على هذا الاجتماع وما سيخرج عنه لانهم لا يريدون ان يتخذ الرئيس المنتخب موقفا يتعارض مع كبار المسؤولين في اجهزة الاستخبارات بشان قضية حساسة للغاية مثل العلاقات الاميركية الروسية.

وخلال هذا الاجتماع من المقرر ان يقوم كلابر الى جانب جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي)، وجون برينان مدير وكالة الاستخبارات المركزية بتقديم كل العناصر التي بحوزتهم وتدين موسكو بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الاخيرة، الى ترامب.

موقف حازم

وجمعت هذه العناصر في تقرير سري طلبه الرئيس باراك اوباما. واطلع ترامب على هذه المعلومات الخميس، ومن المقرر ان تعلن بعض المعلومات الواردة فيه امام الاعلام خلال الايام القليلة المقبلة.

وافادت وسائل اعلام عدة مثل واشنطن بوست وشبكة "سي ان ان" ان التقرير يفيد بان اجهزة الاستخبارات الاميركية حددت الذين نقلوا الى ويكيليكس الرسائل الالكترونية المسروقة من الحزب الديموقراطي من قبل قراصنة معلوماتية مرتبطين باجهزة الاستخبارات الروسية.

ونقلت واشنطن بوست ان التقرير يشير ايضا الى التنصت الى مكالمات لمسؤولين روس يتبادلون التهاني بعد الاعلان عن فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية.

وسيكون من الصعب جدا على ترامب ان يقر بان موسكو ساهمت بشكل او باخر بفوزه في الانتخابات الرئاسية، خصوصا انه سبق واعلن مرارا عزمه على تحسين العلاقات بين البلدين.

ولن يكون من السهل عليه اقناع الكونغرس برغبته في تحسين العلاقات بين موسكو وواشنطن اذا كانت هناك شكوك حول تدخل روسي في انتخابه.

وفي محاولة لطمأنة المسؤولين الجمهوريين سرب ترامب معلومات تفيد بانه ينوي تسمية سناتور ولاية انديانا السابق دان كوتس على راس الاستخبارات الاميركية وهو المعروف بتشدده تجاه موسكو.

وسبق ان كان كوتس عضوا في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ وهو ممنوع من زيارة روسيا منذ العام 2014 ردا على عقوبات اميركية اعقبت ضم روسيا للقرم.

ودلت التجارب على ان ترامب قادر على تغيير موقفه سريعا بعد لقاءات مباشرة. فهو غير رايه حول جدوى السماح بالتعذيب في مجال مكافحة الارهاب بعد لقاء مع الجنرال ماتيس الذي عينه وزيرا للدفاع.