إيلاف من لندن: في ظاهرة لم يألفها اللندنيون لدى زيارات أهم زعماء العالم لعاصمتهم البريطانية، فقد استيقظوا اليوم على ملصقات ضخمة في شوارعهم وسيارات تجولها مرحبة بالأمير السعودي الشاب ولي العهد محمد بن سلمان، معتبرة أنه صاحب التغيير في بلاده، فيما تم اطلاق هاشتاغ "مرحبا بالأمير السعودي"، بينما أكدت صحيفة بريطانية أن المملكة شريك مهم في مكافحة التطرف.

فقد ظهرت جداريات ضخمة في العديد من شوارع لندن الرئيسية الثلاثاء وهي تحمل صورة الأمير محمد بن سلمان إلى جانب عبارات باللغة الانكليزية مرحبة بزيارته الرسمية التي تبدأ غدا الاربعاء وتستمر ثلاثة أيام، وتقول "حامل التغيير إلى المملكة العربية السعودية".

وفي الوقت نفسه، يتابع اللندنيون سيارات تجوب شوارعهم في ظاهرة ملفتة، وهي تحمل أيضًا عبارات ترحيب بقدوم الضيف السعودي، تحمل عبارة بالانكليزية تقول "مرحبا بالأمير السعودي".

كما ظهرت في مداخل محطات الانفاق المنتشرة في العاصمة البريطانية ملصقات تشيد بالزيارة وتحمل عبارات "صاحب عملية التغيير في السعودية".

وقفات وهاشتاغ ترحيب

وبالتزامن مع ذلك، يستعد ناشطون عرب وبريطانيون لتنظيم وقفة ترحيب بالأمير السعودي غدًا الاربعاء أمام مقر رئاسة الحكومة البريطانية حيث ينتظر أن يجتمع الأمير محمد بن سلمان مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، وسيحمل الناشطون خلال وقفتهم صور الأمير ويافطات تشيد بالدور السعودي في التطورات التي تشهدها المنطقة وخاصة في اليمن.

 

 

كما اطلق الناشطون هاشتاغ "مرحبا بالأمير السعودي" تضمن عبارات ترحيب واشادة بدور الأمير محمد بن سلمان في عمليات التغيير الجارية في بلاده وتعزيز دورها في المنطقة والعالم.

زيارة تثير اهتمامًا لافتًا

واليوم، بدأت الصحف البريطانية تتحدث عن اهمية زيارة ولي العهد السعودي ومباحثاته في لندن، وقالت صحيفة "الديلي تلغراف" في افتتاحية لها تحت عنوان "مستقبل السعودية" انه "ليس من المعتاد أن تثير زيارة مسؤول غير رأس الدولة مثل هذا الاهتمام الذي تثيره زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى بريطانيا". 

وتضيف: "لكن محمد بن سلمان ليس ولي عهد السعودية فقط، بل الشخصية الأكثر أهمية في كل منطقة الشرق الأوسط، حيث بفضله ستودع المملكة ماضيها المحافظ على المستويين الديني والسياسي".

 

هاشتاغ "مرحبا بالامير محمد بن سلمان"

 

وتشير الصحيفة البربطانية إلى أنّه "لا تكمن أهمية ذلك في تأثير الأمير محمد على الوضع الداخلي فقط، بل أن له انعكاسات على علاقات السعودية بالعالم الخارجي أيضا". وتقول انه على المستوى الداخلي بدأت القيادة السياسية السماح للنساء السعوديات بالحركة في هامش اقتصادي وسياسي أوسع بهدف محاربة التطرف الإسلامي. 

وتضيف الصحيفة "أن الأمير الشاب يملك من البراغماتية قدراً كافياً حتى لا يتجاهل حقيقة أفول عصر النفط، وأن على بلاده أن تسعى للتحديث والتنوع إن كانت تريد أن تعيش في رخاء، كما في السنوات الخمسين الماضية. وتؤكد في الختام "تكمن أهمية السعودية لبريطانيا بكونها شريكًا دفاعيًا وسوقًا ومستثمرا مهمًا وكذلك شريكاً في مكافحة التطرف".

وفي تصريحات له لصحيفة "تلغراف"، قال الأمير محمد بن سلمان إنه يأمل في أن تكون الشركات البريطانية قادرة على الاستفادة من التغيّرات العميقة التي تحدث في المملكة بعد إتمام مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأكد العلاقة الخاصة القائمة بين بريطانيا والمملكة العربية السعودية التي يزيد عمرها على أكثر من 100 عام، موضحا انها تعود إلى تأسيس المملكة.

وخلال الايام الثلاثة الأولى من زيارة ولي العهد إلى بريطانيا، سيلتقي رئيسة الوزراء تيريزا ماي وغيرها من الوزراء البارزين، وكذلك سيجتمع بأفراد من العائلة المالكة.

 وتحظى قضايا الدفاع والاستخبارات بحيز واسع من زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى بريطانيا، حيث من المقرر أن يعقد اجتماعات خاصة مع رئيسي جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانيMI5 ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني MI6، بالإضافة إلى دعوته لحضور اجتماع مجلس الأمن القومي، وهو امتياز من النادر أن تحظى به الشخصيات الخارجية الزائرة.