لندن: يستعد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، للقيام بأول زيارة رسمية له كولي للعهد إلى بريطانيا يوم غد الأربعاء. وقال ولي العهد السعودي إنه يأمل في أن تكون الشركات البريطانية قادرة على الاستفادة من التغيّرات العميقة التي تحدث في المملكة.

وفي مقابلة حصرية مع "التيلغراف"، قال ولي العهد السعودي إنه يأمل في أن تكون الشركات البريطانية قادرة على الاستفادة من التغيّرات العميقة التي تحدث في بلاده بعد إتمام مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. 

وأوضح ولي العهد قائلاً: "نحن نعتقد بأن السعودية بحاجة إلى أن تكون جزءاً من الاقتصاد العالمي. إن الشعب بحاجة إلى أن يكون قادراً على التحرك بحرية، كما أننا بحاجة إلى تطبيق المعايير المماثلة لبقية دول العالم". وأردف قائلاً: "بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ستكون هناك فرصٌ ضخمة لبريطانيا نتيجةً للرؤية 2030".

علاقة تاريخية

وتطرق ولي العهد السعودي بشكل موسع إلى تأكيد العلاقة الخاصة القائمة بين بريطانيا والمملكة العربية السعودية، التي تعود إلى أكثر من 100 عام، وإلى الوقت الذي ساعد فيه النقيب وليام شكسبير، المستكشف البريطاني، في رسم خريطة المناطق المجهولة في الجزيرة العربية، والتي تشكل الآن جزءاً من المملكة العربية السعودية.

وقال محمد بن سلمان: "إن العلاقة بين السعودية وبريطانيا علاقة تاريخية وتعود إلى تأسيس المملكة، كما أن لدينا مصلحة مشتركة تعود إلى الأيام الأولى من العلاقة. إن العلاقة مع بريطانيا اليوم هي علاقة عظيمة".

وخلال الثلاثة أيام الأولى من زيارة ولي العهد إلى بريطانيا، سيلتقي رئيسة الوزراء تيريزا ماي وغيرها من الوزراء البارزين، وكذلك سيجتمع بأفراد من العائلة المالكة.

ونوهت الصحيفة بأن ولي العهد كان قد أُعطي المهمة الشاقة المتمثلة في قيادة مجموعة واسعة من الإصلاحات تهدف إلى تلبية احتياجات وتطلعات الشعب السعودي، والذي يُعد أغلبه من الشباب.

وتحقيقاً لهذه الغاية، قام الأمير محمد بتنفيذ عدد من الإصلاحات الرامية إلى جعل البلاد عصرية بشكل أكثر وتخفيف القيود تدريجياً على حقوق المرأة.

وقال الأمير محمد بن سلمان: "إن الناس في السعودية يسافرون إلى دول مثل بريطانيا ويرون طريقة مختلفة للحياة".

ونقلت الصحيفة عن أحد الدبلوماسيين قوله إن تحسن نمط الحياة الذي يحدث في السعودية يسير جنباً إلى جنب مع برنامج رؤية 2030 الاقتصادية للبلاد. وقال الدبلوماسي: "إنهما مرتبطان ارتباطاً وثيقا"، مضيفاً: "يمكنك القول إن الإصلاحات الاقتصادية تقود لتحسن الحياة بشكل عام".

ووصفت الصحيفة الأمير السعودي الشاب المسؤول عن تنفيذ أكبر أجندة إصلاح جذرية في تاريخ بلاده، بأنه الرمز للطاقة البشرية.

بعد تجاري

وسيكون هناك أيضاً بعدٌ تجاري لزيارة ولي العهد السعودي إلى لندن هذا الأسبوع في ظل سعيه إلى ترويج رؤية برنامج 2030 لرؤساء الصناعة البريطانية، بحسب الصحيفة.

ومن أهم الخطوط الرئيسية لأجندة رؤية 2030، التي يخطط السعوديون من خلالها إلى تنويع اقتصادهم بعيداً عن اعتماده التقليدي على النفط، جمع الأموال من الأسواق العالمية عبر بيع حصة من شركة النفط المملوكة للدولة أرامكو السعودية، التي يعتقد الخبراء الماليون أنها من الممكن أن تحصد حوالي 100 مليار دولار للمملكة.

وتقدم بورصة لندن عرضاً قوياً للفوز بالتعويم، إلا أنها تواجه منافسة قوية من مقدمي العروض الآخرين، خاصة نيويورك التي تحظى بتأييد الرئيس الأميركي، دونالد ترمب.

وبحسب الدبلوماسيين البريطانيين، فإن تجارة المملكة المتحدة مع السعودية ودول الخليج تصل إلى نحو 10% من إجمالي التعاملات التجارية، أي أكثر من إجمالي حجم التجارة مع الصين. ومن الممكن أن يزيد هذا الرقم بشكل كبير إذا استفادت الشركات والمشاريع البريطانية استفادة قصوى من الفوائد التي يمكن أن توفرها رؤية 2030.

الجانب الأمني

وتحظى قضايا الدفاع والاستخبارات بحيز واسع من زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى بريطانيا.

ومن المقرر أن يعقد ولي العهد اجتماعات خاصة مع رئيسي جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانيMI5 ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني MI6، بالإضافة إلى دعوته لحضور اجتماع مجلس الأمن القومي، وهو امتياز من النادر أن تحظى به الشخصيات الخارجية الزائرة.

وقال ولي العهد السعودي "إن الشعبين البريطاني والسعودي، الى جانب بقية العالم، سيكونون أكثر أمناً إذا كانت لديكم علاقة قوية مع السعودية". ويعتقد ولي العهد الأمير محمد أنه من خلال تعزيز نظرة إسلامية أكثر اعتدالاً في بلاده وتمثل الإسلام الحقيقي، فيمكن للسعودية أن تلعب دوراً بارزاً في هزيمة التطرف.

وقال "إن المتطرفين والإرهابيين مرتبطون من خلال نشر أجندتهم". وأضاف: "نحن بحاجة إلى العمل لترويج الإسلام المعتدل".

وقال محمد بن سلمان: "نريد أن نُحارب الإرهاب، ونريد محاربة التطرف لأننا بحاجة إلى بناء الاستقرار في الشرق الأوسط. نريد نمواً اقتصادياً سيساعد المنطقة على التطور. وبسبب موقعنا المهيمن، فإن السعودية هي مفتاح النجاح الاقتصادي في المنطقة".

وبالتطرق للخطر الإيراني، قال ولي العهد السعودي: "بريطانيا تؤيدنا جداً في مخاوفنا المتعلقة بإيران وغيرها من مسائل الأمن الإقليمي. وهي دائماً حليف وتقف في صفنا".