الرباط: رد سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، على التقارير الإعلامية التي تحدثت في الأيام الماضية عن قرب تنظيم انتخابات سابقات لأوانها، وإنهاء تجربة حزب العدالة والتنمية على رأس الحكومة، وقال ان حكومته ستسمر حتى نهايتها ، وما يروج لا أساس له. 

وقال العثماني ، في كلمة ألقاها في اجتماع المكتب التنفيذي لمؤسسة منتخبي حزب العدالة والتنمية، اليوم الأحد، إن حزبه يعي بأن هناك أطرافا لا تريد أن يكون حزبه في رئاسة الحكومة، مؤكدا أن ذلك بدأ «منذ تعيين جلالة الملك الأستاذ عبد الإله ابن كيران رئيسا للحكومة بعد نيل الحزب ثقة المواطنين في انتخابات 2011".

وأضاف أمين عام حزب العدالة والتنمية المغربي موضحا أن الأطراف التي لم يسمها، كانت تقول «لن تستمر حكومة ابن كيران إلا ستة أشهر وستسقط، وبعدما أعلن حزب سياسي أنه سيخرج من الحكومة قالوا ستسقط، واستمرت نفس الإشاعات».

وزاد العثماني قائلا «لما أعفي ابن كيران وعينت (هو) كان نفس الشيء، ولما استطعنا أن نشكل الأغلبية بقيت دائما هناك أخبار تروج بين الفينة والأخرى غير صحيحة ولا تقوم على أساس».

وأكد العثماني أن ما يروج بأن «الحكومة مهددة بالانهيار وان الانتخابات ستكون سابقة لأوانها وغيرها من الأخبار، أنا أريد أن أؤكد هنا أن هذا الكلام لا يتجاوز مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع، ولا أثر له بالنسبة لنا كنخب سياسية وأغلبية حكومية»، مشددا على أن الحكومة «ستستمر إلى نهايتها بتعاون الجميع»، وذلك في رسالة طمأنة وجهها لحزبه والرأي العام الوطني.

وأفاد رئيس الحكومة المغربيةً بأن المرحلة تحتاج إلى «العمل والاستمرار في خدمة بلادنا من خلال فتح الأوراش ومواصلة العمل في المفتوحة»، لافتا إلى أن «الإشكالات التي استمرت لعقود من الزمن سنواجهها بشجاعة لنجد لها حلولا ونخدم بلادنا وهذا هو الأهم».

وأشار العثماني إلى أن المغرب حافظ على استقراره وأمنه بالمقارنة مع ما يجري في المنطقة كلها بسبب «إرادة جلالة الملك والتوافق مع جلالته»، مؤكدا أن «النخب السياسية كلها في ظل الملكية الدستورية المؤسسات الدستورية على وعي بهذا الثابت الكبير».

واستشهد العثماني في كلمته بما ورد في مذكرات رئيس الوزراء الأسبق، عبد الرحمن اليوسفي ، التي أكد فيها أنه لو حصل التوافق بين الملك الراحل الحسن الثاني، وعلال الفاسي والمهدي بنبركة ومحمد البصري و «تمكنوا من بناء جسور التواصل فيما بينهم والتفكير المشترك لتمكن المغاربة من تفادي العديد من المنعرجات التي أخرت مسيرتنا، ولعشنا مغربا آخر غير الذي نعيشه». 

وزاد العثماني موضحا أن منطق التنازع الذي كان سائدا في المرحلة السابقة «قطع معه عموم المغاربة»، ودعا إلى ضرورة «الوعي بالمرحلة وينبغي أن نكون مع مؤسساتنا الدستورية منسجمين لأن هذا سيمكننا من الحفاظ على الأمن والاستقرار وعلى مستقبل أفضل للمغاربة».

وأبرز العثماني بأن هناك حاجة إلى توافق وطني «لنوفر الجو الإيجابي للاستمرار في الإنجازات وبناء مستقبل أفضل للمغاربة»، مجددا التأكيد على موقف حزبه الثابت من المؤسسة الملكية، حيث قال: «أؤكد كما كان الأستاذ ابن كيران دائما يؤكد بأن حزب العدالة والتنمية متشبث بالملكية، ومعتز بالدور الرائد الذي يقوم به جلالة الملك محمد السادس».

وبين أمين عام "العدالة والتنمية" بأن حزبه يشتغل في هذا الإطار «ويجتهد نحو مزيد من الدمقرطة ، ومواجهة الاختلالات الموجودة في الساحة السياسية وخصوصا التدخل في القرار السياسي للأحزاب السياسية . ونحن حريصون على أن تكون الأحزاب مستقلة وقادرة على إقناع المواطنين بالانخراط في الحياة السياسية»، حسب تعبيره.