دبي: أعلنت مملكة البحرين في وقت متاخر من مساء الخميس أنّها ستسمح بعبور الرحلات بين الإمارات وإسرائيل لأجوائها، في قرار يأتي بعد اتفاق تطبيع العلاقات بين الدولة العبرية وأبوظبي وقرار السعودية فتح أجوائها للرحلات ذاتها.

وقال مصدر مسؤول في شؤون الطيران المدني بوزارة المواصلات والاتصالات إنه "صدرت موافقة" على طلب إماراتي حول "الرغبة في السماح بعبور أجواء المملكة للرحلات الجوية القادمة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة والمغادرة منها إلى كافة الدول" ما يعني ان إسرائيل إحدى هذه الدول.

ولا تقيم البحرين علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

اتفاق تاريخي

وأعلنت إسرائيل والإمارات في 13 أغسطس 2020 عن اتفاق بوساطة أميركية لتطبيع العلاقات بينهما، بعد سنوات شهدت تقارباً بين البلدين، في خطوة اعتبرها الفلسطينيون "خيانة" لقضيتهم.

وبذلك أصبحت الإمارات أول دولة خليجية وثالث دولة عربية تقوم بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل بعد مصر (1979) والأردن (1994).

وسيّرت إسرائيل هذا الاسبوع أول رحلة تجارية إلى الإمارات، عبرت أجواء السعودية التي أكّدت السماح للطائرات المتّجهة للامارات والمغادرة منها لكافة الدول باستخدام أجوائها، لكنّها تفادت أجواء البحرين.

ولقي قرار الإمارات تطبيع العلاقات مع إسرائيل ردود فعل مرحبة أو غاضبة أو حذرة من دول عربية تسعى واشنطن إلى إقناعها بالسير على خطى أبوظبي.

وكانت البحرين أول دولة خليجية رحّبت باتفاق التطبيع. وأكّد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في المنامة في أغسطس الماضي التزام بلاده بمبادرة السلام العربية التي تنصّ على قيام دولة فلسطينية مستقلّة مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

لكنّ مسؤولاً بحرينياً شدّد في الوقت ذاته على أنّ بلاده دولة ذات سيادة وقراراتها مبنية على "مصالحها الاستراتيجية الأمنية".

وإلى جانب البحرين التي استقبلت العام الماضي صحافيين إسرائيليين لأول مرة، تسبّبت الخرطوم ببعض الالتباس في ما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل عندما لم ينف المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية السفير حيدر بدوي وجود اتصالات بين بلاده وإسرائيل، في تصريح سرعان ما كلّفه منصبه.

وما لبثت الخرطوم أن استبعدت الاعتراف بإسرائيل قبل تنظيم انتخابات في 2022، وذلك خلال زيارة لبومبيو قبل نحو أسبوعين.

أما سلطنة عمان التي كانت ثاني دولة خليجية ترحّب بإعلان الإمارات تطبيع العلاقات مع إسرائيل في 13 أغسطس، فأكدت بعد ذلك بأربعة أيام التزامها "حقّ" الشعب الفلسطيني في"إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".

وعلى الرغم من عدم إقامة السلطنة علاقات رسمية مع إسرائيل، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في أكتوبر 2018 محادثات مفاجئة مع السلطان الراحل قابوس في مسقط. وجاءت الزيارة بعد 24 عاماً من زيارة إلى السلطنة قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه اسحق رابين.

ووقّعت السلطنة مع إسرائيل في يناير 1996 اتفاقا لفتح مكاتب تمثيل تجاري متبادلة، لكنّ مسقط قررت إغلاق المكتب في عام 2000 مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.