إيلاف من لندن: تُصعد المليشيات العراقية الموالية لإيران حملتها ضد نتائج الانتخابات. ووجهت فصائل فيها تهديدات لرئيسة بعثة الامم المتحدة جينين بلاسخارت، فيما سرت شائعة إقالة رئيس جهاز مكافحة الارهاب عبد الوهاب الساعدي، بينما أكد العبادي العمل لتجاوز أزمة نتائج الانتخابات.

فبعد ان وجهت القوى السياسية العراقية الموالية لايران اتهامات لمفوضية الانتخابات العراقية بتزوير نتائجها، انبرت الآن أذرعها المسلحة لتوسع من هجمتها المضادة، وتطال هذه المرة رئيسة بعثة الامم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، وتتوعدها بمعاملتها بمثل القوات الاميركية.

فقد أطلق فصيل "سرايا أولياء الدم" المسلح المرتبط بجماعة "عصائب أهل الحق" بقيادة الشيخ قيس الخزعلي، تغريدة اليوم على شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر"، تابعتها "إيلاف". ووصف فيها"تحركات البعثة الاممية بانها قذرة". واضاف: "نراقب بدقة تحركات الامم المتحدة القذرة والايدي النتنة الواضحة بقضايا التزوير الانتخابية بين أصابع بلاسخارت". وتابع: "على هذه العجوز ان تعي ان تعاملنا معها في المرحلة القادمة سيكون كتعاملنا مع ارتال الدعم اللوجستي للاحتلال الاميركي، اذا لم تتوقف عن دورها الخبيث هذا"، على حد مضمون التغريدة.


بلاسخارت خلال احاطة افتراضية سابقة الى مجلس الامن الدولي عن أوضاع العراق (البعثة الاممية)

وتعتبر سرايا أولياء الدم جماعة واجهة ثانوية ذات صلات بعصائب أهل الحق وتُستخدم أحياناً للادعاء بشن هجمات بالقنابل على مواكب الإمدادات الأميركية والهجمات الصاروخية على إقليم كردستان العراق. وقد ظهرت هذه الجماعة المتشددة المعروفة باسم "سرايا أولياء الدم" أو "كتيبة حراس الدم"، الموالية لإيران أواخر آب أغسطس عام 2020 بعد إعلانها المسؤولية عن هجومين منفصلين ضد القوات الأميركية المنسحبة من معسكر التاجي شمال بغداد.

دعوة مليشياوية للاستعداد

ومن جانبها دعت حركة حقوق التابعة لكتائب حزب الله العراقي وبحضور سياسيين تابعين لفصائل مسلحة أخرى خلال مؤتمر صحافي في بغداد من "جماهيرها الاستعداد لأي طارئ" مهددة بأنها ستلجأ لاعتصام مفتوح وذلك بعد خسارتها في الانتخابات المبكرة التي جرت الاحد الماضي حيث حصلت على مقعد برلماني واحد ناله رئيسها حسين مؤنس.

وكانت بلاسخارت قد بحثت امس مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مجمل العملية الانتخابية التي جرت في العاشر من الشهر الحالي وسير إتمام جميع جوانبها حيث ثمّن "المشاركة، والتعضيد الذي لقيته الانتخابات العراقية من المراقبين الدوليين والمنظمة الأممية" فيما قدمت له بلاسخارت التهاني بمناسبة نجاح تنفيذ الانتخابات وأشادت بالخطط اللوجستية والأمنية التي وضعتها الحكومة؛ مما كان له الأثر الإيجابي في سلاسة العملية الانتخابية، ونجاح إجرائها".

وشددت بلاسخارت على أن بعثة الأمم المتحدة في العراق هي جهة داعمة ومعززة لإجراءات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات .. مؤكدة استمرار الدعم الأممي لعملها من أجل أن تخرج النتائج بالشكل الصادق المعبّر عن إرادة الناخبين العراقيين.

شائعاتٌ جبانة

واثر انتشار معلومات على شبكات التواصل الاجتماعي الخميس عن اقالة قائد جهاز مكافحة الارهاب الفريق أول ركن عبد الوهاب الساعدي. غير أنه نفى الخبر ووصفها بانهأ مغرضة وجبانة.
وقال الساعدي أن "الأنباء التي نشرتها بعض وسائل الإعلام ومواقع التوصل الاجتماعي بشأن اعفائي من منصبي عارية عن الصحة". وأضاف في تصريح للاعلام الرسمي تابعته "ايلاف" أن "قوات جهاز مكافحة الارهاب مستمرة في ملاحقة عصابات داعش الارهابية باي مكان على أرض العراق".. داعياً الى "توخي الحذر في نقل المعلومة واستقصائها من المصادر الرسمية".

ومن جانبه قال الجهاز في بيان صحافي على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" اطلعت عليه "ايلاف" انه قد "إنتشرت في اليومين الماضيين جُملة من الشائعات التي تستهدف رئيس جهاز مُكافحة الإرهاب الفريق الأول الرُكن عبد الوهاب الساعدي على مواقع التواصل الإجتماعي و القنوات الفضائية والتي تقف خلفها جهات إعلامية مُغرضة وجبانة تفتقر إلى المصداقية والمهنية في وقت حساس وراهن يمر به العراق ".

واضاف "إن البروباغندا التي يُمارسها البعض بطريقة مُنتظمة على جهاز مُكافحة الإرهاب هدفها زعزعة ثقة المواطنين بهذه المؤسسة الرصينة والقوية والتي تُشكل عامل رعب للمجاميع الإرهابيـة والمُخربة التي تسعى دائمًا لأفشال كُل ما هو صالح في هذا البلد وتُشهر برموزه الوطنية التي سطرت تاريخها بالدم ".
وشدد بالقول ان "جهاز مُكافحة الإرهاب ينفي كُل الشائعات التي تفتقر للأخلاق ومعايير الخصومة ويؤكد أن مصلحة البلاد فوق كل أعتبار ومُسمى ".

وقد اشتهر الساعدي بعد قيادته لسلسلة من المعارك ضد تنظيم القاعدة وهو من مواليد بغداد عام 1963 وخريج الكلية العسكرية وتخرج من كلية الاركان عام 1996 واستمر بالعمل مع القوات العراقية بعد سقوط النظام السابق عام 2003 ثم أصبح أحد قادة القوات الخاصة وتولى قيادة عدة عمليات مسلحة . وفي اعقاب احتلال مدينة الموصل من قبل داعش منتصف عام 2014 شغل الساعدي منصب نائب قائد قوات عمليات مكافحة الإرهاب العراقية، وقاد عمليات تحرير بيجي وساهم في عمليات تحرير تكريت ثم قاد عمليات تحرير الفلوجة .

وفي اوائل عام 2017 شغل منصب قائد عمليات تحرير الموصل وكتب محلل الأمن القومي في قناة "سي أن أن" بيتر بيرغن قائلا ان الساعدي " لعب دورا حاسما في هزيمة داعش في العراق" . وقد نجا الساعدي من عدة محاولات لاغتياله بسيارات مفخخة او غمليات قنص منفردة خلال قيادته للمعارك.
وفي ايلول سبتمبر 2019 ابعد الساعدي من منصبه بأمر من رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي ونقل للعمل في وزارة الدفاع دون ذكر أسباب القرار لكن مراقبين قالوا انه اصطدم مع مليشيات الحشد الشعبي التي ارادت دخول الموصل وتنفيذ اعمال طائفية حيث منعها من المشاركة في معارك تحرير المدينة وهي عاصمة محافظة نينوى الشمالية .

وقد اعتبر الساعدي القرار "إهانة لهُ ولتاريخه العسكري" واعتبر الكثير من السياسيين والإعلاميين والناشطين القرار مجحفا" ومقابل ذلك رفع متظاهرو الاحتجادجات صوره في ساحات حراكهم وخاصة في ساحة التحرير وسط بغداد.
وفي 9 مايو ايار 2020 قرر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بعد يوم من توليه رئاسة الحكومة اعادة عبد الوهاب الساعدي الى جهاز مكافحة الإرهاب وترقيته رئيساً للجهاز.

العبادي نعمل لتجاوز أزمة نتائج الانتخابات

رفض رئيس الوزراء السابق رئيس تحالف النصر حيدر العبادي ما اسماها الاصطفافات السياسية التي تهدد وحدة الشعب وسلامة النظام العام مؤكداً دعمه لجميع دعوات التهدئة والتضامن.
وأكد العبادي في بيان اليوم تابعته "ايلاف" أنّ "الأهم من الربح والخسارة الإنتخابية هو السلم والوحدة الوطنية وسلامة وصلاح النظام السياسي الممثل للشعب وعليه فإنّ الاصطفافات السياسية التي تهدد وحدة الشعب وسلامة النظام العام، مرفوضة".

وأضاف "إننا نعمل مع الجميع لتجاوز الأزمة ونعتقد بأنّ الدولة تسع الجميع وأنّ بناء أو انهدام الدولة مسؤولية مشتركة. وقال أنّ "موقفنا من الإنتخابات كان وما زال واضحاً ومعلناً وهو غير خاضع لمصالح ذاتية أو منافع جهوية أو حسابات جبهوية فقد طالبنا ومنذ انطلاق تظاهرات تشرين 2019 بإنتخابات مبكرة نزيهة لتحقيق العدالة وإعادة ثقة الشعب بنظامه السياسي وباركنا إجراء الإنتخابات الاخيرة وفي الوقت نفسه انتقدنا إرتباك إجراءات المفوضية مما خلق لغطاً البلاد في غنىً عنه وأوجد واقعاً يشوبه التصعيد المؤسف".

وشدد العبادي على دعم "جميع دعوات التهدئة والتضامن ونعمل لإيجاد أرضية كفيلة بطمئنة جميع الأطراف" داعيا المفوضية العليا للإنتخابات الى حسم الإشكالات التي برزت بالعملية الإنتخابية والتي أربكت الوضع العام .. مؤكدا ان كسب ثقة الشعب بنظامه الإنتخابي هو الأهم لضمان كسب ثقته بنظامه السياسي المراد منه إدارة البلاد.

وشهد العراق الاحد الماضي انتخابات مبكرة شارك فيها اكثر من 9 ملايين عراقي شكلت نسبتهم 41 بالمائة من عدد المواطنين الذين يحق لهم التصويت واعلنت مفوضية الانتخابات نتائجها الاولية الاثنين لكن بعض الكتل السياسية اعترضت عليها ما ارغم المفوضية على البدء اليوم باجراءات العد والفرز اليدوي لمحطات الاقتراع التي يتجاوز عددها 12 الف محطة لعموم محافظات العراق .