ايلاف من لندن: بحث وزيرا الخارجية العراقي فؤاد حسين في بغداد الاحد مع نظيره الليتواني غابريليوس لاندسبيرغيس التعاون لمواجهة الهجرة العراقية غير المشروعة الى أوروبا.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك للوزيرين عقب مباحثاتهما اليوم فقد اشار وزير الخارجيّة الليتواني الى ان الحكومة العراقيّة هي أول من اوقف الرحلات إلى بيلاروسيا مما مهد لتعاون في حل مشكلة هجرة العراقيين غير الشرعيين الى اوروبا وفي مقدمتها الى بلده عبر بيلاروسا الامر الذي أوقف تدفق اللاجئين غير الشرعيين إلى هناك.

واضاف ان مباحثاته في بغداد تستهدف تعزيز الثقة بين البلدين وخاصة في ملف المهاجرين معتبرا العراق نموذجا ممتازا للتعامل والثقة في هذا الملف. وعبر عن الامل في ان يكون هناك تعاون بين ليتوانيا والعراق لإيجاد حل لمأساة الهجرة من خلال تعزيز الثقة بين البلدين والتي تقود إلى تمتين الثقة ايضا بين العراق والاتحاد الأوروبي .

إعادة 4 آلاف مهاجر عراقي
من جهته اشار الوزير حسين الى انه بحث مع نظيره الليتواني العلاقات الثنائية وهجرة العراقيين منوها الى ان العراق تمكن من إعادة حوالي 4 آلاف عراقي كانوا محاصرين على الحدود البيلاروسية .. مؤكدا ان هناك مجموعات اخرى لم يذكر عددها ترغب بالعودة منوها الى ان ذللك ادى الى تعزيز العلاقات الدبلوماسية العراقيّة الليتوانيا وتطويرها.

وأضاف الوزير العراقي انه كان لوزارته جهد كبير في ازالة اسم العراق من قائمة الدول عالية المخاطر في تمويل الإرهاب وغسيل الأموال.. واصفا حذف اسم العراق من هذه القائمة مؤخرا بأنه انتصار للدبلوماسية العراقية

الزيارة الثانية للوزير الليتواني الى العراق
وهذه هي الزيارة الثانية للوزير الليتواني التي يقوم بها الى بغداد بعد زيارته الاولى في تموز يوليو 2021 حيث بحث مع نظيره العراقي فؤاد حسين مشكلة توجه العديد من اللاجئين العراقيين الى ليتوانيا عبر بيلاروسيا وتعاون البلدين لمواجهة تجارة البشر واستخدام دول مجاورة للمهاجرين للاضرار بليتوانيا في اشارة الى بيلاروسيا للمهاجرين العراقيين للضغط عليها.

وتنظم شبكات غير قانونية رحلات لمهاجرين عراقيين بوعد ايصالهم الى المانيا لكنها تنتهي في غابات ليتوانيا بمخيمات اللجوء.

وفي آب أغسطس من العام الماضي نشب خلاف حاد بين دول الاتحاد الأوروبى وبيلاروسيا حيث تحولت قضية عبور اللاجئين العراقيين غير الشرعيين الى ليتوانيا عبر بيلاروسيا إلى مطالبات أوروبية من العراق بضبط تدفق مواطنيه على ليتوانيا العضو في الاتحاد من خلال الأراضى البيلاروسية.

وقد قتل عدد من المهاجرين العراقيين على الحدود بين ليتوانيا وبيلاروسيا ما ادى الى وصول مشكلة هجرة العراقيين غير النظامية إلى دول أوروبا عبر بيلاروسيا ثم ليتوانيا الى مستويات خطيرة حيث أن خط السفر من العراق إلى ليتوانيا يكون عبر دولة بيلاروسيا ويبدأ من بغداد ثم إسطنبول وصولاً إلى مينسك (عاصمة بيلاروسيا) ومنها إلى ليتوانيا بتكلفة35 ألف يورو للعائلة فيما يتم نقل الشاب بمبلغ 1500 يورو وفق تقارير عراقية محلية لافتة إلى أن عدد العراقيين الذين وصلوا إلى ليتوانيا بلغ 3 آلاف شخص حيث وضعتهم السلطات في مركز طلب لجوء مغلق أشبه بالمعتقل فيما تمنع الدخول والخروج منه.

والتوتر على الحدود الليتوانية البيلاروسية يندرج ضمن صراع بين البلدين وليست للعراق أي علاقة به كما أن اللاجئين على الحدود بين البلدين ليسوا فقط من العراقيين بل هناك من اليمنيين والأفارقة والسوريين أيضاً.

ومنذ كانون الاول ديسمبر 2021 أعلنت الحكومة العراقية الاتفاق على نقل رعاياها المهاجرين غير النظاميين العالقين على حدود ليتوانيا إلى مجمعات سكنية في العاصمة فيلنيوس. كما تمت زيادة المنح المالية التي تدفعها الحكومة الليتوانية للاجئين الراغبين بالعودة الطوعية إلى بلادهم من 300 يورو إلى 1000 يورو.

وقد اجلت طائرات الخطوط الجوية العراقية في رحلات خاصة خلال الاسابيع الاخيرة 3 آلاف و556 مهاجرا عالقا على الحدود بين ليتوانيا وبيلاروسيا الامر الذي خفف من الازمة ووضعها على طريق الحل.