يفكر الملك تشارلز الثالث في هيكلة جديدة للنظام الملكي البريطاني، فما قد يبدو عليه النظام الملكي المخفف؟ وما الذي يدفع الملك الجديد إلى انتهاج هذه المقاربة؟
إيلاف من بيروت: حذر الملك تشارلز الثالث من إجراء تغييرات كبيرة في النظام الملكي مع بداية عهده ملكاً على المملكة المتحدة، إثر وفاة والدته الملكة إليزابيت الثانية، على الرغم من عدم تحديد موعد لتتويجه بعد.
وعلى الرغم من أن خطط الملك تشارلز الثالث لم تتأكد رسميًا بعد، فإنه كان يفكر في إضفاء العديد من التغييرات على عمل النظام الملكي. فإلى جانب خطط فتح أقسام من قصري باكنغهام وبالمورال أمام الجمهور، فهو يفكر أيضًا في إعادة هيكلة النظام الملكي البريطاني، لتكون الملكية مخففة في بريطانيا.
ماذا تعني الملكية المخففة؟
يُظهر خط وراثة العرش في العائلة المالكة أعلى 22 عضوًا فيها. وإذا تم تقليص النظام الملكي، فإن تشارلز يخطط لخفض هذا العدد إلى سبعة فقط، جميعهم من كبار أفراد العائلة المالكة. ووفقًا لما قاله المعلق الملكي كينزي سكوفيلد في صحفية "ميرور"، ربما تضم هذه الملكية المخففة الملك تشارلز الثالث والملكة القرينة كاميلا، والأمير إدوارد وصوفي كونتيسة ويسيكس، والأمير ويليام وكيت ميدلتون، والأميرة آن.
أضاف سكوفيلد أن التشكيلة الأصلية "ربما تضمنت أيضًا الأمير هاري قبل أن تنحيه عن القيام بمهامه الملكية الفعلية، وربما يكون الهدف من هذه الفكرة لفت الانتباه إلى الملك والملكة القرينة، وإلى الأمير وليام وزوجته كيت بوصفهما مستقبل هذه الملكية".
من تشمل الملكية المخففة؟
الملك السويدي كارل غوستاف اعتمد صيغة الملكية المخففة مجرداً أحفاده كلهم تقريبًا من لقب صاحب السمو الملكي في عام 2019، باستثناء وريث العرش والوريث الاحتياطي المستقبليين. لذلك، ثمة مسألة واحدة على تشارلز الثالث مراعاتها: إنه الجيل المقبل من أفراد العائلة المالكة، وأي أعضاء سيقون ضمن الدائرة الملكية الجديدة.
أطفال الأمير ويليام الثلاثة صغار السن، لكنهم يتبوأون مراتب عالية. الأمير جورج (تسعة أعوام) هو الثاني في ترتيب ولاية عرش بريطانيا المستقبلي. شقيقته الأميرة شارلوت (سبع سنوات) هي "الاحتياطية" والثالثة في الترتيب، في حين أن يقع شقيقه الأصغر الأمير لويس (أربعة أعوام) رابعاً في الترتيب. أبناء الأمير هاري وميغان ماركل، آرتشي (ثلاثة أعوام) وليليبت (عام واحد) يحتلون المركزين السادس والسابع في ترتيب ولاية العرش، على الرغم من عدم حصول إي منهم حاليًا على لقب صاحب السمو الملكي.
وإذا سار الملك تشارلز الثالث على خطى ملك السويد، فربما ينتهي الأمر بالاحتفاظ بلقبي الأمير جورج والأميرة شارلوت وحدهما.
لماذا يريد الملك تشارلز تقليص الملكية؟
ثمة أسباب عدة تدفع بالملك تشارلز غلى التفكير في نظام ملكي مخفف. تقول صحيفة "تايمز" البريطانية إن للأمر صلة بسمعة العائلة المالكة، وصعوبة التعامل مع الفضائح الملكية.
وربما هناك أيضًا سبب مالي وراء ذلك. فتقليل عدد أفراد العائلة المالكة الذين يؤديون مهام رسمية يعني تقليل أولئك الذين يستفيدون من المنحة السيادية، اي من الأموال العامة المستخدمة لتمويل انشطتهم.
لماذا التحذير من تقليص الملكية؟
حذر خبير دستوري من أن فكرة تقليص الملكية قد لا تكون فكرة سديدة. فقد حدد البروفيسور فيرنون بوجدانور، من مركز السياسة البريطانية والحكومة في كينغز كوليدج لندن، قضية رئيسية تتمثل في وجود عدد أقل من أفراد العائلة المالكة، قائلاً: "الملك لا يستطيع أن يفعل كل شيء"، موضحاً: "لا يمكن الملك الجديد وزوجته والباقون أن يفعلوا كل شيء بمفردهم. عندما يبني الناس مبنى بلدية جديد أو مكتبة جديدة، فإنهم يرغبون في أن يفتتحها أحد أفراد العائلة المالكة".
هذا هو المكان الذي يؤدي فيه أفراد العائلة المالكة الصغار الذين قد يتم ختانهم في ظل النظام الملكي المخفف دورًا مهمًا في الخدمة العامة.
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "ميرور" البريطانية
التعليقات