بيروت: شهدت الحدود بين إسرائيل ولبنان الأحد تصاعدا في حدة التوتر والقصف المتبادل المتواصل منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، مع إعلان حزب الله اللبناني إسقاط مسيّرة إسرائيلية باستخدام صاروخ أرض-جو.

ومنذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر، تشهد المنطقة الحدودية تبادلا لإطلاق النار بشكل يومي، غداة اندلاع الحرب بين إسرائيل، العدو اللدود لحزب الله، وحركة حماس الفلسطينية الحليفة له.

وأتى اندلاع الحرب بعد هجوم غير مسبوق شنّته الحركة الفلسطينية على أراضي الدولة العبرية انطلاقا من قطاع غزة.

وجاء تصاعد التوتر اليوم مع تأكيد حماس أن مقاتليها يخوضون "اشتباكات عنيفة" مع الجيش الإسرائيلي في غزة في ظل توسيع الدولة العبرية عملياتها البرية داخل القطاع المحاصر.

وأعلن حزب الله الأحد أن مقاتليه قاموا "باستهداف مسيرة إسرائيلية في منطقة شرق الخيام (بجنوب لبنان) بصاروخ أرض جو وأصابوها اصابة مباشرة، وشوهدت بالعين المجردة وهي تسقط داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وهي المرة الأولى منذ بدء التوتر الحدودي الراهن، يعلن حزب الله استخدام صاروخ أرض-جو، بعدما كان يكتفي بالإعلان عن قصف مواقع إسرائيلية بصواريخ موجهة أو "الأسلحة المناسبة".

استهداف المواقع الاسرائيلية
وفي سياق متّصل، أكد الحزب الأحد استهداف عدد من المواقع الاسرائيلية.

كما أعلن الحزب، القوة العسكرية والسياسية النافذة في لبنان والمدعوم من إيران، الأحد مقتل أحد عناصره جراء قصف إسرائيلي في جنوب لبنان.

وبذلك، يرتفع الى 46 عدد مقاتلي الحزب الذين قضوا في المواجهات الراهنة، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا الى بيانات رسمية صادرة عنه.

وقتل 59 شخصاً في جنوب لبنان خلال الأسابيع الماضية، بينهم أربعة مدنيين ومقاتلين من فصائل فلسطينية.

إطلاق صواريخ
والأحد أيضا، أطلقت صواريخ من جنوب لبنان في اتجاه إسرائيل.

وأعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أنها أطلقت في اتجاه نهاريا "16 صاروخاً رداً على جرائم الاحتلال بحق أهلنا في غزة".

بدورها، أعلنت "قوات الفجر"، وهي الجناح العسكري للجماعة الإسلامية في لبنان، أنها أطلقت "صليات صاروخية جديدة ومركّزة استهدفت مواقع العدو الصهيوني" في بلدة كريات شمونة، وفق بيان أوردته الوكالة الوطنية للإعلام.

وأكد الجيش الإسرائيلي من جهته تسجيل إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة وهار دوف، والردّ عليها.

وأشارت الوكالة الوطنية الرسمية الى أن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ ثلاث غارات في جنوب لبنان.

وكان عنصر من قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) أصيب بجروح في قصف السبت بعد ساعات على إصابة المقر العام للقوة بقذيفة، على وقع التصعيد بين حزب الله وإسرائيل.

وخلال ثلاثة أسابيع من التصعيد، نزح نحو 29 ألف شخص في لبنان، خصوصاً من جنوب البلاد، وفق المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.