مئات الجنود والنازحين يرتدون نظارات ثلاثية الأبعاد كل أسبوع، ويهربون ساعة من الزمن إلى عالم افتراضي فيه سفن فضائية وقصص خيالية ورقص

إيلاف من دبي: يهرب الجنود الإسرائيليون من صدمة 7 أكتوبر والتوغل البري في غزة، ولو فترة قصيرة، إلى الواقع الافتراضي، حيث يدخلون إلى عالم الخيال والفكاهة والألعاب والرحلات والفضاء والرقص. تقام عشرات عروض النظارات ثلاثية الأبعاد في كل أسبوع، حيث يرتدي الجندي أو المواطن النازح من منزله في غلاف غزة أو شمال إسرائيل نظارات ثلاثية الأبعاد ويبتسمان.

بحسب "معاريف" العبرية، يوضح الخبراء أن هذا النوع من النشاط يساهم في تخفيف القلق وعلاج الصدمات النفسية. يأتي المتطوعون إلى الفنادق والقواعد، ويقومون بإنشاء مجمع للواقع الافتراضي وتشغيله بمحتوى مختلف ومتنوع من ألعاب للأطفال ورحلات حول العالم وعروض الموسيقى والرقص والمزيد. في 28 نوفمبر، يقام عرض رقص حر ووسائط متعددة في مركز شاليم للرقص في القدس لصالح من تم إجلاؤهم من بيوتهم، فيستمتعون بعرض رائع مع راقصين محترفين وأزياء وشاشات تفاعلية.

ومع ارتفاع مستوى القلق، تقزل الصحيفة نفسها أن ثمة ارتفاع في الحاجة إلى الحبوب المنومة والمهدئات. يقول هيدار بيلد، الأخصائي الاجتماعي السريري والمعالج والمحاضر في المركز الإسرائيلي للعلاج النفسي: "نظراً لارتفاع مستويات التوتر، أصبح استخدام المهدئات والأدوية المضادة للقلق المصممة للمساعدة على النوم أمراً شائعاً. وكلما ارتفع مستوى القلق والتوتر، زادت الحاجة إلى العلاج الفوري والاسترخاء النشط". يضيف: "تعتبر الأدوية فعالة جداً للعلاج على المدى القصير، إلا أن استخدامها يسبب مشاكل على المدى الطويل، ويقلل من فعاليتها وقد يسبب الإدمان".

آلاف المكالمات العلاجية

بحسب موقع "والاه" الإسرائيلي، بعد مرور أكثر من 40 يومًا على الهجوم المفاجئ الشديد الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل، والذي أدى إلى إصابة العديد من الإسرائيليين بجروح جسدية وروحية، احتاج كثيرون إلى مساعدة نفسية عاجلة، ولجأوا إلى المنظمات الأهلية أو صناديق الصحة لهذا الغرض. وتستعد وزارة الصحة الإسرائيلية لتقديم خطة شاملة لنظام الصحة النفسية، لكن حتى الآن لا تملك الوزارة معلومات عن جميع المستفيدين من المساعدة في مجال الصحة النفسية منذ اندلاع الحرب، ولا تقدير لعددهم ومدى الاحتياجات المتوقعة في المستقبل، بحسب تقرير مركز التقييم والمعلومات في الكنيست.

وبحسب التقرير، أفاد مستشفى كلاليم بإجراء 1260 مكالمة علاجية منذ بداية الحرب، لكن لا يمكن تحديد عدد المؤمن عليهم الذين تلقوا هذه الخدمة. وذكر مكابي أنه تم التعامل مع أكثر من 450 استفسارًا من خلال هذه القناة، وأفاد موشيد أنه تم التعامل مع 1200 استفسار من خلال هذه القناة، كما تم استقبال 2926 استفسارًا على المستوى الوطني.

هناك أيضًا منظمات مساعدة مدنية. أبلغت جمعية ناتال عن تلقي ما يزيد عن 15800 مكالمة هاتفية لخطوط المساعدة النفسية، وهو ما يمثل 70 في المئة من إجمالي عدد الاستفسارات في المتوسط في العام الواحد. كما أفادت جمعية آران عن تلقي 48000 مكالمة في الشهر الماضي، أي زيادة بمقدار 6 أضعاف في الاستفسارات.