قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولي حكومته سيحاسبون أمام المحكمة الجنائية الدولية على المجازر التي ارتكبوها في غزة ولن يفلتوا من العقاب.
وأضاف، في كلمة أمام منتدى إعلامي في إسطنبول يوم الجمعة، أن "نتنياهو وأعوانه وكل من قدم له الدعم سيحاكمون أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، مثلما تمت محاكمة (جزار البلقان) الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش".
وشدد على أهمية محاكمة الجناة لضمان عدم تفكير أحد في قتل المدنيين وقصف المستشفيات مرة أخرى، لافتًا إلى أن "المجازر والإبادة الجماعية تتكرر دون محاسبة".
وشدد الرئيس التركي على أن "فلسطين ستنتصر، وانتصارها يعني انتصار السلام العالمي واستعادة الالتزام بحقوق الإنسان".

"حماس ليست تنظيمًا إرهابيًا"
وفيما أكد أنه لا يكترث لما يقوله المجتمع الدولي عن موقف تركيا من حركة "حماس"، قال: "هؤلاء يسمون (حماس) تنظيمًا إرهابيًا، لكن (حماس) إحدى حقائق فلسطين وليست تنظيمًا إرهابيًا". وتابع: "(حماس) حركة سياسية فازت في الانتخابات التي دخلتها كحزب سياسي، وهناك من يحاول إجبار تركيا على توصيفها تنظيمًا إرهابيًا، لكننا لن ننصاع لذلك".

تجويع غزة
ورفض إردوغان سعي إسرائيل والدول الداعمة لها إلى تأديب غزة بالتجويع، قائلاً: تريدون تدمير غزة بالكامل وتمنعون عنهم الدواء وتحرمونهم من الماء والكهرباء، وتريدون القضاء على (حماس) من خلال عملية تأديب بهذا الشكل... لا يمكننا تأييد ذلك".
وشدد على أن "إسرائيل تمارس إرهاب دولة، أين الغرب وأميركا؟ كيف يمكننا أن نقبل ذلك وهناك هذا الكم من الحقائق وما يقرب من 17 ألف قتيل، وجلهم من النساء والأطفال والمسنين".
وإذ ذكر أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ناقش هذه القضايا مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، قال: "الغرب لا يزال صامتًا".

الإعلام يتجاهل المجازر
ولفت الرئيس التركي إلى مقتل 70 صحافيًا في غزة في الهجمات الإسرائيلية، بينهم أحد الصحافيين في وكالة "الأناضول" التركية، وقال: المجازر التي وقعت في غزة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تذكرنا بأهمية وجود صحافة حرة، ونزيهة وذات ضمير.
وأضاف: "عصابات الإعلام العالمية تحاول التغاضي عن الوحشية في غزة وإضفاء الشرعية على مذبحة الصحافيين بذريعة الحرب على "حماس". نرفض هذا اللاضمير الذي يدمر الكرامة الإنسانية بما يتجاوز حرية الصحافة وأخلاقيات الإعلام، أولئك الذين لا يتحدثون علنًا ضد مقتل الصحافيين في غزة اليوم لا يحق لهم التحدث علنًا عن أي قضية أخرى غدًا".

إبادة جماعية
وكان إردوغان قد قال لصحافيين رافقوه في رحلة عودته من اليونان إن "نتنياهو ارتكب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، لإطالة أمد حياته السياسية، والتهرب من المحاكمة في إسرائيل. وأكد أنه إذا غادر نتنياهو منصبه، فسيتم إحلال السلام في قطاع غزة، وهذا مهم في الوقت الحالي".
وأضاف: "تشير الحقائق إلى أن نتنياهو ارتكب هذه الإبادة الجماعية لإطالة أمد حياته السياسية والتهرّب من محاكمته بتهم الفساد التي بدأت في إسرائيل".
وإذ أكد على أنه وصف نتنياهو بـ"الجزار وقاتل غزة"، قال: "هذه الصفات تناسبه. ويجب عليه، أن يحاسب على أفعاله في المحكمة الجنائية الدولية، تمامًا مثل ميلوسيفيتش، ومعه أولئك السياسيون في إسرائيل وخارجها، والذين يغضون الطرف عنه".
وأشار إلى أن نحو 3 آلاف محامٍ تركي رفعوا دعاوى قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو وغيره من السياسيين الإسرائيليين، مؤكدًا أن تركيا تراقب هذه العملية.

يُذكر أنه في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، وُجِّهت إلى نتنياهو رسميًا، اتهامات في 3 قضايا فساد، عُرفت باسم "الملف 1000" (قضية الهدايا)، و"الملف 2000" (قضية نتنياهو ـ موزيس)، و"الملف 4000" (قضية بيزك - واللا).

العلاقة مع بايدن
وعن احتمال لقائه الرئيس الأميركي جو بايدن، قال إردوغان: "لا يوجد على أجندتنا موعد للقاء محتمل مع الرئيس الأميركي".
وأردف: "جميعنا ندرك موقفه من غزة، إذا اتصلوا بنا بخصوص موضوع غزة، من الممكن حينها ترتيب موضوعات المحادثات".

وأضاف أن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، يجري ضمن مجموعة الاتصال التي شكلتها قمة الرياض العربية - الإسلامية الشهر الماضي، مباحثات في واشنطن، ومنها سيتوجهون إلى كندا، متمنيًا أن تتمخض المباحثات عن نتيجة إيجابية، على صعيد تغيير الموقف الأميركي المنحاز لإسرائيل بخصوص ما يجري في غزة، وممارسة ضغط على تل أبيب كي تجنح للسلام.