طمأن الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الأوكراني فولودومير زيلينسكي بأن مساعدات عسكرية بقيمة 60 مليار دولار هي في طريقها لأوكرانيا.
وهذا الإجراء لا يزال بحاجة إلى المرور بتصويت نهائي في الكونغرس، لكن بايدن أبلغ زيلينسكي بأنه واثق من أنه سيحظى بالموافقة.
وكان زيلينسكي قد أطلق في وقت سابق نداء استغاثة عاجلاً لتزويد بلاده بالمزيد من الأسلحة لتجنب وضع "كارثي" في أوروبا.
وكانت الولايات المتحدة قد ألقت باللائمة على انسحاب أوكرانيا من المعركة في "أفدييفكا" في غياب دعم الكونغرس.
ويُعد الاستيلاء على "أفدييفكا"- وهي بوابة لعاصمة دونيتسك الإقليمية في الشرق الخاضعة للسيطرة الروسية- أولى المكاسب الروسية المهمة منذ استيلائهم على باخموت المجاورة في مايو/ أيار الماضي.
وجاء في بيان للبيت الأبيض أن "الجيش الأوكراني أجبر على الانسحاب من أفدييفكا بعد أن اضطر الجنود الأوكرانيون إلى ترشيد استخدام الذخيرة بسبب تضاؤل الإمدادات نتيجة لتقاعس الكونغرس عن التحرك".
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، صادق مجلس الشيوخ على حزمة مساعدات خارجية بقيمة 95 مليار دولار- تشمل 60 مليار دولار لأوكرانيا- بعد شهور من السجالات السياسية. لكنها لا تزال تواجه معركة شاقة في مجلس النواب، حيث يوجد انقسام بين أعضائه من الحزب الجمهوري حول المسألة.
وقال بايدن مخاطباً الصحفيين في أعقاب مكالمة هاتفية أجراها مع زيلينسكي السبت: "الشعب الأوكراني قاتل ببسالة وبطولة، وقد وضعوا الكثير على المحك، وأجد أن الفكرة بأن علينا أن نتخلى عنهم الآن، عندما تنفذ الذخيرة لديهم، هي فكرة سخيفة".
ومضى قائلاً: "أجد أن الأمر منافي للأخلاق، ومناقض لكل ما نمثله كدولة. ولذا فإنني سأواصل النضال إلى أن نحصل لهم على الذخيرة التي يريدونها والقدرات التي يحتاجونها لحماية أنفسهم."
من جانبه، حث الرئيس الأوكراني أيضاً المشرعين الأمريكيين على الموافقة على الحزمة المالية.
وكتب منشوراً على منصة تليغرام قال فيه: "أنا سعيد لأنني أستطيع الاعتماد على الدعم الكامل من الرئيس الأمريكي."
وكان زيلينسكي في ألمانيا عندما أطلق نداء استغاثة عاجلاً للحصول على المزيد من الأسلحة لتجنب وضع "كارثي" في أوروبا.
وقال مخاطباً مؤتمراً دولياً في ميونيخ: "إن إبقاء أوكرانيا في حالة عجز مصطنعة في الأسلحة، وبخاصة عجز في المدفعية والقدرات بعيدة المدى يتيح لبوتين التكيف مع حدة الحرب الحالية."
وقال: "لقد أثبت الأوكرانيون أن بإمكاننا إجبار الروس على التراجع. ويمكننا استعادة أرضنا."
وختم قائلاً: "لا تسألوا أوكرانيا متى ستنتهي الحرب. اسألوا أنفسكم، لماذا لا يزال بوتين قادراً على مواصلتها؟"
وتعتمد أوكرانيا بشكل حاسم على إمدادات الأسلحة من الولايات المتحدة وحلفاء غربيين آخرين لمواصلة قتال روسيا- وهي قوة عسكرية أكبر بكثير ولديها وفرة من ذخائر المدفعية.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إن المساعدة المقدمة لأوكرانيا من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ستحدثُ "فرقاً حقيقياً" في القتال ضد روسيا.
وفي حديثه لبي بي سي، قال عضو البرلمان ألأوكراني أوليكسي غونشارينكو إنه شعر بالخذلان من جانب القيادة الأمريكية.
وتابع قائلاً: "إذا كنت لا تستطيع الاعتماد على شريكك، لأن أمريكا كانت تقول يمكنكم الاعتماد علينا، وسنكون مع أوكرانيا مهما كلف الأمر، أين هي تلك الأقوال الآن؟"
وختم قائلاً: "إننا نموت كل يوم."
وكانت "أفدييفكا" غارقة في قتال عنيف منذ شهور وساحة حرب منذ العام 2014، عندما سيطر مقاتلون مدعومون من موسكو على مساحات واسعة من منطقتي دونيتسك ولوهانسك شرقي البلاد.
ويمثل سقوط "أفدييفكا" أكبر تغير على خط المواجهة الذي يمتد بطول أكثر من 1000 كيلومتر منذ أن سيطرت القوات الروسية على مدينة باخموت المجاورة في مايو/ أيار 2023.
وقد رحب رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد، دينيس بوشيلين، بـ"المكاسب الإقليمية" التي حققتها روسيا.
وقال في مقطع فيديو نشره على منصة تليغرام إن "مدينة أفدييفكا الروسية، وهي واحدة من أقدم المستوطنات البشرية في إقليم دونباس، عادت اليوم إلى الوطن روسيا."
ومضى قائلاً: "نيابة عن سكان دونباس، أشكر من كل قلبي أفراد الجيش الروسي، وجيشنا ورئيسنا، على حقيقة أن جمهورية دونيتسك الشعبية تواصل تحررها."
وفي معرض إعلانه عن قرار الانسحاب في وقت مبكر من السبت، قال قائد القوات المسلحة الأوكرانية الجنرال أوليكسندر سايريسكي إنه تصرف "من أجل تجنب التطويق والحفاظ على حياة وصحة أفراد القوات المسلحة".
وقال: "جنودنا أدوا واجبهم العسكري بكرامة، وبذلوا كل ما في وسعهم لتدمير أفضل الوحدات العسكرية الروسية وألحقوا خسائر كبيرة بالعدو من حيث القوة البشرية والعتاد".
التعليقات