لا تزال السفينة التي تحمل أطنانا من المساعدات الموجهة إلى غزة تراوح مكانها عند سواحل قبرص الجنوبية بعد ما كان مقررا مغادرتها نهاية الأسبوع.

وأخبرت المؤسسة الخيرية التي تدير هذة المهمة الإنسانية بي بي سي على صعيد الوضع تشوبه "تعقيدات" لكنها عبرت عن أملها في أن تقوم السفينة (أوبن آرمز) برحلتها قريباً.

وتبدو إمكانية حدوث هدنة في الوقت الحالي أمرا غير مطروح بعدما تعثرت بشكل كبير جولات مفاوضات وقف القتال بين إسرائيل وحماس. ولا تجمع مبادرة (أوبن آرمز) أي علاقة بالمبادرة التي أعلنت عنها الإدارة الأميركية لإنشاء ميناء عائم "مؤقت" على ساحل غزة لإدخال المساعدات الإنسانية عن طريق البحر.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، أفاد الأحد، في بيانه بمناسبة قدوم شهر رمضان، أن هذا العام "يأتي في لحظة ألم هائل" مؤكدا أن معاناة الفلسطينيين "في ذهنه وستكونعلى رأس الأولوياته".

كما أطل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في فيديو للتهنئة بحلول هذا الشهر المبارك باعثا برسالة "تضامن ودعم" خاصة "لجميع الذين يعانون من الفظائع في غزة".

يذكر أن المنظمة الدولية حذرت قبل وقت ليس ببعيد من أن ربع سكان القطاع صاروا على حافة المجاعة، وأن الأطفال في غزة يتضورون جوعا حتى الموت.

وعن سفينة الإنقاذ (أوبن آرمز)، التي لا تزال راسية في ميناء مدينة لارنكا، فهي مملوكة لجمعية خيرية إسبانية تحمل نفس الاسم.

وجاءت الإمدادات من المؤسسة الخيرية (وورلد سنترال كيتشن) أو المطبخ المركزي العالمي التي جمعت التمويل اللازم لها، وهي تعمل مع منظمة (برواكتيفا أوبن أرمز) الإسبانية غير الحكومية.

ومن المتوقع أن يستغرق وصولها إلى موقع لم يجر الكشف عنه على ساحل قطاع غزة حوالي 48 ساعة وذلك باستخدام ممر بحري جديد لم يُختبر بعد قال الاتحاد الأوروبي إنه سيُدشن أمام إبحارها إلى وجهتها في عطلة نهاية الأسبوع الماضي على أمل نقل المساعدات مباشرة لأهل غزة.

وقال متحدث باسم (وورلد سنترال كيتشن) لبي بي سي إن المؤسسة الخيرية بدأت في بناء رصيف صغير لتيسير عمليات تفريغ الحمولة بأمان على شاطئ غزة . وأوضح أن هناك 500 طن أخرى من المساعدات في قبرص جاهزة للشحن وستُرسل لاحقا ضمن مهام مستقبلية تالية.

وذكرت المنظمة عن عملية إيصال المساعدات إلى غزة أنها تزداد صعوبة وخطورة، لافتة إلى قرار برنامج الأغذية العالمي الشهر الماضي، بتعليق نقل المساعدات إلى شمال غزة بعدما تعرضت قوافله إلى "مظاهر فوضى وعنف عارمة".

ولجأت مؤخرا العديد من الدول إلى عمليات الإنزال الجوي للمساعدات بعدما تعقدت مهام تحويلها وتسليمها برا وأصبحت شبه مستحيلة.

ورغم أن أول الغيث قطرة لكن وضع غزة مزر للغاية ما يجعل من تلك القطرات التي سقطت من السماء على سكان غزة مؤخرا وسيلة غير مجدية وغير مثالية لحل معضلة الوصول إلى المواقع الصحيحة التي تكون في أمس الحاجة إلى المساعدات.

كما وردت تقارير قبل بضعة أيام، عن مقتل خمسة أشخاص في شمال مدينة غزة جراء عمليات الإنزال الجوي العشوائية للمساعدات هناك بعدما سقطت عليهم الطرود الملقاة من الجو لأن بعضها لم تفتح مظلته بشكل سليم مما أدى إلى سقوطها بشكل سريع على تجمعات للفلسطينيين كانت تنتظر هبوطها.

ويشن الجيش الإسرائيلي حملة عسكرية جوا وبرا في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر)، عقب هجمات شنها مسلحو حماس على بلدات إسرائيلية أسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص، واختطاف 253 آخرين بحسب ما أذاعته إسرائيل.

من جانبها تقول وزارة الصحة في غزة، والتابعة لحركة حماس، إن أكثر من 30.900 شخص قتلوا في القطاع منذ بداية الحرب، معظمهم مدنيين من نساء وأطفال.

وبمرور الأيام على هذة الحملة العسكرية، تجلت الأزمة الإنسانية المتنامية في قطاع غزة والتي دفعت بالأمم المتحدة للتحذير من أن المجاعة "تكاد تكون حتمية" بسبب ما يعيشون فيه، نتيجة شح الغذاء والمياه النظيفة.