إيلاف من القاهرة: أعلنت حركة حماس، الثلاثاء، تعيين زعيمها في غزة يحيى السنوار رئيسا لها بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران الأسبوع الماضي.

وكانت حماس قد أعلنت، السبت، إجراءها مشاورات واسعة لاختيار رئيس جديد للمكتب السياسي بعد اغتيال هنية.

ما معنى هذا الاختيار؟
ويعد اختيار السنوار مؤشراً على الرغبة في استمرار التصعيد من جانب حماس ضد تل أبيب، وعدم السير بسهولة في طريق التهدئة أو إبرام صفقات تتعلق بالرهائن أو غير ذلك، خاصة أن السنوار لا يمكنه التواصل مع قيادات سياسية عربية أو عالمية، ولا يمكنه خوض مفاوضات أو مناقشات مباشرة مع أي أطراف، فهو المطلوب الأول لإسرائيل من بين جميع قيادات حركة حماس.

من هو السنوار؟
وفقاً لشهادات وروايات بعض المقربين من السنورا فإنه لا يملك المرونة الكافية لشغل منصب سياسي بهذا الشكل، فقد نشأ السنوار في مخيمات الصفيح بغزة وبين أزقتها الضيقة بعدما نزحت عائلته من مدينة المجدل عقب نكبة 48، وكان للفقر تأثيره الكبير على شخصيته.

فقد عانى السنوار من شظف العيش وقسوة الحياة، و طبعت الظروف القاسية علاماتها على شخصية الطفل الذي وقف شاهداً على نكسة 67. راكمت السنوات التي تلت رصيداً من الغضب والسخط في صدره، فاقمتها يوميات البؤس في غزة ومخيماتها مخلّفةً رغبةً ملحّة بالانتقام لازمته لعقود .

كان في حديثه ونظرته للصراع دائم الحديث عن النكبة وما تركته من معاناة ممتدة لأهله، كان لديه تطلع دائم لإحداث صدمة وتغيير في موازين القوى، كما يقول من عرفه.

مدارس خان يونس والجامعة الإسلامية
تلقى يحيى السنوار تعليمه في مدارس مخيم خان يونس وأكمل دراسته بعدها بالجامعة الإسلامية التي تخرج فيها بشهادة في الدراسات العربية، ثم عمل في مجلس الطلاب 5 سنوات، فكان أميناً للجنة الفنية، واللجنة الرياضية، ونائبًا للرئيس، ثم رئيساً للمجلس ثم نائبا للرئيس مرة أخرى.

زواج متأخر.. لماذا؟
تأخر زواجه كثيراً بسبب أنشطته العسكرية واعتقاله الطويل، وبعد إطلاق سراحه في عام 2011، عقد قرانه على "سمر محمد أبو زمر صالحة" من مدينة غزة. وقد كان عقد قرانه يوم الاثنين 21 نوفمبر 2011 م، في مسجد النور والإيمان بمنطقة المقوسي بمدينة غزة.

بدأ نشاطه بالعمل الطلابي والتنظيمي حينذاك تحت مظلة الكتلة الإسلامية ومنها شق طريقه إلى أدوار أوسع تكللت بتأسيس جهاز المجد، الجهاز الأمني الداخلي لحماس المضطلع بأدوار حساسة أبرزها ملاحقة العملاء والمرتبطين بأجهزة الأمن الإسرائيلية.

الاعتقال في نهاية الثمانينيات
قاد نشاطُه الأمني إسرائيل لاعتقاله أواخر الثمانينيات. اتهمته السلطات الإسرائيلية بقتل أربعة متعاونين، فحكمت عليه بأربعة أحكام مدى الحياة. تنقّل بين السجون الإسرائيلية شمالاً وجنوباً وقضى فترات طويلة في غرف العزل.

قائد داخل السجون
قاد حماس داخل السجون، وحمَل هاجسه الأمني معه، أتقن اللغة العبرية، ودرّس النحو الصرف لرفاقه، وقاد إضرابات ومفاوضات، وربح جولات وخسر أخرى. بدا الوقت ثقيلاً داخل السجن فيما دارت عجلة الصراع خارج أسواره؛ انتفاضات وحروباً وسرابات سلام. أكثر من عقدين في الأسر لم ينالا من قناعة الرجل بقرب نيل حريته. خطف شقيقه جندياً إسرائيلياً وبادلته حماس بألفِ أسير فلسطيني. كان يحيى على رأسهم. خرج ليلعب أدواراً بارزة شكّلت معالم جديدة للصراع.

أحداث أكتوبر جعلته "نجماً إعلامياً"
في أعقاب السابع من أكتوبر، ملأ اسم السنوار الدنيا وشغل كثيراً من دوائر الأمن والسياسية في إسرائيل وخارجها. أثار الرجل عاصفةً من التساؤلات حول شخصيته وأفكاره ورؤيته للصراع وكذلك الدوافع وراء قراراته وحسابات تكاليفها، لا سيما لما أحدثته من انعكاسات وما خلّفته من تبعات كبيرة وثقيلة.