إيلاف من بيروت: يشتهر الشعب اللبناني بالسخرية في وجه الصعاب، وهي صفة تستأثر بها الشعوب التي تملك إرثاً حضارياً وثقافياً كبيراً، وثقة دائمة في عودة الحياة لتبتسم في وجوههم من جديد.
ويكفي أن الشعب اللبناني يواجه صوت واهتزازات الصورايخ والغارات (الإسرائيلية)، ويشعر بهزات أرضية زلزالية بدون صوت (زلزال الإثنين)، ثم يشعر بالأصوات المرعبة دون اهتزاز (جدار الصوت)، يواجه كل ذلك بالسخرية أملاً، بل يقيناً في غد أفضل.
جديد لبنان موجة السخرية الشعبية التي تهدف إلى التفرقة بين تأثيرات زلزال الإثنين الذي شعر به سكان لبنان وسوريا والأردن وتركيا، والذي بلغت قوته 4.8 بمقياس ريختر، وبين ما يفترض أنه ضربات قوية من إيران وحزب الله على تل أبيب رداً على موجة الاغتيالات التي طالت قيادات حزب الله (فؤاد شكر) و حماس (إسماعيل هنية)، ومن ثم تقوم إسرائيل بضرب لبنان رداً على الضربة الإيرانية.
ناطرين الضربة
لبنانيون يتهكمون ويكتبون عبر منصات السوشيال ميديا: "كنا ناطرين الضربة من فوق اجت من تحت"، وبينما تعيش منطقة الشرق الأوسط حالة ترقب بانتظار رد إيران و"حزب الله" على عمليات الاغتيال الإسرائيلية، ضربتها هزة أرضية، ليثير الموضوع حالة من السخرية في لبنان.
وسط خرق جدار الصوت اليومي الذي تقوم به الطائرات الحربية الإسرائيلية في سماء المناطقة اللبنانية، والخوف من الرد الإسرائيلي الذي قد يعقب رد إيران و"حزب الله" أتت الهزة الأرضية التي ضربت سوريا وشعر بها سكان لبنان والأردن وفلسطين.
رجعوني لجدار الصوت.. ما حبيت الهزة الأرضية!
إلا أن اللبنانيين حولوا حالة الخوف اليومي إلى وضع للتهكم، فانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي منشورات تسخر من الوضع، ومن بين المنشورات التي كتبها اللبنانيون: "فالق اليمونة تحرك والإيراني بعد ما تحرك"، "رجعوني على جدار الصوت ما حبيت الهزة"، "كنا ناطرين الضربة من فوق ام إجت من تحت".
وانتشرت صورة "توضيحية" ساخرة من الوضع الحالي، وفيها: "صوت + هز= غارة حربية.. صوت بدون هز= جدار صوت.. هز بدوت صوت= هزة أرضية".
كل هذا.. وكأن شيئاً لم يكن
وانتشرت فكرة ساخرة أخرى تقول :"نحنا ب لبنان الحمدلله ب نهارنا بيمرق كل شي.. منبلش نهارنا بصواريخ بنص النهار.. جدار صوت في الليل.. هزات وزلازل والفجر منام ع اساس في حرب كونية وعادي تاني يوم منفيق ومنروح ع شغلنا ولا كأنو في شي…".
التعليقات