إيلاف من عمان: تواصل السلطات الأردنية والإسرائيلية التحقيقات في حادثة معبر الكرامة التي أودت بحياة ثلاثة إسرائيليين على يد الأردني ماهر الجازي، في حين تسعى عائلة الجازي لاستعادة جثمان ابنهم، وسط تعتيم حول ملابسات الحادثة التي تم وصفها بأنها عمل فردي.

من ناحية أخرى، أعلنت السلطات الأردنية إغلاق جسر الملك حسين حتى إشعار آخر، ما يعمق الأثر على حركة النقل والسفر بين البلدين.

مساعي استعادة الجثمان
وفي ظل الأجواء المشحونة بعد عملية معبر الكرامة، تبرز محاولات عائلة الجازي لاستعادة جثمان ابنهم، منفذ العملية، لدفنه في الأردن.
وفي تصريحات للشيخ حابس الجازي، ابن عم ماهر الجازي، أكد أن العائلة تتواصل مع السلطات الأردنية لتحقيق هذا الهدف، وأن هناك جهودًا تبذل من أجل تسلم الجثمان.

ونقل الشيخ عن والد ماهر قوله: "دم إبني ليس أغلى من دماء الشعب الفلسطيني". هذا التصريح يعكس التضامن العميق مع القضية الفلسطينية والاحتجاج الشعبي المتزايد ضد الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة. كما أضاف الشيخ أن ما قام به ماهر هو رد فعل طبيعي تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن ماهر كان شابًا مسالمًا، لا ينتمي إلى أي حزب سياسي، ولكنه تأثر بشكل كبير بما يحدث في فلسطين.

العملية وأثرها
عملية إطلاق النار التي نفذها ماهر الجازي عند معبر الكرامة، والذي يربط الأردن بالضفة الغربية، أدت إلى مقتل ثلاثة حراس أمن إسرائيليين. رغم أن التحقيقات الأولية وصفت الهجوم بأنه "عمل فردي"، إلا أن تداعياته كانت كبيرة. فالمعبر أغلق فورًا في الاتجاهين، ما أثر بشكل مباشر على حركة النقل بين الأردن وإسرائيل، وأثار قلقًا واسعًا بين الأوساط الشعبية والسياسية في كلا البلدين.

وزارة الداخلية الأردنية أكدت أن التحقيقات لا تزال جارية، وأن السائقين الأردنيين الذين كانوا متواجدين في إسرائيل يخضعون للتحقيق أيضًا. ورغم أن التحقيقات الأولية تؤكد على أن الحادثة فردية، إلا أن الغموض لا يزال يحيط بالدوافع الحقيقية للعملية وما إذا كانت ستؤدي إلى تصعيد أكبر.

المحرك الأساسي خلف العملية
التصريحات الصادرة عن عائلة الجازي، لا سيما من شقيقه شادي الجازي، تعكس حالة من المفاجأة والصدمة التي أصابت العائلة. حيث أوضح شادي أن ماهر لم يكن يظهر أي بوادر تشير إلى تخطيطه لمثل هذه العملية، ولكنه كان يشعر بحزن عميق تجاه أوضاع الأمة العربية والقضية الفلسطينية، خاصة في غزة والضفة الغربية. هذه المشاعر التي تراكمت في ظل تصاعد التوترات الإسرائيلية الفلسطينية قد تكون المحرك الأساسي خلف العملية.

إلى جانب ذلك، يأتي إغلاق جسر الملك حسين من الجانب الأردني كخطوة تعكس قلقًا أمنيًا متزايدًا. فإدارة أمن الجسور أعلنت عن إغلاق الجسر أمام المسافرين والشحنات التجارية، ما يشير إلى أن التوترات قد تستمر لفترة أطول.

إجراءات حكومية
الحكومة الأردنية سارعت إلى اتخاذ تدابير سريعة بعد الحادثة. إذ أعلنت وزارة الداخلية الأردنية أن الاتصالات مستمرة مع الجانب الإسرائيلي بشأن التحقيقات، وأن جميع السائقين الأردنيين الذين تم التحقيق معهم قد تم الإفراج عنهم، فيما لا يزال بعض السائقين يخضعون للتحقيق. وتشدد الوزارة على أن الحادثة لا تعكس توجهًا سياسيًا وإنما عمل فردي.