إيلاف من القدس: لا أحد يعلم على وجه الدقة ما إذا كان النفوذ التركي في سوريا أشد خطورة من الوجود الإيراني سابقا، إلا أن تل أبيب تتعامل مع هذه الفرضية باعبتارها حقيقة، وتستعد لحرب مع تركيا وفقاً لتقرير نشرته الصحافة العبرية الثلاثاء.

فقد حذرت اللجنة التي شكلتها الحكومة الإسرائيلية من أن طموحات تركيا لاستعادة نفوذها الذي كان سائدا خلال العهد العثماني قد تؤدي إلى تصاعد التوترات مع إسرائيل، وربما تتصاعد إلى صراع.

وأضاف التقرير الذي نشرته "جيروزاليم بوست" :"يجب على إسرائيل أن تستعد لمواجهة مباشرة مع تركيا ، بحسب أحدث تقرير للجنة ناجل حول ميزانية الدفاع واستراتيجية الأمن، وسلط التقرير الضوء على خطر تحالف الفصائل السورية مع تركيا، مما يشكل تهديدا جديدا وقويا لأمن إسرائيل".

أكثر خطورة من إيران
وجاء في التقرير أن "التهديد من سوريا قد يتطور إلى شيء أكثر خطورة من التهديد الإيراني"، محذرا من أن القوات المدعومة من تركيا قد تعمل كوكلاء، مما يؤدي إلى تأجيج عدم الاستقرار الإقليمي.

ويأتي تقييم اللجنة في ظل سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المتشددة على نحو متزايد في المنطقة، والتي يرى بعض المحللين أنها معادية لمصالح إسرائيل.

قدمت لجنة ناجل توصياتها إلى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش يوم الاثنين، حيث حددت استراتيجية شاملة للتعامل مع التهديدات الناشئة.

زيادة ميزانية الدفاع
وتقترح اللجنة زيادة ميزانية الدفاع بما يصل إلى 15 مليار شيكل سنويا (حوالي 4.3 مليار دولار) على مدى السنوات الخمس المقبلة لضمان قدرة قوات الدفاع الإسرائيلية على التعامل مع التحديات التي تشكلها تركيا، إلى جانب التهديدات الإقليمية الأخرى.

وتحدث نتانياهو عن التقرير قائلاً: "إننا نشهد تغيرات جوهرية في الشرق الأوسط. لقد كانت إيران منذ فترة طويلة أكبر تهديد لنا، ولكن هناك قوى جديدة تدخل الساحة، وعلينا أن نكون مستعدين لما هو غير متوقع. يقدم لنا هذا التقرير خريطة طريق لتأمين مستقبل إسرائيل".

تعزيز القدرات العسكرية
واستعدادا لمواجهة محتملة مع تركيا، أوصت اللجنة بالإجراءات التالية:
- الأسلحة المتطورة: الحصول على طائرات مقاتلة إضافية من طراز إف-15، وطائرات التزود بالوقود، وطائرات بدون طيار، والأقمار الصناعية لتعزيز قدرات إسرائيل على الضربات بعيدة المدى.

- أنظمة الدفاع الجوي: تعزيز قدرات الدفاع الجوي متعددة الطبقات، بما في ذلك القبة الحديدية، ومقلاع داود، وأنظمة السهم، ونظام الدفاع بالليزر شعاع الحديد الذي بدأ تشغيله حديثًا.

- أمن الحدود: بناء حاجز أمني محصن على طول وادي الأردن، وهو ما من شأنه أن يمثل تحولا كبيرا في استراتيجية إسرائيل الدفاعية على الرغم من التداعيات الدبلوماسية المحتملة مع الأردن.