إيلاف من لندن: هل يمكن أن ينجو أخطر مغتصب متسلسل في تاريخ بريطانيا من السجن بسبب صفقة سياسية؟ بينما يمضي رينهارد سيناغا، المدان باغتصاب 48 رجلًا بعد تخديرهم وتوثيق جرائمه بالفيديو، عقوبة السجن مدى الحياة، تتصاعد المفاوضات بين لندن وجاكرتا وسط أنباء عن تبادل سجناء قد يعيده إلى وطنه رغم فظاعة جرائمه!
سيناغا كان يستدرج الرجال إلى شقته ويخدرهم ويغتصبهم في هذا المكان المبين في الصورة (© شرطة مانشستر الكبرى)
سقوط الوحش.. كيف انكشف كابوس مانشستر؟
بين كانون الثاني (يناير) 2015 وأيار (مايو) 2017، كان سيناغا يجوب حانات مانشستر لاصطياد ضحاياه، مستهدفًا الرجال في حالة سكر أو ضعف. كان يستدرجهم إلى شقته، حيث يقوم بتخديرهم ثم يغتصبهم، موثقًا الاعتداء بآلاف الساعات من مقاطع الفيديو التي احتفظ بها كـ"تذكارات" لجرائمه.
لكن سقوطه جاء عندما استفاق أحد ضحاياه أثناء الاعتداء عليه، وهاجمه قبل أن يفر من الشقة ويبلغ الشرطة. التحقيق الذي أعقب ذلك كان الأضخم في تاريخ القضاء البريطاني، حيث أدى إلى كشف 159 جريمة جنسية، انتهت بالحكم عليه بالسجن مدى الحياة، مع إلزامه بقضاء 30 عامًا على الأقل قبل أي مراجعة للعقوبة.
تشير الأدلة إلى أن سيناغا دس عقاقير مخدرة لضحاياه في المشروبات (© شرطة مانشستر الكبرى)
إندونيسيا تتحرك لإنقاذه.. والعائلة تضغط لتسليمه
وسط صدمة الرأي العام، أعلنت الحكومة الإندونيسية أنها بدأت محادثات مع بريطانيا لإعادة سيناغا إلى وطنه، حيث أكد وزير القانون وحقوق الإنسان، يسريل إهزا ماهيندرا، أن الدولة "ملزمة بالدفاع عن مواطنيها"، لكنه اعترف بأن المفاوضات ستكون معقدة.
وذكرت تقارير أن والدي سيناغا، وهما من الأثرياء في جاكرتا، مارسا ضغوطًا على المسؤولين لاستعادته، حيث كشف متحدث حكومي: "لقد سألنا والديه عما إذا كانا يوافقان على الترحيل، وبكيا طلبًا لعودته".
رينهارد سيناغا ببدلة التخرج... إندونيسيا تتفاوض لترحيله رغم إدانته بـ159 جريمة جنسية
هل تفتح صفقة تبادل السجناء باب الهروب؟
المحادثات لا تقتصر على سيناغا، بل تشمل أيضًا إعادة سجين إندونيسي من معتقل غوانتانامو يُزعم أنه أحد المتآمرين في تفجيرات بالي، أو إطلاق سراح سجين بريطاني محتجز في إندونيسيا مقابل تسليم سيناغا. السيناريوهات المحتملة تُبقي احتمال خروجه من السجن قائمًا رغم وحشية جرائمه.
هجوم داخل السجن.. هل حياته في خطر؟
في أواخر عام 2024، تعرض سيناغا لهجوم داخل سجن اتش إم بي ويكفيلد (HMP Wakefield)، حيث ضربه الحراس بعنف، لكنه نجا من إصابات خطيرة. لم يتم الكشف عن تفاصيل الهجوم، لكن الواقعة طرحت تساؤلات حول مدى أمانه داخل السجن البريطاني، وما إذا كان ذلك قد يكون دافعًا إضافيًا للإسراع في ترحيله.
هل توافق بريطانيا على تسليمه؟
بموجب القوانين البريطانية، لا يستطيع سيناغا طلب مراجعة عقوبته إلا بعد 30 عامًا في السجن، لكن إذا تم الاتفاق على صفقة التبادل، فقد يجد نفسه خارج بريطانيا قبل ذلك بكثير.
التعليقات