إيلاف من ساوث كارولينا: نفّذت ولاية ساوث كارولينا الأميركية، يوم الجمعة، حكم الإعدام بحق السجين براد سيغمون (67 عامًا) عن طريق فرقة إطلاق النار، في أول عملية من هذا النوع تشهدها الولايات المتحدة منذ 15 عامًا، ما أعاد الجدل حول أساليب تنفيذ عقوبة الإعدام في البلاد.
وأعلنت السلطات خلال مؤتمر صحفي أن عملية الإعدام جرت داخل أحد سجون العاصمة كولومبيا، حيث قام ثلاثة موظفين متطوعين في السجن بإطلاق النار على سيغمون من مسافة قريبة. وأوضحت أن عملية التنفيذ تمت وفقًا للبروتوكولات المعتمدة، والتي تضمن الموت الفوري للمحكوم عليه.
الرصاص بدلًا من الحقنة
على غير المعتاد، فضّل سيغمون أن يتم إعدامه رميًا بالرصاص بدلاً من الحقنة المميتة، وهو خيار نادر في النظام القضائي الأميركي. ووفقًا لمحاميه، فإن السجين كان يخشى أن تتسبب الحقنة في معاناة طويلة قبل الموت، خاصة في ظل تقارير سابقة عن عمليات إعدام فاشلة باستخدام الحقن القاتلة.
وأكد محاميه أن سيغمون كان لديه مخاوف من أن المواد الكيميائية المستخدمة في الحقنة قد لا تعمل بالشكل المتوقع، مما قد يؤدي إلى احتضار بطيء ومؤلم. وبموجب قوانين ولاية ساوث كارولينا، يُمنح المحكوم عليه بالإعدام خيار بين الطريقتين في حال عدم توفر عقار الحقن المميت، وهو ما دفع سيغمون لاختيار فرقة الإعدام بالرصاص.
وبحسب الإجراءات المتبعة، تم ربط سيغمون على كرسي، وقام الموظفون بتغطية رأسه بغطاء أسود قبل تنفيذ الحكم، ليتم إطلاق النار عليه بعد ذلك من مسافة قصيرة داخل غرفة الإعدام.
رفض المحكمة وقف الإعدام
في وقت سابق من يوم الإعدام، قدم محامو سيغمون طلبًا إلى المحكمة العليا الأميركية لتأجيل تنفيذ العقوبة، إلا أن المحكمة رفضت الطلب، مما مهد الطريق أمام السلطات للمضي قدمًا في تنفيذ الحكم كما هو مقرر.
ويعد هذا الإعدام الأول من نوعه في ساوث كارولينا منذ إعادة العمل بفرقة إطلاق النار كوسيلة تنفيذ قانونية في عام 2021، وسط نقاش واسع حول مشروعية هذا النوع من العقوبات، ومدى توافقها مع القيم الحقوقية الحديثة.
جريمة بشعة تعود لعام 2001
تعود قضية سيغمون إلى عام 2001، حيث أُدين بارتكاب جريمة قتل وحشية راح ضحيتها والدا صديقته السابقة. ووفقًا لسجلات المحكمة، فقد استخدم مضرب بيسبول لضرب الضحيتين حتى الموت داخل منزلهما.
وعلى الرغم من مرور 23 عامًا على ارتكاب الجريمة، فإن تنفيذ الحكم لم يتم إلا بعد سلسلة من الاستئنافات القانونية، حيث حاول فريق الدفاع الطعن في قانونية عقوبة الإعدام وطلب بدائل لها، إلا أن جميع الجهود باءت بالفشل.
الإعدام رمياً بالرصاص
تاريخيًا، لم يكن تنفيذ الإعدام عبر فرقة إطلاق النار خيارًا شائعًا في الولايات المتحدة، إذ لطالما كانت الحقنة المميتة هي الوسيلة الأكثر استخدامًا. إلا أن ندرة الأدوية المستخدمة في هذه الحقن، إضافة إلى المشاكل القانونية والأخلاقية المتعلقة بها، دفعت بعض الولايات إلى إحياء أساليب تقليدية قديمة مثل الرمي بالرصاص أو الكرسي الكهربائي.
ويثير هذا الإعدام الجديد جدلًا واسعًا بين من يرون أنه وسيلة قاسية وغير إنسانية، وبين آخرين يعتبرونه خيارًا أكثر فعالية مقارنة بالإعدامات الفاشلة عبر الحقن القاتلة التي أدت في بعض الحالات إلى معاناة طويلة قبل الموت.
- آخر تحديث :
براد سيغمون يرفض "الحقنة المميتة"
أميركا تنفذ أول إعدام بالرصاص منذ 15 عامًا.. لماذا اختار السجين هذه النهاية؟

تنفيذ الإعدام في ساوث كارولينا يتم بحضور شهود وفق القوانين المحلية
التعليقات