أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الأربعاء، أن إسرائيل لن تسمح بدخول أي مساعدات إنسانية إلى غزة، مشيراً إلى أن "منع هذه المساعدات هو أحد أدوات الضغط الرئيسية التي تمنع حماس من استخدامها كأداة ضغط على السكان".

جاء ذلك بعد تحذير الأمم المتحدة من أن القطاع يواجه "أشد أزمة إنسانية " منذ اندلاع الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023، إذ حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يوم الإثنين، من أن الوضع الإنساني في غزة يعد "الأسوأ" منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، مع استمرار منع دخول المساعدات.

وأشار المكتب إلى مرور شهر ونصف منذ آخر مرة تم فيها السماح بدخول أي إمدادات عبر المعابر إلى غزة، مما يعد أطول فترة توقف للإمدادات حتى الآن.

"مقبرة جماعية"

كما اتهمت منظمة أطباء بلا حدود، الأربعاء، إسرائيل بمنع وصول المساعدات الأساسية إلى قطاع غزة، مؤكدةً أنه لا يوجد مكان آمن للفلسطينيين أو لمن يسعون لمساعدتهم.

وقالت أماند بازيرول، منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود: "لقد تحولت غزة إلى مقبرة جماعية للفلسطينيين ومن يسعون لمساعدتهم"، مضيفة: "نشهد في الوقت الحاضر تدميراً وتهجيراً قسرياً لجميع سكان غزة"، ومؤكدة أن الاستجابة الإنسانية "تعاني بشدة من انعدام الأمن ونقص الإمدادات الحاد".

فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل في جباليا، شمال قطاع غزة، 16 أبريل/ نيسان 2025.
Reuters
فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل في جباليا، شمال قطاع غزة، 16 أبريل/ نيسان 2025.

ميدانياً، أفادت وكالة الدفاع المدني في غزة أن الغارات الجوية الإسرائيلية في الساعات الأولى من يوم الأربعاء أسفرت عن مقتل أحد عشر شخصاً على الأقل، بينهم نساء وأطفال.

وأسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية والقصف المدفعي على قطاع غزة عن مقتل أكثر من عشرين شخصاً منذ الليلة الماضية وحتى فجر اليوم.

كما استهدفت المدفعية الإسرائيلية مخيم اليرموك للنازحين، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، في حين قُتل اثنان آخران جراء قصف طال شقة سكنية في وسط المدينة.

ونقلت وكالة رويترز عن سكان في رفح جنوب قطاع غزة قولهم إن الجيش الإسرائيلي هدم المزيد من المنازل في المدينة، التي خضعت جميعها للسيطرة الإسرائيلية في الأيام الماضية.

ويأتي ذلك في إطار ما وصفه القادة الإسرائيليون بأنه جزء من توسيع "للمناطق الأمنية" داخل القطاع، بهدف زيادة الضغط على حركة حماس لإطلاق سراح الرهائن المتبقين.

في غضون ذلك، تتفاقم أزمة القطاع الصحي في غزة نتيجة النقص الحاد في الأدوية، بعد إغلاق المعابر ومنع دخول شحنات جديدة، وفقاً لما أعلنته وزارة الصحة في غزة.

وأفاد مرضى ومرافقوهم في مستشفى الشفاء شمالي غزة لبي بي سي، بأنهم لا يتلقون العلاج، بما في ذلك مسكنات الألم.

وقال أحد المرضى في مستشفى الشفاء: "أجريت عملية في بطني، وساقاي مصابتان، إحداهما ما زالت جُرحاً مفتوحاً، أحتاج إلى علاج ومسكنات، لكنها غير متوفرة بسبب إغلاق المعابر. جميع المرضى يعانون وننتظر الدواء".

وقالت مريضة في المستشفى إنها ترقد على ظهرها منذ نحو شهر في انتظار عملية تأخرت بسبب نقص المعدات الطبية، ومازالت تعاني من ألم مستمر نتيجة نفاد الأدوية.

وأوضح والد أحد المصابين: "ابني تعرض لكسر في يده وكان بحاجة لإجراء عملية في مستشفى الشفاء، إلا أن المستشفى يحتوي على غرفة عمليات واحدة فقط، ولا توجد أدوية أو مسكنات بسبب إغلاق المعابر. ابني يقضي يومه كله وهو يبكي من شدة الألم".

وفي حديثه لبي بي سي قال هاشم - وهو مواطن من غزة: "كنت في المستشفى الكويتي حين تم قصفه دون تحذير، مما أسفر عن تضرر السيارات وسقوط شهداء وجرحى. عمّ الخوف بين الأطباء والمرضى، وفرّ الجميع. إذا كانت المستشفيات غير آمنة، إلى أين نذهب؟".

بدوره، أشار أحمد سعيد إلى أن "ما نحتاجه هو هدنة وسلام، حيث لا يوجد طعام ولا شراب، وجميع المعابر مغلقة. والمناطق التي يقول الجيش الإسرائيلي إنها آمنة تتعرض للاستهداف على مدار الساعة".

تظهر يد فلسطيني ميت تحت الأنقاض، في موقع غارة إسرائيلية على منزل، في جباليا شمال قطاع غزة، 13 أبريل/نيسان 2025.
Reuters
آثار غارة إسرائيلية على جباليا شمال قطاع غزة، 13 أبريل/نيسان 2025.

يأتي ذلك فيما أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الأربعاء "اقتحام نتنياهو" شمال قطاع غزة، واصفة إياه بـ"استهتار بالإجماع الدولي على وقف الإبادة والتهجير والضم".

وأكدت الخارجية في بيان أن "الاقتحام الاستفزازي الذي قام به بنيامين نتنياهو لشمال قطاع غزة والتصريحات والأقوال التي أدلى بها، تهدف لإطالة وتعميق جرائم الإبادة والتهجير، تفادياً لتنفيذ الأوامر الاحترازية التي صدرت عن محكمة العدل الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة" بحسب وصف البيان.