علي مطر من اسلام اباد: قالت تسنيم اسلم المتحدثة باسم وزراة الخارجية الباكستانية والتي تشغل بذلك منصب وكيلة مساعدة بالوزارة ان قوات الولايات المتحدة وقوات حلف الناتو لم تهاجم افغانستان لمصلحة او فائدة باكستان، ولكنها فعلت ذلك من اجل تحقيق مكاسبها واهدافها الذاتية والخاصة بها. وقالت ان باكستان لم ترغب مطلقا في وقوع عمليات عسكرية واسعة النطاق بافغانستان لان هذا من شانه ان يفتح المجال امام فيضان من اللاجئين الافغان الذين ليس بوسع باكستان استيعاب المزيد منهم او استقبالهم مرة اخرى.

واشارت الى ان باكستان قد ورثت الازمة الافغانية بسبب الغزو السوفييتي لافغانستان عندما استخدمت الدول الغربية مواردها وتقنياتها للقضاء على الروس في افغانستان في فترة الثمانينات ونتج عن ذلك تدفق 3 مليون لاجئ افغاني الى الاراضي الباكستانية. الوجود السوفييتي في افغانستان ادى الى تنامي ثقافة الجهاد بالمنطقة وحصل المجاهدون العرب في تلك الفترة على الدعم من الدول الغربية لكي يكملوا المهمة الاساسية في جدول اعمال الغرب وهي القضاء على التواجد السوفييتي بافغانستان وبعد تحقق ذلك ومحاولة المجاهدين توحيد صفوفهم تحت قيادة طالبان فانهم دخلوا في نزاع مع قوات الولايات المتحدة وحلف الناتو.

وقالت المتحدثة ان كل ما تواجهه باكستان اليوم ناجم عن فترة الثمانينيات. كما ان باكستان لم تكن راغبة في تعرض افغانستان لهجوم شامل بعد هجمات 11 سبتمبر لانها كانت تدرك حجم المشاكل والازمات التي ستنجم عن ذلك. المتحدثة قالت ان الولايات المتحدة استخدمت صواريخ ديزي كتتر خلال هجومها على افغانستان والصاروخ الواحد منها يكلف 45 الف دولار ولو انها استغلت الثروة التي استخدمتها في ضرب افغانستان في تعمير ذاك البلد لكان هذا افضل وخطوة على الطريق الصحيح ولما تحولت افغانستان لحاضنة للارهاب.

واشارت المتحدثة الى ان بلادها حشدت 80 الف جندي لمنع التسلل من والى افغانستان في حين انه ليس من مسؤوليات باكستان السيطرة على الاوضاع الامنية بافغانستان واعادتها الى وضعها الطبيعي كما ان فشل الحكومة الافغانية في فرض سيطرتها على البلاد لا يجب ان يكون سببا لقيام هذه الحكومة بالقاء اللوم في تردي الاوضاع الامنية على باكستان وان تكيل لها التهم جزافا وبدون دليل وتتهمها بانها تقوم بتدريب مقاتلي طالبان وهذه لا تعدو كونها اتهامات لا اساس من الصحة.