محمد الخامري من صنعاء : كشفت مصادر عسكرية مقربة أن النيابة الجزائية المتخصصة في صنعاء بدأت اليوم التحقيق مع 22 متهما بالانتماء إلى تنظيم القاعدة كانوا يخططون للقيام بأعمال إرهابية ضد مصالح غربية ومحلية في اليمن ، مشيرة إلى أن عناصر هذه المجموعة يشكلون خلية إرهابية خطرة كان قد قام بتجنيدها فواز الربيعي المحكوم عليه بالإعدام في قضية تفجير ناقلة النفط الفرنسية ليمبورج عام 2002م قبالة سواحل محافظة حضرموت والذي لقي مصرعه في مواجهة مع قوات الأمن خلالدهمها لمخبئه في إحدى ضواحي صنعاء بعد أشهر من فراره من سجن الأمن السياسي والتي انتهت بمقتله ومقتل شخص آخر يدعى محمد الديلمي من تنظيم القاعدة وأحد الفارين معه من سجن الأمن السياسي في شباط (فبراير) الماضي.

وأضاف المصدر أن المتهمين الـ22 على علاقة بمحاولتي تفجير المنشآت النفطية في كل من حضرموت ومأرب أواخر أيلول (سبتمبر) الماضي كما أنهم متهمون بالتخطيط لمهاجمة منشآت أجنبية ومحلية واستهداف أجانب مقيمين في اليمن. ونقلت مصادر إعلامية عسكرية إلى مصدر وصفته بالموثوق أن بين المتهمين أربعة كان قد تم القبض عليهم منتصف أيلول quot;سبتمبرquot; الماضي ضمن خلية عُرفت بخلية صنعاء الثانية إضافة إلى متهم يُعد أبرز مساعدي الربيعي والذي كان قد تم القبض عليه اثر مقتل الربيعي في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي

وبحسب المصدر ذاته يعد فواز الربيعي المتهم بانتمائه إلى تنظيم القاعدة والذي يعتبره مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي و12 من أصحابه من أخطر العناصر الذين يشكلون ما عرف بـquot;الخلية النائمةquot; في اليمن ، يعتبر المخطط الرئيس لمحاولتي تفجير المنشآت النفطية في ميناء ضبه في حضرموت وصافر في مأرب وكذا محاولة التفجيرات التي تم ضبطها ضد عدد من المنشآت والمصالح الحكومية والأجنبية في العاصمة صنعاء. وكان قد حكم على فواز يحي الربيعي بالإعدام في شباط(فبراير) الماضي من قبل المحكمة الاستئنافية بعد إدانته بعدة تهم بينها التخطيط للهجوم على ناقلة النفط الفرنسية quot;ليمبورغquot; عام 2002، ولكنه تمكن مع 22 آخرين من عناصر القاعدة من الفرار من السجن في شباط (فبراير) 2006م.

وفواز الربيعي من مواليد محافظة إب quot;170 كلم جنوب صنعاءquot; ، غادر اليمن إلى أفغانستان قبل أشهر من الأحداث التي شهدتها الولايات المتحدة الأميركية في شهر أيلول (سبتمبر ) 2001م ، ولا يعرف تاريخ التحاقه بتنظيم القاعدة. وأوضحت المعلومات ذاتها أن الربيعي له شقيق ضمن المعتقلين في قاعدة غوانتانامو الكوبية يُدعى سليمان الربيعي وأن الأميركيين ربما يكونون قد حصلوا على معلومات منه بقيام شقيقه بتنفيذ عمليات إرهابية في اليمن ضد المصالح الأميركية والغربية في اليمن والسعودية. وسبق أن ألقت السلطات الأمنية في اليمن القبض على شقيق أصغر لفواز الربيعي وأجرت معه التحقيقات حول علاقة أخيه بتنظيم القاعدة، وإن كان له علم بما يخطط له شقيقه لاستهداف المصالح الأميركية في اليمن.

وكانت الشعبة الجزائية الاستئنافية المتخصصة في صنعاء أصدرت حكمها في الجلسة التي عقدت في 5 شباط quot;فبرايرquot; الماضي برئاسة القاضي سعيد القطاع وحضور أهالي المتهمين، الحكم الابتدائي الصادر ضد المتهم فواز الربيعي بإعدامه بدلا من السجن 10 سنوات كما في الحكم الابتدائي. جدير بالذكر أن 23 متهما بقضايا إرهابية قد فروا من سجن الأمن السياسي في العاصمة صنعاء ويأتي على رأس الفارين جمال البدوي المتهم الثاني في قضية quot;كولquot; ، كما أن القائمة احتوت أسماء (9) من الذين حوكموا في قضية تفجير ناقلة النفط الفرنسية quot;ليمبورجquot; قبالة سواحل المكلا 2002م .وهم ( محمد علي سعد، فوزي محمد الوجيه، فواز نجيب الربيعي، حزام صالح مجلي، إبراهيم محمد الهويدي، عارف صالح مجلي، عمر سعيد جار الله، قاسم يحيى الريمي، محمد أحمد الديلمي) .
كما تضم قائمة الفارين (4) من الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة وتشكيل عصابة مسلحة، وهم:( إبراهيم محمد المقري، شفيق أحمد عمر، عبد الله يحيى الوادعي، منصور ناصر البيحاني).

و (2 ) آخرين من خلية كتائب التوحيد التي كان يتزعمها أنور الجيلاني وهم:( عبدالرحمن أحمد باصرة، خالد محمد البطاطي).، ومدان آخر يدعى (عبدالله أحمد الريمي) كانت اليمن تسلمته من دولة قطر وحكم عليه بالسجن أربع سنوات . بالإضافة إلى ستة أشخاص آخرين متهمين بالانتماء إلى تنظيم القاعدة كانوا سيقدمون إلى المحاكمة. وكانت وزارة الداخلية أعلنت منتصف أيلول/ سبتمبرالماضي أنها أحبطت هجومين إرهابيين من قبل عناصر ينتمون إلى تنظيم القاعدة بأربع سيارات مفخخة استهدفت ميناء تصدير النفط في ضبه في حضرموت ومصفاة النفط ووحدة إنتاج الغاز في منطقة صافر في محافظة مأرب, وأسفر الهجومان عن مقتل أربعة من منفذيهما واستشهاد أحد أفراد حراسة ميناء ضبه وفي اليوم التالي أعلن نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الدكتور رشاد العليمي اعتقال خلية من أربعة أشخاص تابعة لتنظيم القاعدة في صنعاء على علاقة بحادثتي الهجومين الفاشلين في مأرب وحضرموت , وقال إن الخلية كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد عدد من الأهداف في العاصمة وأنه تم ضبط كمية كبيرة من الأسلحة والمتفجرات بحوزة أفراد الخلية.

وكان تنظيم القاعدة قام في شباط (فبراير) الماضي بتنفيذ أضخم عملياته في اليمن أسفرت عن تهريب 23 من كبار عناصره من داخل أسوار سجن الأمن السياسي في العاصمة صنعاء عبر نفق يزيد طوله عن 300 متر تم حفره من مصلى النساء في جامع الأوقاف على شارع الستين الجنوبي القريب من مبنى جهاز الأمن السياسي إلى زنازين السجناء، مروراً بساحة واسعة تفصل السور عن غرف السجناء. وأضافت المصادر أن عملية الفرار تمت عبر نفق يزيد طوله عن 300 متر تم حفره من مصلى النساء في الجامع المذكور وأن التحقيقات الأولية ومعاينة مكان العملية تشير إلى احتمالات أن عملية الفرار قد تمت عصر أمس فيما لم تكتشف إلا بعد عشاء اليوم ذاته حينما فتحت غرف السجن لاستدعاء أحد السجناء للتحقيق، حيث تم اختيار الوقت بدقة شديدة باعتباره فترة قيلولة نادراً ما يدخل فيها مسؤولو السجن إلى غرف المساجين.

وأضاف أن الأمر كان أكثر سهولة في المنطقة الفاصلة بين سور السجن وغرف المساجين التي تقدر بحوالى 300متر لأنها منطقة فضاء في ساحة المبنى.
ويفصل السور الجنوبي للأمن السياسي عن الزنزانة التي حفر منها النفق بعمق يتجاوز 4 أمتار، قرابة 40 مترا، كما يفصل السور عن مسجد النساء شارع عرضه حوالى 12 مترا طبقاً لشهود عيان، وهو شارع مغلق تمنع أي حركة فيه، ويراقب الشارع أفراد من الأمن على مدار الساعة. والحفرة التي لا يتجاوز طولها الـ60 مترا لا تتيح سوى الزحف من خلالها وأنه وجدت أكوام من الأتربة في الزنزانة تم رصها على أرضية وجدران الزنزانة.