الياس توما من براغ : طلبت محكمة جرائم الحرب الخاصة بيوغسلافيا السابقة من السلطات الهولندية اليوم التدخل لمنع زعيم الحزب الصربي الراديكالي فويسلاف شيشيل الذي يوجد في سجن لاهاي بهولندا من الموت بسبب إضرابه المستمر عن الطعام منذ 11 من تشرين الثاني نوفمبر الماضي . وقد أمرت المحكمة بالقيام بعدة خطوات في مقدمتها إطعامه عن طريق السوائل بهدف حماية صحته وذلك بالشكل الذي يتوافق مع المعايير الطبية الأخلاقية في هذا المجال وقواعد القانون الدولي .

وكانت لجنة من الأطباء التي فحصته قبل عدة أيام قد أكدت انه سيتوفى في غضون أسبوعين إذا ما أصر على مواصله اضربه الاحتجاجي هذا فيما قالت مصادر من حزبه انه فقد نحو 25 كغ من وزنه خلال هذا الإضراب الذي توقف فيه عن تنازل أي طعام أو أدوية والاكتفاء بالماء .

في هذه الأثناء أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها العميق بسبب الحالة الصحية لشيشيل وناشدت الوزارة المحكمة الدولية في لاهاي توفير الشروط المناسبة لحماية صحته ومصالحه القانونية .

ونقلت الإذاعة الصربية عن المتحدث باسم الخارجية الروسية ميخائيل كامينين قوله إن الحالة الصحية لشيشيل قد ساءت فجأة وانه لا يجوز السماح بوقوع حادث مفجع مشددا على أن وفاة الرئيس اليوغسلافي الأسبق سفوبودان ميلوشوفيتش في سجن لاهاي لا تزال في الذاكرة وينبغي اخذ هذا الدرس بعين الاعتبار .

من جهته قال الناطق بلسان محكمة لاهاي إن المحكمة ناشدت فويسلاف شيشيل إنهاء إضرابه عن الطعام والمشاركة في المحكمة وأكد أن المحكمة تشاطر الأطباء الثلاثة الذين فحصوه الثلاثاء الماضي القلق بشان صحته التي ساءت في الفترة الأخيرة .

وشدد ريفيك هوجيتش أن شيشيل هو الذي يقرر بنفسه مسالة حياته وصحته وليس المحكمة مشيرا إلى أن المحكمة حلت في الأيام القليلة الماضية بعض طلباته ومنها إلغاء القيود المفروضة على زيارة أسرته له وتزويده بالوثائق الصربية مكتوبة وتعيين مستشارين قانونيين له.

ويطالب شيشيل أيضا بالسماح له بالدفاع عن نفسه بمفرده كما فعل ميلوشوفيتش.

وكانت محاكمته قد توقفت يوم الجمعة الماضي بسبب تدهور وضعه الصحي فيما بدأ حزبه حملة قوية في صربيا ضد المحكمة والولايات المتحدة ويتهمهما بالعمل على قتل شيشيل المتهم بإدارة عمليات تطهير عرقي خلال الحروب التي جرت في يوغسلافيا السابقة الأمر الذي ينفيه شيشيل وحزبه .