ستيباناكرت (اذربيجان): يحتفل الارمن في اقليم ناغورني قره باخ الاحد بالذكرى ال15 quot;لاستقلالهمquot; الذي سبب نزاعا داميا مع اذربيجان وذلك عبر تنظيمهم استفتاء دستوريا سارعت اذربيجان الى رفضه. ودعي الناخبون الى الادلاء باصواتهم حول مشروع دستور لاقليم ناغورني قره باخ الجيب الذي يقطن فيه 140 الف نسمة داخل اراضي اذربيجان وغالبيتهم من الارمن. وقد اعلن استقلال هذا الجيب من طرف واحد في 1991.

وهذا الاستفتاء يلي عمليات تصويت مماثلة في quot;جمهوريتينquot; اخريين من الاتحاد السوفياتي السابق واعلنتا استقلالهما من طرف واحد ايضا وهما اوسيتيا الجنوبية وترانسدنيستريا، وتطالبان باستقلالهما على التوالي عن جورجيا ومولدافيا. ويتمتع اقليم ناغورني قره باخ مع علمه وجيشه وحكومته بكل متطلبات دولة مستقلة ولو انه لا يزال يعتبر على الساحة الدولية بمثابة جزء من اذربيجان ويخضع لسيطرة يريفان كامر واقع اليوم.

والجيب كان جزءا من ارمينيا حتى 1923 عندما اعاد ستالين ضمه الى الجمهورية الاشتراكية السوفياتية في اذربيجان. وفي غمرة انهيار الاتحاد السوفياتي، صوت السكان بغالبية 89،99% للاستقلال في العاشر من كانون الاول/ديسمبر 1991. وانتقدت وزارة الخارجية الاذربيجانية مسبقا هذا الاستفتاء، معتبرة انه quot;يتعارض مع العملية السلمية الجاريةquot; وان مثل هذا الاستفتاء لا يمكن اعتباره شرعيا طالما لم يسمح للسكان الاذربيجانيين في الجيب بالعودة. ورد quot;نائب وزير خارجيةquot; اقليم ناغورني قره باخ ماسيس مايليان quot;ان اقامة دولة ليست مرتبطة مباشرة بعملية المفاوضات ولا يمكن ان تشكل عقبة امام التوصل الى السلام في المنطقةquot;.

وعلى الرغم من سنوات من التفاوض، لم يتغير شيء في اقليم ناغورني قره باخ الذي تستمر حياة سكانه بفضل مساعدة ارمينيا وهبات من الشتات الارمني في الغرب وروسيا. وحرمت غالبية السكان من مياه الشفة والغاز منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في مطلع التسعينات.

ويتكرر تبادل اطلاق النار على طول خط وقف اطلاق النار مع اذربيجان ولا يزال عشرات الجنود في المعسكرين يسقطون سنويا جراء ذلك. ولا تزال مدن عدة في ناغورني قره باخ اطلالا وكأنها مدن اشباح تم اخلاؤها من سكانها خصوصا في المناطق الاذربيجانية التي تستخدم كممر بين ناغورني قره باخ وارمينيا وتخضع لسيطرة القوات الارمنية.

واسفرت الحرب التي بدات اعتبارا من 1988 واستمرت حتى 1994، عن مقتل 25 الف شخص. ونزح قرابة مليون شخص هم 250 الف ارمني فروا من المدن الاذربيجانية و750 الف اذربيجالني فروا من ناغورني قره باخ والمناطق الاخرى التي انتقلت الى سيطرة القوات الارمنية. والقى النزاع بثقله على التنيمة في اذربيجان حيث لا يزال يعيش مئات الاف الاشخاص داخل مخيمات ولو ان البلد يستفيد من ثروة نفطية، كما ان ارمينيا تعاني من مشاكل اقتصادية بعد ان استبعدتها باكو وحليفتها تركيا عن بعض المشاريع الاقليمية.

يذكر ان حدود ارمينيا مع تركيا واذربيجان مقفلة منذ الحرب. وتبقى ارمينيا مرتبطة بالخارج عبر جورجيا وايران فقط. ولا تزال المفاوضات التي تجري بقيادة مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا (روسيا والولايات المتحدة وفرنسا) متعثرة امام التوصل الى تسوية سلمية. واعتبر رئيس الدورة الحالية لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا البلجيكي كارل دو غوشت في الخامس من كانون الاول(ديسمبر) ان هناك quot;فرصة جيدةquot; للوصول الى تسوية هذا النزاع خلال العام 2007.