إيلاف من الكويت:يبدأ أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح غدا زيارة رسمية الى المغرب يجري خلالها محادثات رسمية مع العاهل المغربي الملك محمد السادس تتركز على العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في المجالات اضافة الى مناقشة القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتأتي هذه الزيارة، التي وصفتها مصادر رسمية بأنها تاريخية، حرصا من الشيخ صباح على دعم العلاقات وتوحيد المواقف تجاه القضايا العربية والدولية والارتقاء بمستوى التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية ما يرجع بالفائدة على الشعبين الشقيقين.
وبدأت العلاقات الكويتية -المغربية انطلاقتها منذ الزيارة التاريخية التي قام بها للكويت العاهل المغربي الراحل الملك محمد الخامس في شهر يناير(كانون الثاني) عام 1960 ولقائه أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح.
ومنذ ذلك التاريخ تواصلت الزيارات الرسمية المتبادلة بين الجانبين على مختلف المستويات حيث قام العاهل المغربي الملك محمد السادس بزيارة الكويت في شهر اكتوبر (تشرين الاول)عام 2002 وكانت الاولى له منذ توليه سدة العرش في عام 1999 حيث استقبله الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح.
ومنذ عام 1960 لم يتوان البلدان في تدعيم هذه العلاقات وهو ما تجلى عشية استقلال الكويت عام 1961 من خلال دعم المغرب لانضمامها الى جامعة الدول العربية وتصديها لمطامع العراق فيها. وتكرس الموقف نفسه بعد الساعات الاولى للغزو العراقي في 2 اغسطس(اب) عام 1990 حيث طالب الملك الراحل الحسن الثاني باسم المغرب بانسحاب القوات العراقية وعودة النظام الشرعي.
وكان الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله الصباح قد زار المغرب عندما كان وليا للعهد ورئيس الوزراء عام 1996 ، كما زار الكويت عام 1999 زار رئيس الوزراء المغربي عبدالرحمن اليوسفي حيث اكد استمرار الدعم المغربي لقضايا الكويت ولاسيما قضية الاسرى والمفقودين الكويتيين ورعايا دول اخرى لدى النظام العراقي البائد.
وتحظى التظاهرات الثقافية والمعارض في المغرب بمشاركة كويتية حيث شاركت الكويت في عدد من المعارض التي اقيمت في الدار البيضاء منها المعرض الدولي للصناعة التقليدية عام 1993 ومعرض الدار البيضاء للكتاب عام 1994 والمعرض الدولي للكتاب الجامعي 1992.
كما شاركت فرق التمثيل الكويتية والمعهد العالي للمسرح في المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالدار البيضاء في عام 1994 بالاضافة الى مشاركة وفد كويتي في افتتاح الدورة الرابعة لجائزة مؤسسة عبدالعزيز البابطين للابداع الشعري بمدينة فاس في عام 1994 ومشاركة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب فى الدورة السابعة للمعرض الدولي للنشر والكتاب في الدار البيضاء فى 5 نوفمبر 1998.
وفي المجال البرلماني توالت الزيارات بين الوفود البرلمانية في الكويت والمغرب وحرص البلدان من خلال لجنة الصداقة المغربية - الكويتية على ارساء وتوطيد العلاقات الثنائية بين البلدين.
وعرف التعاون بين البلدين زخما جديدا في يونيو(حزيران) عام 2001 بمناسبة زيارة وزير الشؤون الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح للرباط وتوقيعه مع نظيره المغربي محمد بن عيسى اتفاقية انشاء اللجنة العليا المشتركة المغربية الكويتية.
وفي شهر مايو(ايار)الماضي وقعت المغرب والكويت فى اجتماع اللجنة المشتركة العليا فى دورتها الخامسة التي عقدت فى الكويت اتفاقية الاجواء المفتوحة وعددا من مذكرات التفاهم التي تهدف الى تعزيز العلاقات الوطيدة بين البلدين - كما وقع الجانبان مذكرة تفاهم اخرى تتعلق بالبرنامج التنفيذي للتعاون فى مجال التربية والتعليم العالي والبحث العلمي في المملكة المغربية ووزارة التربية ووزارة التعليم العالي بدولة الكويت.
وساهمت المجموعة المغربية الكويتية للتنمية التى يبلغ رأسمالها حوالي 160 مليون درهم مغربي ( 8 دراهم تساوي دولارا ) ويعود تاريخ انشائها الى عام 1976 في تنمية المجال الاستثماري المغربي من خلال العديد من المشروعات الاقتصادية والمالية ما جعل المجموعة تواكب التطورات وتكون دائمة الحضور بكثير من المهنية والمصداقية والتنافسية الرائدة.
وتعد الهيئة العامة للاستثمار بالكويت من اكبر واضخم المساهمين في المجموعة اضافة الى شركات كويتية مدرجة وغير مدرجة فى البورصة الكويتية.
يذكر ان الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بدأ نشاطه الاقراضي في المغرب عام 1966 عندما منحها قرضا بقيمة ستة ملايين دينار كويتي خصص للمساهمة في تمويل مشروعي تساورت الزراعي وبنى موسى.
ومنذ ذلك التاريخ لم يتوقف الصندوق عن تقديم القروض للمغرب التي وصل عددها الى 31 قرضا بقيمة اجمالية تبلغ حوالي 307 ملايين دينار كويتي لتمويل مشاريع في مختلف القطاعات.
أهل المغرب يتطلعون الى الزيارة
وأكد سفير المغرب لدى الكويت محمد بلعيش في تصريحات امس ان أهل المغرب جميعا يتطلعون الى زيارة الامير الشيخ صباح الاحمد للمغرب غدا وان هذه الزيارة المباركة الميمونة من شأنها اعطاء نفس جديد لاواصر الاخاء والمحبة والتعاون بين البلدين الشقيقين.
وشدد على ان زيارة الامير الشيخ صباح الاحمد للمغرب تضيف لبنات جديدة الى صرح العلاقات ونسيج الشراكة المغربية - الكويتية الوثيقة اضافة الى التسويق والتشاور حول مختلف القضايا العربية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك.
ونوه السفير المغربي بما للكويت من اياد بيضاء واسهامات قيمة في مجال البنى الاساسية بالمغرب وخاصة الطرق والسكك الحديدية وبناء السدود وتوفير مياه الشرب والكهرباء لساكني القرى والارياف.
واشار في هذا الصدد الى الاستثمارات العامة والخاصة في قطاعات مختلفة كالفندقة والسياحة والمواصلات، مبينا ان الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية قدم الى المغرب ما بين عام 1961 ومارس 2006 قروضا تصل قيمتها الى نحو بليون دولار اميركي.
وتطرق السفير بلعيش الى عناصر جذب المستثمرين الاجانب الى المغرب ومنها قانون الاستثمار الذي يكفل المساواة بين المستثمرين المغاربة والاجانب كما اعتبر ان سيادة مفهوم دولة الحق والقانون تشكل اهم ضمان للاستثمار في المغرب.
وذكر ان الاصلاحات الداخلية في المغرب سواء كانت سياسية او ثقافية او اقتصادية تهدف الى ارساء الممارسة الديمقراطية على اسس صلبة وسليمة وبما يمكن كل الاقاليم من التلاحم ضمن اطار مغرب واحد وغني بتنوع مكوناته الاقليمية.
وقال ان العلاقات المغربية - الكويتية هي نموذج سام من التعاون والتآزر والاخاء والتفاهم فهي ترسخت عبر التاريخ، موضحا ان quot;المملكة المغربية والكويت تتقاسمان التصور نفسه في التشبث بالاصالة والتطور الى الحداثة عبر مقاربة تقوم على ترسيخ النهج الديموقراطي الذي يرتكز على اطلاق الحريات العامة والتعددية الفكرية والسياسية الى جانب ترقية اوضاع المرأة والنهج الاقتصادي الحر والمنفتحquot;
واضاف السفير بلعيش ان زيارة الامير الى بلده المغرب تشكل مناسبة عزيزة يتمكن من خلالها الشعب المغربي من التواصل مع اهله في الكويت.
التعليقات