القدس، دبي: تلقى الفلسطينيون نتائج الانتخابات الاسرائيلية بتشاؤم، رغم أنهم لا يكترثون عادة بما يحصل داخل النظام السياسي الاسرائيلي. ففي أعين الفلسطينيين، تخضع كل الأحزاب السياسية الاسرائيلية لآلية حكومية كانت السبب في عقود من الاحتلال العسكري. وينظرون الى كاديما وحزب العمل وغيرهما على أنها اسوأ من بعضها البعض، لكنهم هذه المرة يعتقدون ان فوز كاديما سيضعهم امام مشكلة

اقرأ أيضا:
  • ارتياح إسرائيلي لقرار واشنطن قطع العلاقات
  • بيرتس يسعى لتشكيل الحكومة الإسرائيلية
  • حكومة حماس ستعيد النظر في الاتفاقات مع إسرائيل

    قريع: إسرائيل لا زال لديها شريك

  • فوز كاديما يكشف تغيرات في المجتمع الاسرائيلي
  • استثنائية. فزعيم الحزب، اهود اولمرت، يريد اخلاء بعض مستوطنات وسط الضفة الغربية وتعزيز اهم البؤر الاستيطانية. كما ستحكم اسرائيل قبضتها على القدس المحتلة ووادي الاردن، بينما يجد الفلسطينيون انفسهم حبيسي مناطق مغلقة.

    ويقولون انهم سيحرمون من اجود اراضيهم ومواردهم المائية، كما ان العاصمة التي يحلمون بها لن تكون من نصيبهم، ولن تكون لهم اية سيطرة على حدودهم مع العالم الخارجي. كما يشعرون انهم لن يتمكنوا ابدا من اقامة دولة قائمة بذاتها على الارض التي سيتركها لهم اولمرت.

    ويقول مصطفى البرغوتي الذي كان مرشحا مستقلا في الانتخابات الفلسطينية ان مخطط كاديما: quot;سيكون مرادفا لاستمرار الاحتلال والصراع، وانه سيكون سيئا للاسرائيليين بقدرما سيكون سيئا لناquot;. شكوك فلسطينية. وعبر اولمرت في خطاب بمناسبة فوز حزبه عن استعداده للحوار مع الفلسطينيين. لكن وسط مدينة غزة، يرى التجار والمارة ان زعيم كاديما سيفرض خطته مهما حصل.

    ويقول بائع السجائر المدعو ابو وائل: quot;لا اظن ان اولمرت يريد التفاوض. بل سيقول ما كان شارون يقوله، وهو انه لا يوجد شريك فلسطيني للسلام.quot; لكن عامة الناس ليسوا وحدهم من ينظر الى فوز كاديما بعين التشاؤم، فرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يشك في ان تكون المفاوضات على الاجندة الاسرائيلية. فقبل اسبوعين، رأى عباس ايهود اولمرت في زيارة الى مستوطنة ارييل في قلب الضفة الغربية، قطع خلالها وعدا بأن تبقى دائما في اياد اسرائيلية.

    وقال الرئيس الفلسطيني في القمة العربية في الخرطوم ان نتائج الانتخابات الاسرائيلية لن تغير شيئا، لأن اجندة اولمرت لا تتغير، وهو لا يتخلى عن القرارات الاحادية الجانب. اعلان حرب. ومما لا شك فيه ان عباس مستعد للحوار، بل اعرب عن استعداده لاخضاع اتفاق سلام لاستفتاء فلسطيني في غضون سنة.

    لكن حركة حماس التي تسلمت لتوها زمام الحكومة الفلسطينية ليست لها النية في خوض اية نقاشات مع اولمرت . فما تعتبره اراض محتلة ليست الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة فحسب، بل كل ارض فلسطين التاريخية. اذن فمن غير المفاجئ ان الحركة ادانت خطط اولمرت بلهجة شديدة.

    ويقول المتحدث باسم حماس، سامي ابو زهري، ان كون الاسرائيليين ساندوا المشروع من شأنه زيادة حدة التوتر في المنطقة. واظاف ان الحركة ترفض المشروع الاحادي الجانب، وتدعو المجتمع الدولي الى الالتفات الى مصالح الفلسطينيين. اما زعيم الحركة خالد مشعل، فادان ما اسماه الاجماع الاسرائيلي على رفض الانسحاب من الضفة الغربية والقدس الشرقية، وانكار حق الفلسطينيين في العودة الى ديارهم. وقال مشعل ان quot;الموقف الصهيوني، سواء كان لكاديما او غيره، سيدفن مسلسل السلام ، وهو بمثابة اعلان حرب ضد الشعب الفلسطيني.quot;

    الامارات الى دعم خيار الشعب الفلسطيني

    من جهته دعا الشيخ حمدان بن راشد ال مكتوم وزير المالية والصناعة الاماراتي نائب حاكم دبي اليوم اللجنة الرباعية الى دعم خيار الشعب الفلسطيني الديموقراطي واختياره حركة المقاومة الاسلامية (حماس) لتشكيل حكومته. وذكرت وكالة انباء الامارات ان الشيخ حمدان ادلى هذه التصريحات خلال مباحثات اليوم في دبي مع مبعوث اللجنة الرباعية الخاص الى فلسطين جيمس ولفنسون تم خلالها quot;استعراض اخر تطورات الوضع الفلسطيني في ضوء فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية وتشكليها الحكومة الفلسطينية الجديدةquot;.

    واضاف المصدر ان الشيخ حمدان دعا quot;اللجنة الرباعية الى ضرورة مساندة التوجيهات الديموقراطية واختيار الشعب الفلسطيني لحكومته مؤكدا (..) على احقية الشعب الفلسطيني في الاستقلال والحركة والعيش الكريمquot;.

    وكانت الخارجية الاميركية اعلنت الجمعة ان اللجنة الرباعية للشرق الاوسط (الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة) ستعقد اجتماعا الاحد في عمان لمناقشة المساعدة الدولية للفلسطينيين. وقد علقت الويات المتحدة مساعدتها المباشرة للسلطة الفلسطينية بعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية في كانون الثاني(يناير). وتعتبر الولايات المتحدة حركة حماس منظمة ارهابية.

    واعلنت الولايات المتحدة استعدادها للاستمرار في المساعدة الانسانية التي تقدم بطريقة غير مباشرة الى الفلسطينيين عبر وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) او عبر وكالتها للتعاون الدولي (يو اس ايد) التي تمول منظمات غير حكومية تعمل في الاراضي الفلسطينية. وحذرت اللجنة الرباعية الخميس في بيان صدر في بروكسل، من ان تسلم حكومة برئاسة حماس مهماتها quot;سيؤثر بالتأكيد على المساعدة المباشرةquot; التي ترسل اليها.