نبيل شرف الدين من القاهرة : بعد أيام على إعلان الرئيس المصري حسني مبارك أن بلاده تريد تطوير الطاقة النووية لأغراض سلمية، أعلن في القاهرة أن المجلس الأعلى للطاقة عقد اجتماعه الأول بعد تشكيله برئاسة أحمد نظيف رئيس الوزراء اللجوء الى البدائل غير التقليدية للحصول على الطاقة النووية باعتبارها أمرًا ملحًا نظرا لأن حاجة الاستهلاك من الطاقة التقليدية لاتكفي، وبعد أن أصبحت الطاقة النووية أكثر أمانا وذات جدوى اقتصادية.
ويتشكل المجلس الأعلى للطاقة من شخصيات وزارية رفيعة المستوى، ويضم كلاً من وزراء الدفاع والخارجية والمالية والبترول والكهرباء والتنمية الاقتصادية والبيئة والاستثمار والاسكان والتجارة والنقل، بالإضافة إلى عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات العامة.
وقرر المجلس تشكيل مجموعة وزارية مصغرة تضم خمسة وزراء لوضع محددات سريعة لكيفية التحرك نحو البديل النووي، وتحدد الجانب الفني والتمويلي، على أن تجتمع هذه المجموعة عقب أجازة عيد الفطر لوضع تصوراتها العملية حول هذا الأمر. وكان جمال مبارك نجل الرئيس المصري والمسؤول البارز في الحزب الوطني الحاكم قد اطلق اقتراحاً باستخدام الطاقة النووية خلال مؤتمر الحزب في الاسبوع الماضي وتلقفها الرئيس مبارك في الجلسة الختامية يوم الخميس الماضي .
البديل النووي
وعقب الاجتماع قال مجدي راضي المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، إنه تقرر البدء الفوري في دراسة البديل النووي للحصول على الطاقة نظرا لتزايد الحاجة الى الطاقة في مصر بصورة متزايدة حيث أصبح معدل الاستهلاك يتوجه معدل النمو وأن البدائل الأخرى من مصادر الطاقة غير التقليدية مثل الرياح والشمس محدودة كما أن البديل النووي أصبح منتشرا في العالم نظرا لارتفاع درجة الأمان وله جدوى اقتصادية مشجعةquot;، على حد تعبيره .
ومضى المتحدث باسم مجلس الوزراء قائلاً إن وزير الكهرباء حسين يونس عرض تقريرا خلال الاجتماع أوضح فيه أن مصر تعد من أفضل الدول من حيث استغلال الكهرباء حيث تغطي نحو 99% من مناطق الجمهورية مضيفا أن هناك حاجة لامكانية اللجوء الى البدائل غير التقلدية مثل الطاقة النووية في توليدها نظرا لتوفر عنصر الأمان بها وزيادة العمر الافتراضي للمحطات النووية والذي بلغ 60 عاما بعد أن كان يتراوح بين 30 - 40 عاما فقط مشيرا الى ان هذا يعود الى استخدام التكنولوجيا العالمية النظيفية وأنه لا خوف من عملية التحول الى استخدام تلك الطاقة.
وأوضح المتحدث أن التقرير الذي عرضه وزير الكهرباء خلال الاجتماع أشار الى أن البدائل التقليدية للطاقة كالرياح والمائية والشمسية تغطي 13% ونأمل أن تصل الى 20% كما أن مصر من الدول القليلة في العالم التي انتهت من وضع أطلس شامل للرياح وأخر للطاقة الشمسية بما يساعد على استغلال هذه الامكانيات المتاحة.
وأضاف المتحدث أن الاجتماع استعرض تقريرا من وزير البترول أشار فيه الى أن السوق المصرية استهلكت في العام المالي الماضي 2005- 2006 ما قيمته 20 مليار دولار من المواد البترولية والغاز الطبيعي بالأسعار العالمية.
وتابع قائلاً : quot;زادت نسبة النمو في قطاع الغاز الطبيعي بنسبة وصلت إلى 50 بالمائة ليصل احتياطي مصر من الغاز الى 67 تريلون قدم مكعب وان هذا الاحتياطي يكفي لمدة 35 عاماquot;، مشيرا الى ان استهلاك مصر الآن من الغاز الطبيعي يبلغ 2 تريلون قدم مكعب. واختتم المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري قائلاً إن رئيس الوزراء حدد خلال الاجتماع وظيفة المجلس الاعلى للطاقة طبقا لقرار انشاءه وهو وضع سياسات الطاقة في مصر والنظر في اسلوب تنفيذها ومتابعتها دوريا ومساعدة الجانب التنفيذي .
التعليقات