فلاديمير بوتين في أول زيارة له لإيران
طهران: تستضيف ايران الثلاثاء قمة رؤساء الدول المطلة على بحر قزوين حول تقاسم ثروات هذا البحر والتي ستكون مناسبة لطهران لكسر عزلة دبلوماسية متنامية بفضل مشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيها.وسيحاول رؤساء الدول الخمس المطلة على بحر قزوين (اذربيجان وكازاخستان وتركمانستان وروسيا وايران) التوصل الى اتفاق حول ترسيم الحدود في هذه المنطقة.ولم تنجح الدول الخمس وبينها اربع دول من الاتحاد السوفياتي سابقا في الاتفاق على ترسيم حدودها في بحر قزوين منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991.

وعارضت ايران وتركمانستان فكرة ترسيم حدود المياه البحرية بحسب طول السواحل لان ذلك لن يعود بالفائدة عليهما وتفضلان تقاسما متساويا لكل واحدة من الدول الخمس.والسبب الرئيسي وراء هذا النزاع هو تقاسم موارد الطاقة في بحر قزوين.فقد اتفقت ايران والاتحاد السوفياتي قبل انهياره، على تقاسم موارد هذا البحر بالتساوي.

وتطالب طهران اليوم ب20% على الاقل من بحر قزوين.وستتميز هذه القمة خصوصا بحضور الرئيس الروسي في حين وصل الملف النووي الايراني الى طريق مسدود.وتعود اخر زيارة لرئيس روسي لايران الى 32 عاما عندما زار رئيس الاتحاد السوفياتي ليونيد بريجنيف طهران.

ومنذ وصوله الى سدة الرئاسة في 2005 اراد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد انتهاج دبلوماسية منفتحة على الشرق ساعيا الى توطيد علاقاته مع روسيا والصين.وتراهن طهران اساسا على موسكو وبكين وهما من الدول الست المكلفة الملف النووي الايراني، لتجنب تشديد العقوبات الدولية المرتبطة ببرنامجها لتخصيب اليورانيوم المثير للجدل.ويقوم الروس حاليا ببناء محطة بوشهر النووية في جنوب ايران ووقعوا عقودا عسكرية كبيرة مع طهران.

فقد زودت روسيا ايران صواريخ ارض جو من طراز تور-ام1 بقيمة 700 مليون دولار لحماية المواقع النووية في البلاد من اي هجوم. وتصب مقاومة موسكو للضغوط الغربية لفرض عقوبات جديدة على ايران، في مصلحة طهران، بالرغم من تصويتها على قرارين صدرا في مجلس الامن بهذا المعنى.وتؤكد ايران ان برنامجها النووي لاغراض سلمية لكن الغربيين يشتبهون في انها تسعى الى امتلاك السلاح الذري.وانتقد المسؤول الايراني السابق عن الملف النووي حسن روحاني اخيرا عزل ايران بسبب هذا الملف.

وخلال زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاخيرة الى موسكو، برزت خلافات مع بوتين حول المقاربة الغربية بشأن الملف النووي الايراني. وكرر بوتين امام نظيره الفرنسي موقف بلاده الحازم مؤكدا انه quot;ليس لدينا معلومات تفيد ان ايران تريد انتاج اسلحة نوويةquot;، مضيفا quot;لا نملك مثل هذه المعطيات الموضوعية، لذا ننطلق من مبدأ ان ايران لا تملك خططا مماثلةquot;.وتدارك الرئيس الروسي quot;لكننا نشاطر شركاءنا مخاوفهمquot; ونؤيد رغبتهم في ان quot;تكون خطط ايران اكثر شفافيةquot;، مؤكدا ان quot;ايران تقوم بخطوات تجاه المجتمع الدوليquot;.

ومذكرا بالاتفاق الموقع في نهاية اب/اغسطس بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية وتعهدت بموجبه طهران القاء الضوء على برنامجها النووي، انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف quot;الخطوات الاحادية لفرض عقوبات على ايران ناهيك عن الدعوات لتوجيه ضربة عسكرية اليهاquot;.

ووافقت الدول العظمى على انتظار نتائج الوكالة الدولية منتصف الشهر المقبل حول تعاون ايران مع الوكالة وتقرير الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا حول مفاوضاته مع الايرانيين قبل استصدار قرار جديد في مجلس الامن.