واشنطن: حضت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الاحد الرئيس الباكستاني برويز مشرف على رفع حال الطوارىء من دون تأخير، مع ترحيبها بتعهده اجراء الانتخابات التشريعية بحلول التاسع من كانون الثاني/يناير.

وقالت رايس في مقابلة مع محطة quot;ايه بي سيquot; ان quot;على مشرف ان يحرص على تنظيم هذه الانتخابات ورفع حال الطوارىء (...) في اسرع وقتquot;.واضافت quot;نعتقد انه في وضع مماثل، يكمن دورنا في اعطاء النصيحة وحتى في اقناع باكستان بالعودة الى طريق ديموقراطيquot;، واصفة تعهد مشرف بانه quot;ايجابي واساسيquot;.وتابعت رايس انه في حال quot;احترم (مشرف) التزاماته حيالنا وحيال شعبه (...) فسيتم مجددا ارساء النهج الديموقراطيquot;، رافضة الاجابة عن سؤال حول ما اذا كان الوقت حان لانسحاب مشرف.

وكان مشرف فرض حال الطوارىء في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، وتعهد الاحد التخلي عن قيادة الجيش قبل ان يؤدي اليمين لولايته الرئاسية الثانية واجراء انتخابات تشريعية حرة بحلول التاسع من كانون الثاني/يناير. وبذلك، يكون مشرف تراجع عن موقفه القاضي بارجاء الانتخابات الى منتصف شباط/فبراير وخضع للضغوط الدولية.

لكن ارتداد الرئيس الباكستاني يثير شكوك البعض في الولايات المتحدة. فبيل ريتشاردسون حاكم ولاية نيو مكسيكو واحد مرشحي الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية عام 2008 اعرب الاحد عن quot;شكوك كبيرةquot;، وقال في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز ان quot;الاحكام العرفية لا تزال تطبقquot; في باكستان.

واضاف السفير السابق في الامم المتحدة ابان ولاية بيل كلينتون quot;ما يقلقني اننا نتعاون مع ديكتاتورية تعيد تنظيم النظام الدستوري في باكستان للبقاء في السلطةquot;. ومنذ اعلان حال الطوارىء، تمارس ادارة الرئيس جورج بوش ضغوطا شديدة على مشرف ليضع حدا لهذا الوضع الاستثنائي.

واوضحت رايس ايضا ان واشنطن لا تزال تدرس اعادة النظر في مساعدتها لباكستان، quot;لكن احدا لا يريد ان يقوم الرئيس (بوش) بامر يؤثر في عمليات مكافحة الارهابquot;.ومنذ 11 ايلول/سبتمبر 2001، تلقت اسلام اباد اكثر من عشرة مليارات دولار من المساعدات، وخصوصا العسكرية، من جانب الولايات المتحدة.ويتصاعد القلق في واشنطن ايضا حيال امن الترسانة النووية الباكستانية.

فقد اعرب السناتور الاميركي الديموقراطي جو بيدن، المسؤول الثاني في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، عن quot;قلقه الشديدquot; الاحد على امن هذه الاسلحة. وقال في حديث الى شبكة سي ان ان quot;انا قلق جدا على هذه الاسلحة، ليس في المدى القريب بل خلال العامين المقبلينquot;.واضاف بيدن احد مرشحي الحزب الديموقراطي للرئاسة الاميركية ان الباكستانيين quot;لا يملكون فقط قنابل نووية حرارية، بل ايضا صواريخ قادرة على نقلها (القنابل) الى المتوسطquot;.

ونقلت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; الاحد عن مسؤول اميركي رفض كشف هويته ان الولايات المتحدة وضعت خططا عاجلة لحماية الترسانة النووية الباكستانية عند الضرورة. لكن هذا المسؤول تدارك ان عدم امتلاك السلطات الاميركية معلومات كافية عن مواقع تلك الاسلحة قد يتسبب بمشكلة.