زيارة بوتين الأولى لشبه الجزيرة العربية: سياسة واقتصاد

موسكو والرياض.. توقيت واحد:
زيارة بوتينالاولىلشبه الجزيرة العربية: سياسة واقتصاد

موسكو : يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة ثلاث دول عربية هي السعودية وقطر والأردن خلال الفترة من 11 إلى 13 فبراير، حيث لا يتعين عليه تنظيم الحوار السياسي مع العالم الإسلامي فحسب بل ينبغي عليه أن يتوصل إلى اتفاق يتيح للشركات الروسية الراغبة في العمل في قطاع النفط والغاز في العالم العربي وضع أموالها في مشاريع محددة.

ويُنتظر أن يتطرق بوتين خلال اللقاء مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود إلى طموح شركة الخطوط الحديدية الروسية للفوز بالمناقصة الخاصة بإنشاء خط حديدي يربط شمال المملكة السعودية بجنوبها بطول 2400 كيلومتر.

وفي ما يخص التعاون العسكري الفني فلن يتم توقيع اتفاقيات في هذا المجال وفقا لمصدر روسي رسمي رفيع المستوى. وأكد المصدر أن الرياض أبدت اهتمامها بأنظمة الدفاع الجوي الروسية. وبصفة الإجمال سيتم أثناء زيارة الرئيس الروسي للسعودية توقيع نحو 10 اتفاقيات.

وسيناقش الرئيس الروسي خلال اللقاء مع أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني موضوع مكافحة الإرهاب الدولي quot;بشكل غير مفصلquot; كما قال مصدر في الإدارة الروسية. ولقد قُتل في الدوحة قبل ثلاثة أعوام أحد قادة الانفصاليين الشيشان. وأدانت المحكمة القطرية اثنين من الرعايا الروس بتفجير سيارته وحكمت عليهما بالسجن لمدة 25 عاما. وسلمت قطر المحكوم عليهما إلى روسيا ليقضيا العقوبة في أحد السجون الروسية. وعلى كل، هناك موضوعات مهمة كثيرة أخرى يجب أن يبحثها الجانبان الروسي والقطري، فقطر تملك ثالث أكبر احتياطي غاز في العالم، ويُنتظر أن توقع شركة quot;لوك أويلquot; الروسية وشركة البترول القطرية مذكرة تعاون.

وسيلتقي بوتين في ختام زيارته للأردن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في محاولة للمساهمة بقدر الإمكان في إنهاء النزاع في الشرق الأوسط. وقال مسؤول روسي إن اللقاء سيهدف، من جملة أمور أخرى، إلى إقناع محمود عباس بالتركيز على التعاون الفلسطيني - الفلسطيني. وأما بالنسبة إلى النزاع الفلسطيني الإسرائيلي فإن موسكو ترى أهمية أن يحترم الفلسطينيون الاتفاقيات التي وقعوها في عهد ياسر عرفات. ويقول الباحث الروسي غيورغي ميرسكي إنه لا يتوقع أن يتقدم الرئيس الروسي بخطة تتضمن حلا جذريا لإنهاء النزاع بين quot;فتحquot; وquot;حماسquot; لأن تحقيق المصالحة بين الحركتين الفلسطينيتين أمر ينشغل به العاهل السعودي. ويرى الباحث أن الرئيس الروسي يضع نصب عينيه تأكيد أهمية الدور الروسي في تسوية نزاع الشرق الأوسط التي لا يمكن تحقيقها بدون مساعدة روسيا.

ويرافق الرئيس بوتين رؤساء عدد من الشركات الروسية بمن فيهم وحيد الاكبروف، رئيس شركة quot;لوك أويلquot; وألكسي ميلر، رئيس شركة quot;غاز برومquot;، وفلاديمير يفتوشينكوف، رئيس شركة quot;سيستيماquot;، وسيرغي تشيميزوف، رئيس مؤسسة تصدير الأسلحة الدفاعية (روس اوبورون اكسبورت). وبلغ حجم التبادل التجاري بين روسيا وكل من السعودية وقطر والأردن في عام 2006، 250 مليون دولار أميركي و1.3مليون و58.4 مليون على التوالي.

وفازت شركة quot;لوك أويلquot; في عام 2004 بالمناقصة الخاصة باستثمار أحد حقول الغاز والمكثفات في السعودية. وترغب quot;لوك أويلquot; وquot;غاز برومquot; وquot;روسالquot; في العمل في قطر. وأبدى رجال أعمال روس استعدادهم للمساهمة في تطوير الخطوط الحديدية وخطوط الأنابيب وتشييد محطات توليد الكهرباء ومصانع تكرير النفط في الأردن.

موسكو والرياض.. توقيت واحد

لم يكن مصادفة أن يقدم تركي السديري رئيس تحرير صحيفة quot;الرياضquot; في رده على سؤال عن المواضيع التي يتمنى أن يبحثها بوتين في الرياض، مشكلة الشرق الأوسط على العلاقات الثنائية، فالمملكة السعودية تلعب الدور الرئيس المحوري في المنطقة على مر التاريخ. وتدعو المملكة إلى الحوار السلمي مع كافة الأطراف المعنية بتطبيع الوضع في المنطقة. وعلى الرغم من وجود تناقضات مع إيران إلا أن الرياض لا تريد أن تهاجم الولايات المتحدة هذا البلد. ويعلقون في الرياض آمالا كبيرة على روسيا أيضا كشريك يساهم في تحقيق التسوية في الشرق الأوسط.

وقال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل للصحافيين الروس إنه يتوقع التوصل إلى اتفاق للتعاون مع روسيا في المجالات السياسية والاقتصادية ومجالات أخرى. وأكد العالم السعودي ماجد التركي في كتابه عن العلاقات السعودية الروسية أن بلاده تحتاج إلى الشراكة الاقتصادية مع روسيا.

وهناك في المملكة اهتمام كبير باللغة الروسية. والآن لا يكاد يوجد في السعودية من يتقن اللغة الروسية.

ويصل بوتين إلى السعودية في أول زيارة يقوم بها رئيس روسي للمملكة السعودية. ويتوقع الكثير من المراقبين أن تعطي الزيارة دفعا قويا لتطوير العلاقات الثنائية وأيضا لتطوير الحوار بين روسيا والعالم العربي بشكل عام. ولن يضطر أعضاء الوفد الروسي إلى تقديم أو تأخير عقرب الساعة لدى وصولهم إلى العاصمة السعودية، فالرياض وموسكو يطبق فيهما توقيت واحد.

مفاجأة سارة تنتظر بوتين في الأردن

يحرص الرئيس الروسي على زيارة الأماكن المقدسة حينما يزور البلدان الأجنبية رغم أن جدول مواعيده يكون حاشدا أثناء جولاته الخارجية. ويجب أن يزور فلاديمير بوتين في الأردن الذي سيصله في 13 فبراير quot;مغطس المسيحquot; وهو جزء من نهر الأردن عمّد فيه القديس يوحنا المعمدان حسب الديانة المسيحية السيد المسيح.

وبانتظار الرئيس الروسي مفاجأة سارة، إذ سيعرف لدى وصوله إلى هذا المكان أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قرر في 10 يناير 2007 أن ينتفع الحجاج الروس الذين يزورون مغطس المسيح ببقعة من نهر الأردن مساحتها هكتار واحد بالمجان إلى أجل غير مسمى.