متهم بتفجير سفارتين سابقاً وقتل وخطف جماعي حالياً
القوات الأميركية تعمم صورة نائب عراقي لاعتقاله

مبنى السفارة الأميركية المدمر في الكويت عام 1983 وفي الإطار جعفر
أسامة مهدي من لندن: وزعت القوات الاميركية في العراق صورة واوصاف عضو في مجلس النواب عن الائتلاف الشيعي الموحد متهم بتفجير السفارتين الفرنسية والاميركية في الكويت عام 1983 وبعمليات قتل واختطاف جماعي في بغداد حاليا وطلبت التعاون معها لاعتقاله .

فقد وزعت القوات الاميركية اليوم اوصافا لمطلوب قالت انه احد اعضاء مجلس النواب العراقي عن قائمة الائتلاف الشيعي الموحد يدعى quot;جمال محمد جعفرquot; . واشارت الى انه متهم بعدد من عمليات القتل والاختطاف التي جرت في بغداد مؤخرا وأنه مسؤول عن عمليات خطف جماعي منها عملية اختطاف رئيس وعدد من اعضاء اللجنة الأولمبية وحوالي مائة موظف من وزارة التعليم العالي واخرين من الشركات والمكاتب الأهلية وسط بغداد اواخر العام الماضي . واوضحت ان النائب عضو في حزب الدعوة الاسلامية الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء نوري المالكي وقد غاب عن الانظار منذ عدة أشهر ولم يحضر جلسات مجلس النواب سوى مرتين . وقال مكتب اعلام الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني ان المعلومات والصور عن النائب المطلوب قد وزعت بشكل مكثف ولافت للنظر في محافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد) والمحاذية للحدود الايرانية (شرق وسط) .

وفي وقت سابق قالت الاستخبارات العسكرية الأميركية ان النائب العراقي عن حزب الدعوة و الائتلاف الشيعي الحاكم جمال محمد جعفر والذي يحمل الرقم 24 ضمن قائمة التحالف النيابية كان قد حكم عليه بالإعدام في الكويت على خلفية تفجيرات عام 1983 للسفارتين الأميركية والفرنسية وان عضويته في مجلس النواب توفر له حصانة قضائية . وتتهمه واشنطن بأنّه يدعم المليشيات الشيعية ويعمل كعميل إيراني في العراق. وقد قدمت الاستخبارات العسكرية الأميركية في العراق الى حكومة المالكي اتهامات عن ضلوع جعفر بمساعدة القوات الخاصّة الإيرانية في العراق في التزود بالأسلحة والتأثير السياسي.

وكانت محكمة كويتية قد حكمت على جعفر بالإعدام في عام 1984 بتهم تفجير سيارات في مقر السفارتين الأميركية والفرنسية مما أدى الى مقتل خمسة أشخاص و جرح 86 اخرين وقد هرب من الكويت قبل المحاكمة. وتتّهم وكالات الاستخبارات الغربية جعفر أيضا بالاشتراك في اختطاف طائرة كويتية في عام 1984 ومحاولة اغتيال أمير كويتي.

وكان جعفر قد حصل على مقعد في مجلس النواب العراقي في كانون الأول (ديسمبر) عام 2005 ممثلا عن محافظة بابل ومركزها الحلة (100 كم جنوب بغداد).

وقال ناطق بلسان سفارة الولايات المتحدة في بغداد ان المسؤولين يتابعون قضية جعفر بشكل نشيط مع المسؤولين العراقيين حيث طلب المالكي من مسؤولي المخابرات الأميركان باطلاع مجلس النواب العراقي عن المعلومات التي لديهم ويمكنهم ان يرفعوا الحصانة البرلمانية عنه.

وعادة ما يتهم كبار المسؤولين الاميركان وفي مقدمتهم الرئيس بوش إيران بالتدخّل في العراق وبإشعال العنف الطائفي ويزوّدون الأسلحة إلى المليشيات الغير شرعية. وخوّل بوش القوات الأميركية باستعمال القوة القاتلة ضدّ العملاء الإيرانيين في العراق للدفاع عن القوات الأميركية وقوات التحالف وتحذيرات الإدارة القاسية جدا إلى طهران تثير المخاوف من ان حرب العراق التي مر عليها أربع سنوات يمكن أن تنشر. وتقول مصادر إن جمال جعفر محمد علي إيراهيمي وأسمه الحركي quot;مهدي المهندسquot; يقود الشبكة العراقية quot;قوة القدسquot; التابعة للحرس الثوري الإيراني وقد ورد اسمه مسؤولا عن معتقل الجادرية في بغداد الذي كشفته القوات الاميركية العام الماضي وبداخله اكثر من سبعين معتقلا سنيا مورست ضدهم ابشع انواع التعذيب مما ادى الى وفاة عدد منهم ..

وسبق لصحيفة quot;الرأيquot; الكويتية ان اشارت في السابع والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي الى ان النائب العراقي المعروف باسم laquo;أبو مهدي المهندسraquo; المتورط في تفجيرات سفارتي أميركا وفرنسا وفي محاولة اغتيال الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد عام 1985 ليس غريبا عن الكويت فقد كان مقيما فيها فترة طويلة.

واضافت ان جعفر كان مقيما في الكويت قبل احتلال القوات العراقية لها صيف عام 1990 ولوحق أمنيا اثر التفجيرات التي حصلت عام 1983 وكان يحمل رقما شخصيا هو (2722174) . واشارت الى ان المعلومات في وزارة الداخلية الكويتية تفيد ان جعفر من مواليد كانون الثاني (يناير) عام 1955 في العراق وجددت الإدارة العامة لامن الدولة في الخامس والعشرين من اذار (مارس) عام 2006 امرا بمنع دخوله الى الكويت .