باريس: يصدر القضاء الفرنسي الخميس حكمه في الدعوى المقامة ضد فيليب فال مدير صحيفة quot;شارلي ابدوquot; الأسبوعية الساخرة، لنشرها رسومًا كاريكاتورية تناولت النبي محمد وإعتبرت مهينة لمشاعر المسلمين.
وصرح فال لوكالة فرانس برس: quot;أتوقع البراءةquot;، وأضاف: quot;أريد تبرئتي من دون أي تحفظ. إذا كان هناك أي تحفظ سأستأنف الحكمquot;.
ومثل فال في 7 و8 شباط (فبراير) أمام الغرفة السابعة عشرة في محكمة الجنح في باريس برئاسة القاضي جان كلود ماجيندي، بسبب الملاحقات القضائية المقامة ضده من مسجد باريس الكبير واتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا.
ويلاحق هذان التجمعان المدنيان اللذان إنضمت إليهما رابطة العالم الإسلامي الصحيفة بسبب نشرها ثلاثة رسوم كاريكاتورية إعتبروها إهانات تستهدف جماعة من الأشخاص بسبب ديانتها، وهي جنحة تصل عقوبتها في القانون الفرنسي إلى السجن لستة اشهر وغرامة قدرها 22500 يورو.
ومن بين هذه الرسوم الكاريكاتورية الثلاث، إثنان سبق نشرهما مع رسوم أخرى في صحيفة يلاندس بوستن الدنماركية في أيلول (سبتمبر) 2005 ما أثار ردود فعل عنيفة في العالم الإسلامي.
ويصور أحد هذه الرسوم النبي محمد مرتديًا عمامة على شكل قنبلة يتدلى منها فتيل مشتعل توشك على الإنفجار، في حين يصور رسم آخر النبي محمد وهو يستقبل في الجنة الإنتحاريين بعبارة quot;توقفوا، توقفوا، لم يعد لدينا عذارىquot;.
أما الرسم الثالث وهو بريشة رسام الصحيفة الدائم، فيصور النبي محمد واضعًا رأسه بين يديه وهو يفكر قائلاً إنه من الصعب أن يكون المرء محبوبًا من قبل حمقى.
وخلال جلسات المحاكمة طلبت ممثلة النيابة العامة آن دو فونيت البراءة للصحيفة التي إستغلت هذه المحاكمة لتحويلها إلى محاكمة رمزية للدفاع عن حرية التعبير، وذلك عبر إفادات عدد من شهود الدفاع الذين طالبت بسماعهم ومن بينهم فرنسوا بايرو مرشح الوسط للإنتخابات الرئاسية الفرنسية وفرنسوا هولاند السكرتير الأول للحزب الإشتراكي.
وخلال المحاكمة، شكل موقف وزير الداخلية وشؤون الديانات نيكولا ساركوزي، المرشح بدوره للإنتخابات الرئاسية عن الإتحاد من أجل حركة شعبية مفاجأة. فقد أبدى ساركوزي دعمه للصحيفة مؤكدًا في رسالة تلاها جورج كيجمان أحد محامي الدفاع تفضيله الإفراط في الرسوم الكاريكاتورية على فقدانها.
من جهته أعلن فرانسيس سبينر أحد محامي مسجد باريس الكبير أنه لن يعلق على إحتمال اللجوء إلى الإستئناف قبل أن يصدر القضاء الخميس حكمه الذي ينتظره موكلوه quot;بهدوءquot;.
وقال المجلس الأعلى لشؤون المسلمين في فرنسا إن هذه الدعوى كانت مفيدة وتعليمية، حسنًا فعل المسجد الكبير بالتحرك.
وشدد المجلس على أن حرية التعبير لم تكن في خطر، العلمانية لم تكن في خطر، مشيرًا إلى أنه حضر في 7 و8 شباط (فبراير) مناظرة جمهورية ذات مستوى.