وطالب بتطوير برنامج حكومة الوحدة
حواتمة: مبادرة السلام العربية فرصة لتحقيق السلام

ملف الاقتتال الداخلي يهدد مصير الحكومة الفلسطينية
سمية درويش من غزة: دعا نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، القادة العرب المشاركين في قمة الرياض، للتمسك بالمبادرة العربية للسلام كما هي، وعدم إجراء أي تعديلات عليها، واصفا مبادرة السلام العربية التي أقرت في قمة بيروت عام 2002، بأنها تمثل حلا متوازنا في هذه المرحلة للقضية الفلسطينية، وفرصة سانحة لتحقيق السلام.

وحذر الرفيق أبو خالد، من المحاولات الإسرائيلية الداعية لتعديل المبادرة العربية، ولإسقاط حق العودة والانتقاص من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإسقاط تحديد حدود 4 حزيران quot;يونيوquot; لدولة فلسطين، وكذلك إسقاط تحديد القدس عاصمة لها. وأكد حواتمة في بيان طير لـquot;إيلافquot;، على رفض شروط إسرائيل التي دعت القمة العربية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، الآن وقبل بدء المفاوضات العربية الإسرائيلية، مطالبا القمة بتشكيل quot;هيئة علياquot; للدفاع عن مبادرة السلام العربية التي تتفق مع أحكام الشرعية الدولية.

وطلب أبو خالد، من القمة العربية المزمع عقدها في الثامن والعشرين من الشهر الجاري، كسر الحصار المالي والاقتصادي المفروض على الشعب الفلسطيني، وتبني عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، بمشاركة كافة الأطراف المعنية وبحضور ممثلين لمجلس الأمن تحت رعاية الأمم المتحدة، من أجل العمل على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود عام 1967 وعودة جميع اللاجئين عملاً بالقرار الأممي 194.

ووصف حواتمة، اتفاق فتح حماس في مكة بأنه يمثل خطوة للأمام، لأنه أوقف الاقتتال بين فتح وحماس، والذي كاد أن يؤدي إلى صوملة الوضع في قطاع غزة، وخطوتين إلى الوراء لأن هذا الاتفاق بني على المحاصصة بين فتح وحماس فقط، ولذا قوبل بمعارضة في صفوف الشعب الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة، ومعارضة أكثر في اللجوء والشتات والمهاجر الأجنبية.

وقال أبو خالد، quot;إننا طلبنا من فتح وحماس، التخلي عن نظام المحاصصة الذي وضع في اتفاق مكة، ونجحنا في إدخال تعديلات سياسية بارزة على التركيبة الوزارية، كما تم الاتفاق على مجلس quot;وزراء مصغرquot;، وهيئة خماسية للوصول إلى جبهة مقاومة موحدة، وهيئة خماسية لنشر ثقافة التسامح والحوار، ووقف كل الإعلام العدائي، وكل هذا لم يكن قائما في اتفاق مكة.

وأعرب حواتمة، عن رفضه لنظام المحاصصة بين حركتي حماس وفتح في الحكومة، مشيرا إلى أن ذلك الأمر يخالف اتفاق الوفاق الوطني الموقعة في غزة عام 2006. وأشار إلى ضرورة استكمال تشكيل حكومة الوحدة الوطنية تضم جميع مكونات الشعب الفلسطيني، معتبرا تشكيل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة إسماعيل هنية خطوة للأمام، لكنه وصف برنامجها بأنه ما زال دون وثيقة الوفاق الوطني التي تم التوقيع عليها في 27 حزيران quot;يونيوquot; العام الماضي.

وقال أبو خالد، إن الاتفاق على تشكيل حكومة الوحدة أوقف الاقتتال الداخلي، وكسر احتكار فتح وحماس للسلطة، لكن برنامجها لا يزال بحاجة إلى تطوير وإنهاء الالتباس، خاصة ما يتعلق بالالتزام الجاد بوثيقة الوفاق الوطني ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، كما أن هذه الحكومة لا تمثل بعد وحدة وطنية شاملة حقيقية.

وطالب بتحقيق ما أسماه إعادة إعمار الوحدة الفلسطينية، من خلال تمثيل كامل لكل القوى في حكومة جديدة، تنتخب بقانون انتخابي جديد يعكس بشكل حقيقي حجم القوى الفلسطينية على الأرض في الداخل والشتات، من أجل العمل موحدين في مواجهة الاحتلال والاستيطان، مشيرا الى أن الفلسطينيين في الشتات موزعون في 50 دولة حول العالم، ويمثلون 60% من الشعب الفلسطيني.

وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، قد أجرى مع حواتمة، مباحثات تتعلق بالإعداد للقمة العربية المقبلة بالرياض، وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية. وقال حواتمة في تصريحات صحافية عقب المباحثات، أنه ناقش مع أبو الغيط قضايا القمة العربية القادمة بالرياض في ضوء الضغوطات الإسرائيلية لتعديل مبادرة السلام العربية، مؤكدا ضرورة التمسك الحازم بها.

وطالب بتشكيل هيئة من الملوك والرؤساء العرب تنبثق عن القمة، لحمل مبادرة السلام العربية إلى الكتل الدولية مثل الرباعية الدولية والهند والصين والاتحاد الأوروبي، موضحا أن مباحثاته مع أبو الغيط كانت إيجابية، حيث تم خلالها التوصل إلى مجموعة من النتائج التي يتعين التنسيق بشأنها، لاستكمال بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية على قاعدة سياسية واضحة، تستجيب لكل العناصر الواردة في وثيقة الوفاق الوطني.