باريس: أمام رأي عام يعارض في معظمه انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي لم يتجرا أي مرشح إلى رئاسة فرنسا على الدعوة صراحة لذلك في حين يذهب بعضهم، مثل اليميني نيكولا ساركوزي الأوفر حظا للفوز، إلى إبداء رفض واضح لذلك. ورغم أن احتمال انضمام تركيا لا يزال بعيدا لم تنس الأحزاب السياسية الخلافات الداخلية في كل فريق خلال الاستفتاء على الدستور الأوروبي في 2005.
وذكر ايف ميني رئيس المعهد الجامعي الأوروبي ومقره في فلورنسا (ايطاليا) بان تركيا على غرار موضوع أوروبا بشكل عام، من quot;الموضوعات المثيرة للغضبquot; مستبعدا احتمال أن quot;يغير الفرنسيون رأيهم بشكل جذري ولا حتى بعد 10 أو 15 سنةquot; بشان انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وأفاد استطلاع جرى مؤخرا أن 58% من الفرنسيين يعارضون انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي لا سيما لكونها بلد يدين معظم سكانه بالإسلام.
وتعقدت العلاقات بين باريس وأنقرة مع تبني النواب الفرنسيون في تشرين الأول/أكتوبر 2006 قانونا يقمع إنكار عملية إبادة الأرمن. ولم يطرح القانون بعد على مجلس الشيوخ وبالتالي لم يدخل حيز التنفيذ لكن هذه المبادرة أثارت استياء كبيرا في أنقرة.
وعزت وسائل إعلام تركية هذا الأسبوع تعليق المفاوضات مع مجموعة غاز دو فرانس للمشاركة في مشروع دولي لأنبوب غاز نابوكو، إلى هذا الملف.
ويرى ساركوزي (رئيس الحزب الحاكم، الاتحاد من اجل حركة شعبية) الذي تشير الاستطلاعات إلى انه الأوفر حظا للفوز، أن مشروع انضمام تركيا يجب أن يتحول إلى quot;شراكة مميزةquot;.
وجعل ساركوزي المعروف بمواقفه الموالية للتيار الأطلسي، من المسالة التركية نموذجا للطريقة التي سيستخدمها لإبراز تباينه عن الولايات المتحدة الداعية في المقابل إلى انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وأشار ايف ميني إلى انه من التيار اليميني أعرب الرئيس جاك شيراك عن تأييده ترشيح تركيا لانضمام وان quot;بعض الأوساط الصناعيةquot; تقر ذلك.
كذلك يدعو مرشح الوسط فرانسوا بايرو الذي يعتبر من اكبر دعاة الوحدة الأوروبية بين المرشحين، إلى quot;شراكة مميزةquot; مع تركيا quot;لأنه كلما توسعت أوروبا كلما زاد ضعفهاquot;. لكنه أكد أن quot;فرنسا لن تتراجع عن توقيعها على فتح مفاوضات انضمام مع تركياquot;.
لكن المرشحة الاشتراكية سيغولين روايال هي التي أثارت اكبر جدل حول الموضوع بإعلانها في مرحلة أولى أنها ستحترم quot;رأي الشعبquot; من خلال استفتاء - أصبح وفقا للدستور ضروريا في حال انضمام جديد إلى الاتحاد الأوروبي.
واخذ عليها منتقدوها بأنها تخفي موقفها الشخصي وراء هذه الصيغة. وأوضحت روايال بعد ذلك وجهة نظرها معتبرة انه quot;سيكون من الخطا رفض تركيا لأنها تركياquot;.
وأضافت quot;اعتقد أن شروط (الانضمام) لا تتوفر في تركيا اليومquot; وانه quot;لا بد من التمهلquot; في عملية التوسيع مؤكدة quot;من مصلحتنا أن نجذب إلى قيم أوروبا الإنسانية اكبر عدد ممكن من الدول، وتركيا بلد علماني كبيرquot;.
وفي الواقع ينقسم الاشتراكيون حول انضمام تركيا حيث أن رئيس الوزراء الأسبقلوران فابيوس يعارضه خلافا لوزير الاقتصاد الأسبق دومينيك ستروس كان.
أما زعيم اليمين المتطرف جان ماري لوبن فيرفض أوروبا الفدرالية برمتها داعيا إلى quot;أوروبا الأممquot; التي لا يريد أن تنضم إليها تركيا المسلمة.