سمية درويش من غزة: قلب الثالث من أيار (مايو) اليوم العالمي لحرية الصحافة، المواجع على العاملين في الحقل الإعلامي في قطاع غزة، في ظل استمرار الاعتداءات على الصحافيين، وانتهاك حرمة مؤسساتهم، ومواصلة اختطاف الصحافي البريطاني مراسل هيئة الإذاعة البريطانية ألان جونستون. ورغم عشرات البيانات التي صدرتها المؤسسات والقوى الوطنية والإسلامية لتهنئة الصحافي الفلسطيني، إلا أن الأخير يرى تلك البيانات مجرد شعارات بعيدة عن ارض الواقع، في ظل تعرضه اليومي للقتل والتهديد والخطف.
وعلى مدار السنوات الماضية تعرض الصحافي الفلسطيني لانتهاكات صارخة، فمنهم من قتل على أيدي الاحتلال الإسرائيلي ومسلحين مجهولين بغزة، والبعض الأخر تعرض للتهديد تحت السلاح، منهم أيضا من حرقت ممتلكاته الشخصية ومؤسساته. وبلغة الأرقام رصدت مؤسسات حقوقية ناشطة بالأراضي الفلسطينية، ما تعرض له الصحافيون ومؤسساتهم، فمنذ بداية العام الماضي وقع حوالي 29 حادث اعتداء، بعضها استهدف مؤسسات مهنية مثل مكاتب القنوات الفضائية العربية، والبعض الآخر استهدف وسائل إعلام فلسطينية.
ولفت تقرير الهيئة الفلسطينية لحقوق المواطن، إلى ارتفاع عدد الصحافيين الذين تم اختطافهم من قبل أشخاص مسلحين، منذ التاريخ ذاته إلى حوالي 7 صحافيين وعاملين في وسائل إعلام محلية وأجنبية، يضاف إليهم 5 حالات اختطاف في العام 2005. من جهته قال مركز مدى، أن شهر نيسان quot;ابريلquot; الماضي شهد تصعيدا في انتهاك الحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية من قبل حرس المجلس التشريعي وحرس رئيس الوزراء، ومجموعات فلسطينية مسلحة قياسا بالشهر الذي سبقه، مؤكدا بان الخطير في هذه الاعتداءات أن بعضها تم من حراس الهيئة التشريعية التي يجب ان تكون الحارس الأمين على الحريات العامة بما فيها حرية الرأي والتعبير, ومن حراس رئيس الوزراء الذي من المفترض أن يكون المنفذ للقانون والساهر على حماية المواطنين بمن فيهم الصحفيين.
(دور وزارة الإعلام)...
وأشارت الهيئة الفلسطينية، إلى أن عمليات الاختطاف المذكورة انتهت جميعها بإطلاق سراح المختطفين، باستثناء الصحافي البريطاني ألان جونستون الذي تم اختطافه في الثاني عشر من آذار quot;مارسquot; لماضي، ولم تتمكن السلطات الأمنية من إطلاق سراحه حتى الآن رغم إعلان هذه السلطات عن معرفتها بهوية الخاطفين. ونوهت الهيئة، إلى الخطورة البالغة اثر تزايد حوادث الاختطاف والاعتداء التي يتعرض لها الصحافيون العاملون في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية، وترى في ذلك مسا صريحا بالحريات الصحفية.
وزير الإعلام مصطفى البرغوثي، أكد أن المهمة الأساسية لوزارة الإعلام هي ضمان حرية الصحافة وحرية الكلمة، مجددا بمناسبة يوم حرية الصحافة العالمي، التأكيد على أهمية حماية الصحافيين من بطش الاحتلال الإسرائيلي ومن الفلتان الأمني، وإعادة الاعتبار إلى الدور الريادي للإعلام وصون مكانته، وإفراد مساحة لحرية الرأي وحرية الكلمة. الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أكدت على ضرورة وضع قضية إقرار قانون عصري، يحفظ للصحافيين حقوقهم ويحدد واجباتهم على رأس أولويات المجلس التشريعي، مشددة على ضرورة الإفراج الفوري عن الصحافي المختطف جونستون،وتقديم الاعتذار لكل الصحافيين، الفلسطينيين منهم والأجانب من قبل كل المؤسسات التي اعتدت عليهم بشكل أو بآخر، وتقديم المعتدين ومن أصدر التعليمات إليهم بالاعتداء للمحاسبة القانونية. ودعا الوزير البرغوثي، إلى إعطاء فرصة للصحافيين ليقوموا بدورهم بحرية دون ممارسة أي ضغوط عليهم أو إرهاب فكري، مؤكدا على ضرورة العمل الحثيث لإطلاق سراح الصحافي جونستون، لما يشكل اختطافه من إساءة لسمعة ونضال الشعب.
(حماس تطالب بالدعم المعنوي للمؤسسة الصحافية)...
بدورها طالبت حركة حماس، الحكومة الفلسطينية بالعمل على توفير الدعم المعنوي للمؤسسة الصحافية والصحافيين الفلسطينيين والأجانب على حد سواء، والوقوف أمام مسؤولياتها في توفير الأمن لحياتهم الشخصية، مجددة رفضها جميع محاولات الضغط والتهديد والاعتداء على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية من أي طرف كان.
ودعت حماس، خاطفي الصحافي آلان جونستون إلى الإفراج الفوري عنه والنظر بواقعية لما تسببوه من إساءة وضرر إعلامي على القضية الفلسطينية وتشويه أمام المجتمع الدولي، مطالبة كافة الجهات المعنية سياسيا وأمنيا ببذل كل ما يمكن من أجل ضمان الإفراج عنه سالما.
التعليقات