هل تعود ظاهرة خطف الأجانب على غرار الثمانينيات؟
إختفاء صحافيين أميركيين يثير قلقاً في لبنان

إيلي الحاج من بيروت:
بدأ اختفاء الصحافيين الأميركيين تايلر لاك وهولي شميلا في طريقهما من شمال لبنان إلى سورية عبر مدينة طرابلس، يشيع خشية في بيروت من معاودة موجة خطف الأجانب في لبنان بشكل مشابه لما كان يحصل في الثمانينات من القرن الماضي . خشية دفعت الأجهزة الأمنية إلى استنفار كل طاقتها لكشف مصيرهما، من دون استبعاد احتمال أن تكون المسألة اختفاء وليست عملية خطف، علماُ أن السفارة الأميركية انتظرت ثمانية ايام قبل إعلان فقدان آثارهما والتزمت الحذر الشديد في التعامل الإعلامي مع الخبر ، متجنبة إعطاء أي انطباع مسبق عن ظروف اختفائهما.

لكن أكثر ما يثير المخاوف إن حادث الإختفاء هذا هو الثاني من نوعه في بيروت خلال أسبوع، إذ اختفت امرأة أردنية وبناتها الثلاث من أمام فندق quot;بوريفاجquot; في الرملة البيضاء الخميس الماضي ، وقيل أن لا خلفيات سياسية لاختفائهن وقد تكون أسبابه خاصة.

وتوقعت مصادر أمنية كشف مصير الصحافيين الأميركيين خلال 48 ساعة على الأكثر، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية تعمل بكل طاقتها على هذا الموضوع، وأضافت أن السفارة الأميركية تتخوف أن يكونا قد وقعا في أيدي مجموعات متطرفة.

وقال رئيس تحرير laquo;جوردان تايمزraquo; الأردنية الصادرة بالإنكليزية سمير برهوم لمستوضحيه ان الصحافي تايلور لوك (23 عاماً) كان يفترض ان يعود الى مكتبه في عمان السبت الماضي، وانه يعمل في الصحيفة كمحرر للشؤون المحلية منذ عام بدوام كامل. ونفى علمه باسباب الاختفاء، مشيرا الى ان هولي شميلا (27 عاماً) التي جاءت من الولايات المتحدة لتعمل في الصحيفة متدربة بدوام جزئي، كان يفترض ان تنهي فترة عملها في نهاية الشهر الماضي.

وأوضح ان تايلور طلب اجازة في عطلة عيد الفطر، وأخبر اصدقاءه انه يريد الذهاب الى لبنان في اجازة جوا ثم يكمل برا الى حلب والعودة الى عمان برا. وأشار إلى ان تايلور يتحدث العربية بطلاقة ويتحرك بمفرده دوما في الاردن، وهو ذكي جدا ويجري المقابلات بالعربية. واضاف: laquo;لا نعرف بعد اذا ما كانت اسباب اختفائه شخصية ام سياسية، ولكنه شاب طيب جدا وليس له أي نشاط سياسيraquo;.

وكان مسؤول امني لبناني قد أعلن أن الأميركيين فقدا بعدما غادرا فندقهما في شارع الحمرا قبل اسبوع، وتحديدا في الاول من تشرين الاول/ أكتوبر الحالي. واوضح انهما وصلا الى لبنان في 29 ايلول/ سبتمبر وغادرا فندقهما في بيروت في اليوم التالي بعدما دفعا فاتورتهما ومعهما أغراضهما، وأضاف quot;في الأول من تشرين الاول/ أكتوبر اجرى احد ما عملية سحب مبلغ مالي بواسطة بطاقة الصحافي لاك الائتمانية من صراف آلي ( في منطقة الجميزة التي تكثر فيها الحانات شرق بيروت) ، ولم يتسن الاتصال بهما بواسطة هاتفيهما النقالين. وتابع: quot; نقوم بعمليات بحث كثيفة للعثور عليهماquot;.

ونزل الاميركيان في غرفة واحدة بفندق quot;موزارquot; في شارع الحمرا، وقال مدير الفندق نمر شلالا لوكالة quot;فرانس برسquot; ان quot;الشرطة ومسؤولين في السفارة استجوبوا موظفي الفندق مراراquot;.

وصرح وزير العدل ابراهيم نجار هذا الصباح أن quot;الموضوع يستأهل كل الاهتمام الرسمي، وهذا النوع من الحوادث يسيء إلى سمعة لبنان والاستقرار الأمني ويرفع درجة الخطورة من توتر في الداخل الى التعدي على زوار أجانب للبنانquot;.

أما وزير السياحة إيلي ماروني فدعا إلى التريث بعض الشيء قبل التعليق على حادث الإختفاء quot;لنرى أبعاد عملية الاختفاء وما إذا كانا فعلا اختفيا أم تخفّياquot;. وشدّد على quot;ضرورة الغاء المناطق المحظورة على الدولة اللبنانية والمحميات الأمنيةquot;، متخوفاً من العودة عشرات السنوات للوراء quot;إلى درجة يُمنع معها دخول الأجانب الى لبنانquot;.