المناظرة الثانية بين المرشحين لم تحسم الأمر

الصوت العربي حائر بين أوباما وماكين

زانا الخوري من دنفر: لم يكد طوني (ب.) يصدق انه حلف اليمين وبات يحمل الجنسية الاميركية.. كان ذلك قبل حوالي شهر من اقفال باب التسجيل الى الراغبين في التصويت للانتخابات الرئاسية الاميركية. فهو كان قد انتظر طويلا، حوالي اكثر من 3 سنوات.. ويقول انه لم يصدق عينيه حين رأى المكتوب الذي يدعوه لحلف اليمين ونيل الجنسية.. لان ذلك يعني انه سيستطيع المشاركة في التصويت لاول مرة في حياته لانتخاب رئيس دولة.. وبعد نيله الاوراق الرسمية هرع طوني اللبناني الاصل الى ملء الاستمارة التي من خلالها أمّن تسجيل صوت للمعسكر الجمهوري المتمثل بمرشحه السناتور جون ماكين ونائبة الرئيس ساره بايلن.

وعن سبب اختياره التصويت في الرابع من الشهر المقبل للمعسكر الجمهوري، قال طوني وهو رجل اعمال انه مقتنع بالبرنامج الاقتصادي الذي يقدمه ماكين لانقاذ البلاد من الازمة التي تمر بها ولانعاش الاقتصاد.. وذلك رغم ما اوصلتنا اليه اخطاء ادارة الرئيس الحالي جورج بوش. كما يرحب طوني بمشروع ماكين - بالين حول انه لا بد من البحث عن وسائل بديلة للطاقة للتخلص من الاعتماد على بعض البلدان التي تحتكر النفط. اما عن موقف اميركا من لبنان، فقال انه لا يخشى اي تغير في سياسة اميركا الخارجية حيال لبنان وان واشنطن ستدعم لبنان بكافة الوسائل ليظل متمتعا باستقلاله وديمقراطيته.

طوني يمثل صوتا عربيا من بين نحو 3.5 مليون مواطن عربي- اميركي سيتجوهون الى مراكز الاقتراع في الولايات ال 50 في الرابع من شهر تشرين الثاني للتصويت للرئيس الاميركي المقبل ولتسجيل صوت ولو ضئيل في هذه الانتخابات التي يسيطر عليها الهم الاقتصادي وحروب اميركا في الخارج .

لكن موقف طوني المؤيد للحزب الجمهوري، ليس هو موقف اغلبية المواطنين العرب الذين يحملون الجنيسة الاميركية والذين سيصوتون للانتخابات الرئاسية هذا العام.. حيث ان العرب وبعد تاييدهم للجمهوريين لسنوات عدة، خاب املهم خاصة خلال الثمان سنوات الماضية بسبب الاخطاء العديدة التي وقع بها بوش وادارته وخاصة الحرب في العراق وأفغانستان والتي دفعت العرب الاميركيين الى تغيير مواقفهم والميل اكثر الى المعسكر الديمقراطي.

فعرب أميركا يمثلون نسبة أكثر من واحد في المئة بقليل من إجمالي السكان في الولايات المتحدة لكن أكثر من ثلثهم يعيشون في ولايات ستشهد منافسة ساخنة وهي ولايات فلوريدا وأوهايو وبنسلفانيا وفرجينيا وميشيغان.

ويقول محمد (ز.) وهو صاحب متجر صغير لبيع المنتاجات العربية، انه متفائل جدا بشعار التغيير الذي أطلقه المشرح الديمقراطي باراك اوباما. وقد اعترف محمد انه في الانتخابات الماضية صوت للمعسكر الجمهوري، لكن بعد تشرح اوباما وما يمثله من آمال للتغيير للواقع بدل محمد رايه وبات مقتنعا ان صوته سيذهب هذه السنة للمعسكر الديمقراطي.

وكان استطلاع للراي نشر الشهر الماضي، كشف أن العرب في الولايات المتحدة يؤيدون بشدة باراك أوباما. وكشف الاستطلاع الذي أجراه المعهد العربي الاميركي أن تأييد العرب في الولايات المتحدة تحول على مدى السنوات الثماني الماضية إلى الحزب الديمقراطي الاميركي وأنهم يؤيدون بشدة أوباما.

وتشاطر آنيا (و.) محمد الراي، وآنيا هي طالبة الان، لكنها وصلت الى اميركا وكانت طفلة. وتقول هذه الشابة اللبنانية السمراء التي ستصوت لاول مرة انها تميل الى افكار اوباما الذي بوصوله الى هذه المرحلة المتقدمة من الانتخابات يمنحها الامل ويعطيها الثقة بان الولايات المتحدة الاميركية لا تزال بلد الفرص.. وتمازح آنيا قائلة quot;اكيد سوف اصوت اوباما طالما زوجي وهو افريقي اميركي سيصوت لهquot;.

اما ميشال (ج.) فهو يرفض بتاتا فكرة التصويت للديمقراطيين.. ويقول ميشال وبحسب وجهة نظره ان بلد مثل اميركا ليس معدا لان يقوده quot;رجل اسودquot; بحسب تعبيره. واكد ميشال انه مسجل في لائحة الجمهوريين ويقول انه سيصوت لماكين لانه لا يظن ان الافريقي الاميركي مهئي لقيادة بلد مثل اميركا.

وكان الحزبان الجمهوري والديمقراطي في أميركا وبحسب استطلاع المعهد العربي الاميركي، حظيا بنسبتين متساويتين تقريبا من التأييد بين عرب أميركا عام 2000 تؤيد نسبة 46 في المئة منهم الان الحزب الديمقراطي بينما لا يتجاوز تأييد الحزب الجمهوري في صفوفهم نسبة 20 في المئة.

وقالت نسبة اقتربت من 46 في المئة من عرب أميركا إنهم سيدعمون أوباما في انتخابات الرئاسة الاميركية بينما قالت نسبة 32 في المئة إنها ستؤيد المرشح الجمهوري جون مكين.

قد تختلف الاراء، وتختلف اسباب تصويت الجالية العربية لمرشح او لاخر.. واذا كانت المناظرة الثانية وما قبل الاخيرة لم تحسم الامر بين المرشحين، فان العرب الاميركيين مع المواطنين الاميركيين سيكونون على الموعد في الرابع من الشهر المقبل لانتخاب رئيس جديد لحقبة جديدة ستشهدها اميركا ومعها العالم... لكن يبقى انتظار ما سيحققه الرئيس المنتخب بعد الرابع من الشهر المقبل وذلك بالنسبة للامور التي تهم العرب.. واهمها الحرب في العراق والقضية الفلسطينة..