لندن: انشغلت الصحافة البريطانية باحتدام الصراع في الانتخابات الأميركية ومتابعة الطلقات الاخيرة التي يطلقها كل معسكر سواء على خصمه الانتخابي او لدعم موقفه قبل يومين من ساعة الحسم. الصراع العسكري في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وتداعيات ازمة بي بي سي مع مشاهديها بسبب التصرفات التي اعتبرت غير لائقة والتي صدرت عن إثنين من أشهر مقدمي برامج المنوعات في الهيئة، هي من بين القضايا التي طالعتنا بها صحافة الاحد الى جانب طائفة منوعة من الاخبار المحلية والعالمية.

هل هناك تواطؤ سوري؟

الا اننا نتوقف اولا عند تقرير مثير لصحيفة صنداي تايمز، يطرح رواية مثيرة للغارة الأميركية على الحدود السورية. يطرح التقرير تساؤلا حول ما اذا كانت الغارة التي ادانتها السلطات السورية بشدة، قد تمت بتنسيق بين الجانبين الأميركي والسوري. وجاء التقرير الذي كشفت فيه الصحيفة هذه المعلومات تحت عنوان quot; تساؤلات حول تواطؤ سوري بشان الغارة الأميركيةquot;.

وفي عنوان جانبي quot; سورية ادانت هجوما أميركيا على اراضيها، لكن مصادر تقول ان دمشق ايدت الغارة سراquot;. وتستند الصحيفة في هذه التساؤلات الى تصريحات حصلت عليها صنداي تايمز من مصادر أميركية لم تعلن عن هويتها. فقد كشف احد هذه المصادر للصحيفة ان الغارة التي قامت بها قوات أميركية خاصة نفذت في اطار من التعاون الكامل مع اجهزة المخابرات السورية.

وتنقل الصحيفة عن المصدر قوله انه quot; مباشرة عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، كان تعاون المخابرات السورية ملحوظاquot; . quot; ثم تقطعت العلاقات، الا انها استأنفت حديثاquot;. وتقول الصحيفة ان التخلص من ابو غادية القيادي بتنظيم القاعدة كان في صالح الحكومة السورية. فابو غادية ينتمي الى تنظيم اسلامي متطرف معادي للنظام السوري العلماني. يذكر ان الغارة الجوية الأميركية استهدفت ابو غادية واسمه الكامل بدران تركي هيشان المزيدي المسؤول عن تجنيد المجاهدين لقتال القوات الأميركية بالعراق، حسبما ذكر مسؤولون أميركيون. وتمضي الصحيفة قائلة، مستشهدة بمصدرها الأميركي، ان الأميركيين يتصلون بالسوريين من خلال قناة خلفية تدار من خلال ادارة المخابرات الجوية السورية.

الموقع الذي هاجمته القوات الاميركية

وتفسر الصحيفة رد الفعل السوري الغاضب، بان الامور خرجت عن المتفق عليه بين الجانبين، حيث ان السوريين الذي وافقوا على اغماض اعينهم على ما يفترض انه غارة quot; اعتقال وانتزاع quot; هادئة، لم يستطعوا ان يغضوا الطرف على اطلاق نار قتل فيه العديد من الاشخاص. ووفقا لراوية المصادر الأميركية فان المخابرات السورية هي التي نقلت الى الأميركيين معلومات عن المكان الذي يتواجد فيه ابو غادية، ومن ثم استطاعت المخابرات الأميركية رصد مكانه بدقة عن طريق تتبع تليفونه المحمول ووجهت المروحيات الى حيث يوجد.

لقد كان من المفترض ان يعتقلوه ويأخذوه الى العراق للتحقيق، في عملية سريعة لا يراق فيها الدم. وتقول صنداي تايمز انه عندما اقتربت المروحيات الأميركية من الحدود السورية، رصدتها اجهزة الرادار السورية، وطلبت القوات الجوية في دمشق التصريح بالتدخل، الا ان طلبها لم يستجب له من قبل قادة جيش كبار لان الغارة الأميركية كانت متوقعة.

ولم يتضح الخطأ الذي وقع، لكن يعتقد ان المسلحين استطاعوا ان يرصدوا المروحيات عند اقترابها منهم ومن ثم وقع تبادل لاطلاق النار. وتقول الصحيفة ان هذه الرواية ايدها زعيم عشيرة محلية حيث قال ان قذيفة صاروخية اطلقت من المجمع السكني على مروحية. فقد بددت المواجهة النارية ستار ما يفترض انه عملية سرية.

شاهد عيان

الا ان الصحيفة تعرض في مقدمة التقرير رواية شاهد عيان تبدو مخالفة لما تقوله المصادر الأميركية. يقول محمد العلي وهو فلاح من سكان المنطقة، ان القوات الأميركية توجهت الى مجمع سكني يضم منازل جديدة، حيث يعمل رجال من عائلة الحمد، quot; وحتى قبل ان ينطلقوا من مروحياتهم بدأوا في طلاق النار على العمالquot;. ووفقا للعلي، فان العملية كلها استغرقت من 10 الى 15 دقيقة وخلفت سبعة قتلى. ووفقا لشاهد عيان آخر فقد أخذ الأميركان معهم رجلين، ليس من المعروف ما اذا كانا على قيد الحياة ام قتلى.

اوباما يقترب من الرئاسة

في التغطيات الصحفية للانتخبات الأميركية، هناك ما يشبه الاجماع على ان المرشح الديمقراطي باراك اوباما اصبح قاب قوسين او ادنى من دخول البيت الابيض وهزيمة منافسه الجمهوري جون ماكين هزيمة مؤكدة. وقد استندت الصحافة بالطبع الى استطلاعات الرأي التي تمنح اوباما تقدما ملحوظا قبيل يومين من موعد الانتخابات في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني.

الا ان تقريرا لمراسلي صحيفة التيلجراف يتابعان اللحظات الاخيرة في الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة اشار الى ان هناك املا لماكين في الفوز.
تقول الصحيفة انه بينما يبذل اوباما جهود الاخيرة في مسعاه للوصول الى السلطة، ومع استطلاعات الرأي التي تشير الى انه سيصنع التاريخ باعتباره اول رئيس اسود، فان منافسه ماكين ما زال متفائلا بشأن حظوظه في وقت بدا انه يحرز تقدما.

يقول التقرير الذي كتبه مراسلا الجريدة في انديانا واهايو ان اوباما اجمالا يتقدم بـ4 او 5 نقاط على ماكين الا ان الامر ما زال غير واضح. فبعض الاستطلاعات تشير الى ان اوباما متقدم بما يتجاوز 10 نقاط. الا ان استطلاعا تتبعيا على مدار ثلاثة ايام نفذته مؤسسة زوغبي بدا انه اعطى ماكين طوق النجاة. فبينما اشار الاستطلاع الاخير الى تقدم اوباما فان نتائج اليوم الثالث من الايام الثلاثة للاستطلاع منح ماكين تقدما بنقطة واحدة. الا ان التقرير يشير الى ان ثقة اوباما في النصر مؤسسة على قوته الكاسحة على ما يبدو في الولايات المتأرجحة التي يحتاج كلا المرشحين الى الفوز بها.