لندن: بعد انتهاء الانتخابات الأميركية، وفوز باراك أوباما بالرئاسة، يستعد الرئيس الأميركي الحالي جورج بوش لمشاهدة أحدث أفلام المخرج الأميركي المثير للجدل أوليفر ستون، والذي يحمل عنوان W، وتدور أحداثه حول حياة بوش وفترة رئاسته، ولكن طبعا باستخدام سخرية ستون المعهودة. ويصور أوليفر ستون جورج بوش في الفيلم على أنه راعي البقر الشغوف بالحرب، قليل المعرفة، والمتمتع بشخصية فريدة، حيث يقوم الممثل الأميركي جوش برولين بأداء دور بوش.

وبينما نتابع فيلم ستون، نلاحظ التركيز على أحداث كثيرة خلال فترة رئاسية quot;دوبياquot;، وهو الاسم الذي أطلق على جورج بوش للسخرية من الطريقة التي يلفظ فيها اسمه الوسط، ومن بين هذه الأحداث: الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، الحربين على العراق وأفغانستان، إعصار كاترينا، والأزمة الاقتصادية الأخيرة.

يقول ستون: quot;لقد حاولت جعل السياسة تبدو أكثر متعة، حيث أن معظم السياسيين الذين مروا على الولايات المتحدة حتى الآن ليسوا مقدسين، وبوش ما هو إلا واحد من أولئك الساسة الذين يشكلون حقلا خصبا للتهكم.quot; ولم يكن بوش صيدا كبيرا للأفلام فقط، بل هو أيضا شخصية مهمة بالنسبة للبرامج التلفزيونية، مثل The Daily Show with John Stewart، وSaturday Night live.

إلا أن هناك فترة من الوقت مرت في حياة بوش فقدت فيها السخرية طابعها، كالفترة التي تبعت الهجمات على مركز التجارة العالمي في نيويورك، حيث اعتقد وقتها أنه لا يمكن المساس بشخصية الرئيس quot;المنقذquot;. أما الفيلم المثير للجدل quot;فهرنهايت 9/11quot; للمخرج مايكل مور، فقد شكل صفعة قاسية لبوش، حيث أن هذا الفيلم لا زال يحتل صدارة الأفلام السياسية الساخرة خلال السنوات الثلاثين الأخيرة، فقد جمع حتى الآن نحو 119 مليون دولار حول العالم.

ولكن ما الذي يجذب صناع الأفلام ليكون بوش نجم أعمالهم؟ يقول توم باترسون، الأستاذ في كلية كينيدي الحكومية: quot;أعتقد أن كل ما بالرئيس يجذب الانتباه، فهناك التكتم وعدم الانفتاح، وهما الأمران المشجعان على السخرية.quot; ويضيف باترسون: quot;بالإضافة إلى ذلك، عندما تسوء الأوضاع، فإن هذا الأمر يشجع على السخرية، كالحرب على العراق مثلا، والأزمة المالية.quot;

ولهذا، فإن فوز أوباما في الانتخابات الأميركية سيخفف من حدة السخرية من الرئيس الأميركية، وهو ما سيجعل مهمة جون ستيوارت وستيفن كولبرت صعبة للغاية. يقول باترسون: quot;أعتقد أن أوباما سيكون هدفا صعبا.quot; ولعل الفنانين الساخرين سينظرون اليوم إلى عهد بوش بأسى، حيث أن عملهم ازدهر في تلك الفترة، لكن وكما يقول أوليفر ستون في فيلمه :quot;لا يمكننا اختراع جورج بوش جديد.quot;