أسامة مهدي من لندن: علمت إيلاف ان فريق الرئيس الاميركي المنتخب باراك أوباما بدأ لقاءات مع شخصيات عراقية سياسية وإعلامية مستقلة للاستماع الى وجهات نظرها فيما يخص الاوضاع الحالية في العراق وخطط الادارة الاميركية الجديدة فيه. وابلغت احدى هذه الشخصيات quot;ايلافquot; ان كبير مستشاري اوباما وهو رام اماييل قد التقى في واشنطن شخصيات عراقية سياسية وإعلامية قادمة من بغداد معظمها مستقلة بصفتها خبيرة في الشؤون السياسية العراقية وعلى اطلاع بمجريات الامور في بلدهم . واشارت الى ان النقاشات وهي الاولى من نوعها منذ انتخاب اوباما قبل اسبوع دارت حول ضرورة دعم المشروع الديمقراطي في العراق واهمية الاتفاقية الاستراتيجية طويلة الامد بين العراق والولايات المتحدة وما تشكله من اهمية لهما. كما تناولت النقاشات اهمية العمل على تعزيز الاقتصاد العراقي من خلال الزج باستثمارات اميركية في مختلف قطاعاته.

وعما اذا كان العراق يشكل اولوية للادارة الاميركية الجديدة اوضحت الشخصية العراقية التي فضلت عدم ذكر اسمها ان هذه الادارة تعتقد ان الاوضاع الامنية والسياسية في العراق في تحسن ولذلك فان اهتمامها الان ينص على الاقتصاد والطاقة وعملية السلام في الشرق الاوسط ثم افغانشتان واخيرا العراق . معروف ان اوبابا كان قد طرح خلال حملته الانتخابية مشروعا لسحب القوات الاميركية من العراق بمنتصف عام 2010.

وقد اعلن وزير عراقي اليوم تأجيل مناقشة الاتفاقية الامنية بين بغداد وواشطن حول مستقبل وجود القوات الاميركية في البلاد في مجلس الوزراء حتى الحصول على quot;ترجمة كاملة والمشورة القانونيةquot;. وقال رائد جهاد فهمي وزير العلوم والتكنولوجيا ان quot;مجلس الوزراء العراقي ينتظر الحصول على ترجمة كاملة بالعربية للتعديلات الاميركية واستحصال المشورة القانونية قبل اتخاذ القرارquot;. واضاف quot;عندما نحصل على ذلك سينعقد اجتماعا جديدا لمجلس الوزراء واليوم ركزنا معظم وقتنا لمناقشة الميزانيةquot;. وكان اعلن في وقت سابق ان الحكومة العراقية تعقد اجتماعا لمناقشة الاتفاقية الامنية بين بغداد وواشنطن.

ومن جانبه قال وزير الدولة لشؤون مجلس النواب صفاء الدين الصافي ان quot;المشاورات مستمرة في مجلس الوزراء للتأكد من حجم التعديلات التي ادخلت والصياغات التي وضعت لنحصل على اتفاقية واضحة في صياغاتها وتعديلاتها وقابلة للنظر في ما اذا كان هنالك قبول من قبل البرلمان او هنالك بعض التحفظات الاخرىquot; حولها. واضاف quot;في حال تم الانتهاء من التصويت عليها فستأخذ طريقها وفقا للاجراءات الدستورية وتذهب الى مجلس النواب ليقول كلمة الفصلquot;.

وعن موعد عرض الاتفاقية على البرلمان اكد الصافي quot;عدم وجود موعد محدد لذلك رغم تسارع الوقت على الحكومة لاننا محددون بنهاية العام الحاليquot;. واشار الوزير الى ان quot;الرد الاميركي كان يحمل عدة جوانب ايجابية لكنه في نفس الوقت يتضمن فقرات تحتاج الى مناقشة مستفيضةquot;. واضاف ان quot;مجلس الوزراء سيعطي رايه في الاتفاقية على ضوء التوافق الوطنيquot;.

وتجري بغداد وواشنطن مباحثات شاقة منذ بداية 2008 حول اتفاقية امنية من شأنها تنظيم الوجود العسكري الاميركي في العراق بعد 31 كانون الاول/ديسمبر المقبل عندما ينتهي تفويض الامم المتحدة لقوات التحالف المنتشرة حاليا في العراق بقيادة اميركية. وسلمت واشنطن بغداد الخميس الماضي موافقتها على عدة تعديلات اقترحها العراق على الاتفاقية الامنية واعتبرت ان عملية التفاوض على الاتفاقية انتهت كما اعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع براين ويتمان. وقال ويتمان quot;لقد قدمنا ردا ايجابيا جدا على نقاط عدة تثير قلقهم في ما يتعلق بالتعديلات المقترحة وتم اجراء بعض التغييرات علىquot; مسودة الاتفاقية. واكد ان quot;الولايات المتحدة انهت العملية من جانبناquot;.

بدوره اكد ياسين مجيد المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء نوري المالكي quot;تسلمنا ردا من الجانب الاميركي بخصوص التعديلات الحكوميةquot; لكنه لم يعط تفاصيل بخصوص مضمون الرد. وتثير الاتفاقية مخاوف كثيرة في الاوساط العراقية حول السيادة الوطنية. وتحدد الاتفاقية الحقوق والمسؤوليات القانونية لنحو 152 الف جندي اميركي يعملون في العراق لكنه في حال لم يتوصل الجانبان الى اتفاق في الموعد المحدد فسيضطر الجنود الاميركيون للبقاء في ثكناتهم الا اذا صدر تفويض جديد من الامم المتحدة حسبما ذكر مسؤولون اميركيون.