معسكر الطيري، نيويورك: اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون الجمعة خلال تفقده الكتيبة الفرنسية العاملة في اطار قوة اليونيفيل في جنوب لبنان، ان السلام في لبنان يحقق quot;تقدماquot; لكنه لم quot;يتحققquot; في شكل نهائي.

وقال فيون quot;ثمة عمل كثير ينبغي القيام به في جنوب لبنان. المصالحة لم يتم ارساؤها. السلام لم يتحقق كليا ولا نهائيا. ولكن ثمة تقدم يحرز كل يومquot;. ومنذ اعلان وقف الاعمال الحربية بين اسرائيل وحزب الله اللبناني في 2006، يتمركز نحو 500 جندي فرنسي من اصل 1900 يشاركون في اليونيفيل في معسكر الطيري على ارتفاع 800 متر عن سطح البحر وعلى بعد عشرة كيلومترات من الحدود.

ورغم ان التحليق المستمر للطيران الاسرائيلي في الاجواء اللبنانية والترسانة العسكرية التي يملكها التنظيم الشيعي هما عاملان quot;يثيران القلقquot; في رأي المسؤول الفرنسي، فقد اكد ان quot;انجازات كثيرة تحققتquot;.

ووجه تحية الى 271 جنديا دوليا، بينهم ثلاثة فرنسيين منذ صيف 2006، قضوا في هذه المنطقة التي تنتشر فيها قوة الامم المتحدة الموقتة منذ ثلاثين عاما لارساء الهدوء على الحدود اللبنانية الاسرائيلية.

واكد فيون ان quot;الوضع السياسي في لبنان تحسن في شكل ملحوظ منذ الانتشار المعزز للقوة الدولية العام 2006quot;، لكنه تدارك ان quot;هذا السلام الهش يدعونا الى تكثيف جهودنا في كل الميادينquot;.

وحضر رئيس الوزراء الفرنسي عملية نزع الغام بواسطة رجل الي يتم التحكم فيه من بعد في منطقة تكثر فيها الالغام المضادة للافراد. وكان مقررا ان يتفقد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي معسكر الطيري خلال زيارته للبنان في حزيران/يونيو الفائت، لكنه الغى زيارته لدواع تقنية.

الامم المتحدة تدعو اسرائيل ولبنان الى ابرام وقف دائم لاطلاق النار

من جهة أخرى، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لبنان واسرائيل الى الاستفادة من الوضع الراهن الذي اعتبره مناسبا للتقدم باتجاه وقف دائم لاطلاق النار وتسوية خلافاتهما، وذلك في تقرير نشر هذا الاسبوع.

واعرب الامين العام في هذا التقرير حول تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701 الذي وضع حدا لحرب اسرائيل على لبنان صيف 2006، عن ارتياحه quot;لعدم انتهاك اتفاق وقف الاعمال العدائيةquot; بين البلدين وكذلك quot;لاستمرار الهدوء النسبيquot; على جانبي الحدود.

لكن بان كي مون قال quot;من الواضح انه كان يمكن تحقيق تقدم اكثر منذ صدور القرار 1701quot;.

وتابع ان quot;تحسن الوضع في لبنان عامة والاستقرار الدائم في منطقة العمليات والآفاق الاقليمية المشجعة تخلق مناخا ينبغي على اسرائيل ولبنان استغلاله للتقدم بخطوات شجاعة نحو وقف دائم لاطلاق النار وحل بعيد المدى كما ينص عليه القرار 1701quot;.

والقرار 1701 الذي صدر في آب/اغسطس 2006 ارسى وقفا للاعمال العدائية وليس وقفا دائما لاطلاق النار. وتم تنفيذ الشق الاساسي منه المتعلق بانسحاب تدريجي للقوات الاسرائيلية من جنوب لبنان وانتشار الجيش اللبناني مكانها مدعوما من قوات الامم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان quot;اليونيفيلquot; التي تم تعزيزها بشكل كبير.

لكن هذا القرار نص ايضا على احترام تام للحظر المفروض على وصول اسلحة الى ميليشيات لبنانية او غير لبنانية موجودة في لبنان، فضلا عن ترسيم الحدود ولا سيما في منطقة مزارع شبعا المتنازع عليها والواقعة على مثلث الحدود بين لبنان وسوريا واسرائيل.

وبعد مضي اكثر من عامين على صدور هذا القرار، لم يتم ترسيم هذه الحدود، كما ان اسرائيل تؤكد استمرار عمليات تهريب الاسلحة الى لبنان ولا سيما عبر الحدود السورية.

وفي هذا الاطار، جدد الامين العام تأكيده على quot;ضرورة الاحترام الفوري وغير المشروط للحظر المفروض على الاسلحة الى لبنان، وهو الطابع الجوهري للقرار 1701quot;.

وجاء في التقرير ايضا ان الامين العام للامم المتحدة quot;لا يزال قلقا من وجود مجموعات مسلحة تعمل في لبنان خارج سيطرة الدولةquot; الامر الذي quot;يشكل تحديا لاستقرار لبنان وسيادتهquot;.

كماجدد بان كي مون دعوته لاسرائيل الى quot;الوقف الفوري لتحليق طائراتها العسكرية فوق الاراضي اللبنانية والذي يشكل انتهاكا لسيادة لبنان وللقرار 1701 ويؤدي الى توترات في صفوف السكان ويقوض مصداقية اليونيفيل والجيش اللبنانيquot;.

كما جدد الامين العام مطالبته اسرائيل بتقديم معلومات تقنية عن quot;نوع وكمية ومواصفات القنابل العنقودية التي القتها خلال نزاع 2006quot; فوق جنوب لبنان.