واشنطن: أعلن مسؤولو البنتاغون عن quot;نجاح باهرquot; للتجربة الثامنة لنظام الدرع الصاروخي، رغم فشل الصاروخ الاعتراضي في تهدئة المخاوف القائمة حول عجزه عن التمييز بين الصواريخ الحقيقية وأجسام التشتيت الأخرى كالبالونات. وقالت وكالة الدفاع الصاروخي بالبنتاغون إن الصاروخي الاعتراضي، أطلق من قاعدة quot;فاندنبيرغquot; الجوية بكاليفورنيا، دمر صاروخاً باليسيتاً طويل المدى تم إطلاقه من quot;كودياكquot; بالآساكا.

وهذه التجربة هي الأولى منذ سبتمبر/أيلول 2007 التي يجري فيها اختبار الدرع الأميركية المضادة للصواريخ فوق المحيط الهادي، وهي جزء من منظومة أوسع للدفاع الصاروخي تعكف الولايات المتحدة على نصبها. وأخفقت أهم المحاور الرئيسية للتجربة والمتمثلة في تحديد قدراته في التمييز بين الصواريخ الفعلية وأخرى وهمية الهدف منها إرباك quot;أنظمة البحث، نظراً لعدم استخدام الأخيرة أثناء التجربة.quot;

وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن quot;المؤشرات المبدئيةquot; تدل أن كافة العناصر الرئيسية للصاروخ عملت وفقاً للتصميم. ويجادل منتقدو البرنامج بأن كافة التجارب السابقة للدرع الصاروخي quot;غير واقعيةquot; نظراً لعدم تضمينها بالونات أو خدعا وهمية يزعمون أن لها القدرة على خداع الصاروخ الاعتراضي.

واستبق مسؤولون دفاعيون التجربة بالحديث على أنها التجربة الأكثر واقعية من تجارب المنظومة الصاروخية الـ13 التي أجريت حتى اللحظة، وصف البنتاغون ثمانية منها بأنها ناجحة. وكشف مصدر من وكالة الدفاع الصاروخي أن هدف تجربة الجمعة كان quot;رأسا حربيا وهمياquot; على أن ترافقه quot;إجراءات مضادة مشابهة لتلك التي قد تنشرها إيران أو كوريا الشماليةquot;، وأن الغالية من التجربة هو تمييز الصاروخ الاعتراض بين الهدف الأصلي وأخرى وهمية لم يجر نشرها أثناء التجربة، فيما حمل البنتاغون اللائمة على نظام الأهداف البالي الذي يعود إلى 40 عاماً مضت.

وقال مدير الوكالة، الجنرال باتريك أورايلي: quot;نشر الإجراءات المضادة أمر بالغ الصعوبة.. صادفتنا مشاكل عند نشرها في السابق.quot; وأضاف أورايلي قائلاً عن الصاروخي الاعتراضي quot;نجح في التمييز بين الصاروخ الحقيقي الهدف والجانب الآلي من الصاروخ الذي انفصل عنه.quot; وتأتي التجربة، التي أوجلت مراراً، في وقت حرج لمشروع الدرع الصاروخي الذي تبلغ تكلفته 100 مليار دولار، ومع استعداد الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما، تولي المنصب رسمياً الشهر المقبل.

وتعهد أوباما خلال حملته الانتخابية، بخفض الاستثمار في المشروع الدفاعي، إلا أنه عاد لاحقاً ليبدي دعمه للدرع الصاروخي، حال اثبات فعاليته. وتعترض روسيا بشكل متواصل على خطة إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جورج بوش لتوسيع هذه المنظومة لتشمل أوروبا الشرقية، معتبرة أن الدرع الأميركية تشكل تهديدا مباشرا لأمنها القومي، لكن أميركا أكدت مرارا أنها موجهة إلى دول مثل إيران وكوريا الشمالية.