خلف خلف من رام الله: على مدار الأيام الماضية ركزت الصحف الإسرائيلية على سيناريوهات الحرب مع إيران، فبرزت على صفحاتها الأولى، عناوين مثل: إدارة اوباما سترد بالسلاح النووي إذا هاجمت إيران إسرائيل، وكبير في وكالة الطاقة الذرية: في غضون عدة أشهر سيكون لإيران ما يكفي من اليورانيوم للقنبلة.

ومن مضامين هذه التقارير ومثيلاتها يستشف أن إسرائيل تحاول من جهة الحفاظ على توازن لطيف، وتبرق للعالم من جهة ثانية رسائل مفادها، إيران تتقدم أسرع مما تعتقدوا، مما يقتضي ردًا وفي الحال. ولكن مراقبون للشأن الإسرائيلي يرون خلاف ذلك، معتبرين أن تصريحات قادة تل أبيب والتسريبات في صحافتها حيال طهران في هذا الوقت بالذات، لا يخرج عن كونه محاولة للعب على سياسة الوقت والأعصاب، في وقت تلعب طهران بالوقت للوصول لمرادها.

صحيفة هآرتس تنقل عن مصدر أميركي مقرب من إدارة الأميركية الجديدة، قوله إن الولايات المتحدة ستعلن عن أن هجوما نوويا إيرانيا على إسرائيل سيجر مضاعفات هدامة وسيرد عليه بهجوم نووي أميركي على إيران. وهذه الضمانة الأميركية لإسرائيل- حسب الصحيفة الإسرائيلية- يمكن أن تفسر كتسليم بوجود سلاح نووي لدى طهران.

وحسب مصدر أمني إسرائيلي كبير، فانه quot;ما معنى ضمانة كهذه ممن تردد في معالجة إيران حين لم تكن نووية؟ أي مصداقية ستكون له لهذا، حين تكون إيران حقا نووية؟quot;. وقال المسؤول الكبير quot;إن مجرد الحديث عن إيران نووية سيمس بوسائل منعها من تحقيق مثل هذا السلاحquot;. والتقديرات الحالية لدى شعبة الاستخبارات الإسرائيلية quot;أمانquot;، تبين أن إيران اجتازت في السنة الأخيرة quot;الحافة التكنولوجيةquot;، وهي تسيطر اليوم على تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم.

أما صحيفة quot;معاريفquot; فنقلت عن مسؤول كبير في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قوله: quot;حتى لو كان الإيرانيون لا يملكون اليوم ما يكفي من المادة المشعة، فستكون لهم في غضون أشهر معدودة ما يكفي من الوقود النووية لإنتاج قنبلة نووية واحدة على الأقلquot;. وبحسب الصحيفة يدور الحديث عن منشأة بسيطة نسبيا، قنبلة نووية تستخدم في مدفع.

ومن المعروف أن تل أبيب تركز منذ زمن على محور الزمن الأقصر لحصول إيران على القنبلة النووية، وفي ذلك محاولة لدفع الغرب إلى الضغط بكل قواه من أجل إيقاف البرنامج الإيراني، وعندما خرج تقرير الاستخبارات الأميركية العام الماضي، وتحدث عن تجميد طهران لبرنامجها من الناحية العملية، رفض الموساد الإسرائيلي هذه المعطيات، مؤكدًا على أنه يمتلك من المعلومات والحقائق ما تدحض ما جاء في التقرير الأميركي.

ومنذ شهر أيار 2007 نشر على نحو مفاجئ أن تقرير الـ IAEA الذي كتب في إثر زيارة فعلية لمنشأ فينتاز، يشير إلى أن الوقت قد يكون نفد. يبين هذا التقرير أن إيران تستعمل بنجاح 1.300 آلة طرد مركزي وقد لا يكون في الإمكان بعد وقفها عن اجتياز السقف التكنولوجي.

تقول دراسة إسرائيلية أعدها الباحث الإسرائيلي اميلي لنداو وتحدث عبرها عن جهود الجماعة الدولية لإيقاف النووي الإيراني: quot;منذ أواخر 2003، لم تكن في الحقيقة خيارات جيدة لوقف إيران عن تقديم برنامجها. لم يؤيد أحد الخيار العسكري، وكانت المسيرة الدبلوماسية بطيئة وغير منظمةquot;.

وتضيف: quot;إحدى مشكلات سلوك الغرب الدبلوماسي تكمن في أن التفاوض الذي أجراه انحصر تقريبا في طلب كان في رأي الإيرانيين بمنزلة quot;لا يمر إلا على جثتيquot;، أي وقف إخصاب اليورانيوم بلا تحديد زمن. وهكذا تطورت الأحداث بحيث لم يستغل الوقت استغلال مجديا وضاع سريعا جداquot;.