دمشق: رأى سياسي سوري مخضرم أن القيادة السورية حاولت توجيه الأنظار حول موضوع السلام مع الإسرائيليين عبر تركيا للتخلص من مشاكل داخلية، على رأسها الوضع الاقتصادي المتردي، وأخرى خارجية لتخطي حالة القطيعة الراهنة مع دول عربية وأوروبية.

وحول تركيز سورية الإعلامي والسياسي بشكل كبير على الاتصالات الإسرائيلية الأخيرة عبر تركيا، رغم أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها اتصال غير مباشر بين البلدين، قال السياسي السوري مروان حبش، عضو القيادة القطرية ووزير الصناعة الأسبق، quot;من الطبيعي، منذ أن اعترف الحكم في سورية بقرار مجلس الأمن 242 بعد حرب 1973، أن تجري اتصالات مباشرة أو غير مباشرة بين السلطة في سورية والحكومات الإسرائيلية للوصول إلى صيغة تصالحيةquot;.

وتابع quot;برأيي أن هناك أسباباً داخلية وعربية ودولية كانت وراء تسريب ما نقله أردوغانquot;، فـquot;الوضع الاقتصادي المتردي الذي نتجت عنه موجة الغلاء التي مست مستوى معيشة الطبقات الوسطى والفقيرة، والمطالبة الدائمة من فئات المعارضة السورية لإنهاء العمل بحالة الطوارئ، كان لا بد من توجيه الرأي العام نحو أمر أهم، وفي حال إنجاز هذا الأمر سينجم عنه حتماً تحسناً في الوضع الاقتصادي والسياسيquot; في سورية

وتابع حبش quot;كذلك فإن التلويح بمفاوضات مع حكومة إسرائيل سيتطلب دعماً عربياً وخاصة من مصر والسعودية، وستتكفل الولايات المتحدة بالطلب من هاتين الدولتين إنهاء حالة القطيعة مع السلطة السورية ودعم اتجاه المفاوضات، وسيتحقق الأمر ذاته بين سورية والدول الأوروبية التي تتهمها بعرقلة إنجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان وينفي عنها فكرة السلطة التي تهيء نفسها وتحرك منظمات المقاومة لاستمرار عدم الاستقرارquot; وفق قوله

وحول ما أوحت به سورية بأن الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل وتمنعها من متابعة عملية السلام، قال حبش quot;إن التحالف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل يتطلب دوماً التشاور والتوافق في السياسات لكلا الحكومتين، ولا يمكن أن تتصرف الحكومة الإسرائيلية بما لا تقبله الولايات المتحدة، وهي التي ستتحمل أعباء كثيرة اقتصادية أو سياسية، يرتبها توقيع أي معاهدة صلح في المنطقة، ومن هذه الاعتبارات يمكن القول بأن قرار تحرك إسرائيل للوصول إلى حالة تصالحية هو قرار أمريكي، ويحتاج إلى مباركتهاquot;، على حد وصفه

وعن قدرة سورية لتحقيق السلام مع إسرائيل وشروط الأخيرة غير المباشرة بما يخص إيران، حزب الله، حماس والجهاد، المياه، الاستيطان.. وغيرها قال quot;إن سورية ضرورية جداً لإنجاز تصالح مع الدولة العبرية، أما السلام في المنطقة فهو أمر آخر، ويتعلق أولاً وأخيراً بمعالجة قضية شعب طرد من أرضه من ناحية وبإنهاء الدور الوظيفي الذي أنشئ من أجله الكيان الصهيوني في فلسطينquot;.

وأضاف quot;لقد انتهت المباحثات التي جرت بعد مؤتمر مدريد إلى ما عرف بوديعة رابين، ولا أظن أن باستطاعة أي حكومة إسرائيلية القبول بأقل مما نصت عليه تلك الوديعة في ما يتعلق بالحقوق في المياه أو الاستيطان أو ترتيبات الوضع العسكري والأمني، رغم تغير الواقع العسكري لصالح المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وإن إعلان إسرائيل عن استعدادها إعادة الجولان إلى السيادة السورية يعني استعدادها الدخول في مفاوضات جديدة، قد تطول في الزمن، وستولد عن هذه الحالة ترهل في جسم المقاومة وفتور في عزيمتها، لأن أول طلب لإسرائيل من الحكومة السورية، سيكون وقف كل دعم ونشاط للمقاومة، وترجمة هذا الطلب عملياً تعني تجفيف كل ما يمكن المقاومة من الاستمرارquot;، على حد تعبيره.