مقديشو: خرج الآلاف من الصوماليين إلى شوارع العاصمة مقديشو الاثنين للاحتجاج على ارتفاع أسعار الغذاء ورفض التجار التعامل بالعملة المحلية quot;الشلن.quot;
وأشارت التقارير إلى سقوط قتيلين برصاص القوات الصومالية أثناء تصديها لأعمال الشغب التي تخللت الاحتجاجات ومحاولات المتظاهرين مهاجمة المباني والمحال التجارية.
وقال شاهد عيان للأسوشيتد برس إن عمه قتل أثناء مشاركته وزوجتيه وأطفاله الستة في المسيرة الاحتجاجية.
وأضاف: quot;من المحزن أن ذات الحكومة التي يتوجب عليها توفير الحماية لها قامت بقتله.quot;
وقال عبد عود، صحفي صومالي إن المتظاهرين اعتراهم الغضب بسبب مطالبة التجار في العاصمة مقديشو التعامل بالدولار ورفض العملة المحلية.
وأوضح أن كافة المحال التجارية في مقديشو أغلقت أبوابها تحسباً من أعمال شغب.
وتأتي المسيرة الاحتجاجية في أعقاب إطلاق الأمم المتحدة صيحة تحذير من quot;تدهور الوضع الإنسانيquot; في الصومال نظراً للارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية وموجة القحط التي تجتاح البلاد.
وجاء في نشرة للأمم المتحدة في مطلع مايو/آيار الجاري: quot;هناك قرابة 2.6 مليون صومالي بحاجة إلى المساعدة حالياً - أي ثلث تعداد البلاد - بارتفاع قدره 40 في المائة عن مستويات شهر يناير/كانون الثاني.quot;
ويتضافر ارتفاع أسعار المواد الغذائية مع المواجهات العنيفة بين القوات الحكومية الصومالية، المدعومة من أثيوبيا، والمليشيات المتشددة، لتفأقم أوضاع سكان مقديشو.
وتبدو بعض أنحاء العاصمة كمناطق أشباح بعد لفرار الآلاف من سكانها هرباً من موجات الاقتتال التي تصاعدت حدتها في الآونة الأخيرة.
وتقدر الأمم المتحدة فرار 7 آلاف شخص من مقديشو، منذ مواجهات الشهر الماضي الدموية، لينضموا إلى النازحين الذين هجرهم العنف من مناطقهم، وتقدر المنظمات الإنسانية أعدادهم بما يفوق مليون شخص.
وعلى صعيد متصل، طالب الرئيس الأمريكي جورج بوش الأسبوع الماضي الكونغرس بإقرار معونة غذائية تبلغ قيمتها 770 مليون دولار، للمساعدة في الحد من ارتفاع أسعار المواد الغذائية التي تهدد بنشر المجاعة والاضطرابات في أرجاء العالم.
وأعلن الرئيس بوش أنه سيحث المشرعين على إقرار الموازنة الإضافية المخصصة لبرامج المعونات الغذائية العالمية والتنمية.
المعونة المالية- التي ستخصص في المقام الأول للمحتاجين في أفريقيا- هي ضمن موازنة أشمل تبلغ 70 مليار دولار مخصصة لتمويل حرب العراق لعام 2009 والتي كان البيت الأبيض قد رفعها الخميس، أمام الكابيتول هيل.
هذا ويهدد ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية دولاً فقيرة مثل هايتي وبيرو كما الحال في دول متطورة مثل إيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية.
ولعبت عدة عوامل في الظاهرة منها ارتفاع أسعار الوقود، الذي انعكس على أسعار الأسمدة، والمواصلات وعمليات معالجة الأغذية، بجانب تزايد الطلب على اللحوم ومنتجات الألبان في الصين والهند.
وتفجرت الظاهرة في 37 دولة من دول العالم، منذ ديسمبر/كانون الأول، فرضت حكومات 20 منها نوعاً من السيطرة على الأسعار، في الوقت الذي أشارت فيه منظمة برنامج الغذاء العالمي، التابعة للأمم المتحدة، إلى عجز مالي قدره 500 مليون دولار في ميزانية العام الحالي لإطعام 89 مليون شخص.
وحذر رئيس البنك الدولي، روبرت زوليك، من أن ارتفاع الأسعار سيتواصل لعدة أعوام مقبلة.