القدس: احتشد أعضاء كبار من حزب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت خلفه اليوم الاحد مشيدين برد فعله تجاه مزاعم بحصوله على رشوة قد تجبره على الاستقالة وتعطل مساعي السلام مع الفلسطينيين. وواصل أولمرت أداء مهام منصبه وترأس الاجتماع الاسبوعي لحكومته وحول الاهتمام العام تجاه زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش للمنطقة في وقت لاحق هذا الاسبوع للمشاركة في احتفالات اسرائيل بالذكرى الستين لقيامها.

وقال وزير المالية روني بارون من حزب كديما الذي ينتمي له أولمرت quot;من الواضح تماما أنه ليس ممكنا في الوقت الراهن مطالبة (أولمرت) بأكثر مما قاله بالفعل وهو أنه سيستقيل اذا وجهت اتهامات.quot; وقال وزير النقل شاؤول موفاز خلال اجتماع عقده أولمرت مع وزراء حزب كديما في الحكومة quot;كل مواطن له الحق في ان يعتبر بريئا .. لابد أن نسمح له بمواصلة ادارة البلاد.quot;

واكتفت مصادر في حزب كديما بالقول إن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني وهي المنافس الاساسي لاولمرت في الحزب لم تدل بأي تصريحات خلال الجلسة. ونفى أولمرت أنه تلقى أي رشا قائلا يوم الخميس وقال إنه سيستقيل اذا وجه له المدعي العام أي اتهامات في تحقيق عن أموال حصل عليها من رجل أعمال أمريكي. ولا تزال الشرطة تحقق ولا يبدو أنه سيتم توجيه اتهامات في وقت قريب.

ولم يشر أولمرت الذي تعهد بمواصلة عمل الحكومة كالمعتاد في تصريحات لمجلس الوزراء الى أحدث سلسلة من مزاعم الفساد ضده. وركز بدلا من ذلك على زيارة بوش والعمل المستمر على الحدود بين اسرائيل وقطاع غزة مشيرا الى ما قال انه quot;مسائل مهمة ذات قيمة استراتيجية حيويةquot; لمستقبل اسرائيل سيناقشها مع الرئيس الأميركي.

وفي كلمة يوم السبت تعهد أولمرت بألا يتهاون في مساعيه quot;لوضع حد للصراعات الدموية التي صاحبت حياتنا في هذا البلد منذ قيامه وقبل ذلك.quot; وتقول مصادر قضائية ان الشرطة تشتبه في أن أولمرت حصل على مئات الالاف من الدولارات على مدى عقد من رجل الاعمال الأميركي اليهودي موريس تالانسكي في شكل مدفوعات سرية.

وقال أولمرت ان أي مدفوعات تلقاها من تالانسكي كانت اسهامات لحملتين انتخابيتين خلال سعيه لتولي رئاسة بلدية القدس خلال التسعينات ولنيل مناصب في حزب ليكود الذي كان ينتمي له في عامي 1999 و 2002. ويحظر القانون الاسرائيلي على نطاق واسع التبرعات السياسية التي تتجاوز بضعة مئات من الدولارات وسجنت شخصيات بارزة منها ابن أرييل شارون رئيس الوزراء السابق لقبول مبالغ أكبر أو غير معلنة.

لكن الاسرائيليين اعتادوا على قصص الفساد بين النخبة وأشار كثير منهم الى أن عدة تحقيقات مستمرة منذ فترة ضد أولمرت لم تتمخض حتى الان عن توجيه اتهامات رسمية. ويصل بوش الى اسرائيل يوم الاربعاء في ظل شكوك عميقة بشأن ما اذا كانت واشنطن ستتمكن من تحقيق هدفها الرامي الى التوصل لاتفاق سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين قبل أن يترك بوش منصبه في يناير كانون الثاني.

وهون البيت الابيض من شأن التداعيات المحتملة للفضيحة الاسرائيلية وأصر على أن أولمرت ليس الزعيم الوحيد الملتزم بعملية سلام مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. لكن مسؤولين فلسطينيين سلموا بشكل غير رسمي بأن مشاكل أولمرت قد تعرقل محادثات اقامة دولة فلسطينية ولاسيما اذا أجرت اسرائيل انتخابات مبكرة اظهرت استطلاعات الرأي أن حزب ليكود اليميني بزعامة بنيامين نتنياهو سيفوز فيها. وقد تفضي ايضا أي انتخابات الى انهيار حزب كديما وهو حزب جديد تكهن معلقون سياسيون بأنه لن ينجو من أي فضيحة سياسية تؤدي الى سقوط زعيم.