اسلام اباد: سعت باكستان يوم الجمعة لتهدئة المخاوف بشأن محادثات سلام مع متشددين مرتبطين بتنظيم القاعدة وحركة طالبان الافغانية وقالت انها تتحدث فقط مع من ينبذون العنف.
ووقعت السلطات في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي المحاذي لافغانستان يوم الاربعاء اتفاق سلام مع متشددين في وادي سوات وتعهدت بسحب قوات الجيش من المنطقة مقابل التزام من جانب المتمردين بوقف الهجمات.
وتتفاوض الحكومة أيضا بشأن اتفاق سلام من خلال زعماء قبائل مع بيت الله محسود الزعيم الفعلي لحركة طالبان الباكستانية التي تتخذ من منطقة وزيرستان الجنوبية القبلية مقرا لها. وينظر الى المنطقة باعتبارها ملاذا آمنا لمتشددي القاعدة.
وعبرت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء تلك المحادثات من جانب الحكومة الباكستانية الجديدة التي يقودها حزب رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو قائلة ان الاتفاقات مع المتشددين ربما تسمح لهم بالتخطيط لهجمات في باكستان وخارجها.
وقال وزير خارجية باكستان شاه محمود قريشي ان الحكومة ملتزمة باستخدام القوة متى دعت الضرورة غير أن الخيار العسكري وحده لا يمكن أن يضع حدا للعنف.
ونقل بيان لوزارة الخارجية عن قريشي قوله quot;نعتقد أن العمل العسكري وحده لن يكون فعالا في القضاء نهائيا على ظاهرة الإرهاب.quot; وأضاف أن باكستان تتبنى استراتيجية من ثلاثة عناصر لمواجهة التشدد والارهاب هي العنصر السياسي والعنصر الاجتماعي الاقتصادي والعنصر العسكري.
وأبرمت باكستان اتفاقات سلام في الماضي أيضا لكن منتقدين بينهم حلفاء غربيون شكوا من أن تلك الاتفاقات سمحت للمتشددين بإعادة تجميع صفوفهم وتكثيف هجماتهم عبر الحدود على قوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان.
وقال الجنرال ديفيد بتريوس المرشح لتولي القيادة المركزية الامريكية المسؤولة عن العمليات العسكرية الامريكية في الشرق الاوسط يوم الخميس ان كبار زعماء تنظيم القاعدة موجودون في المناطق القبلية الباكستانية التي ينعدم فيها القانون على الحدود مع أفغانستان وان الهجوم الكبير القادم للقاعدة سيخطط على الارجح هناك.
وأبلغ شون مكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية الصحفيين في واشنطن هذا الاسبوع أن الولايات المتحدة لا تريد أن يتمكن المتشددون من استخدام أي جزء في باكستان لشن هجمات بالداخل أو الخارج.
كما عبر جون نيجروبونتي نائب وزيرة الخارجية الامريكية خلال جلسة للكونجرس الخميس عن بواعث قلق حكومته بشأن محادثات السلام الباكستانية مع المتشددين.
وقال وزير الخارجية الباكستاني في البيان ان الحكومة تجري محادثات من وضع قوة وتتواصل مع زعماء القبائل لاستخدام الوسائل السياسية لإنهاء العنف.
وقال قريشي quot;المشاركة السياسية ممكنة فقط مع من ينبذون التشدد والعنف.. ( الذين) لا يسمحون باستخدام أرضنا ضد اي بلد اخر.. ولا يساعدون العناصر الارهابية الاجنبية في العثور على مخابيء في بلدنا.quot;
واضاف quot;ورغم ذلك يظل العزم على استخدام القوة متى دعت الضرورة عنصرا هاما في استراتيجيتنا.quot;
وشهدت باكستان موجة من الهجمات الانتحارية وتفجيرات القنابل منذ منتصف عام 2007 من بينها هجوم قتلت فيه رئيسة الوزراء السابقة بوتو في أواخر ديسمبر كانون الاول.
ويلقى باللوم على محسود الذي يعرف بأنه تابع لتنظيم القاعدة في تلك الهجمات رغم أنه نفى تورطه في اغتيال بوتو.
غير أن الهجمات تراجعت منذ تعهد الائتلاف الحاكم الجديد الذي تولى السلطة الشهر الماضي ببدء محادثات مع المتشددين.