من بين الموقوفين مهاجر مغربي يقيم ببروكسل
التحقيق مع متهمين خططوا لتنفيذ إعتداءات في المغرب وبلجيكا

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: أحالت مصالح الشرطة القضائية، اليوم الأربعاء، على محكمة الاستئناف في سلا 11 شخصا، اعتقلوا في فاس والناظور ( شمال المغرب )، للاشتباه في تخطيطهم لتنفيذ اعتداءات في المغرب وبلجيكي. وأكدت مصادر موثوقة، لـ quot; إيلاف quot;، أن من بين الموقوفين ضمن هذه الخلية، التي أعلن عن تفكيكها قبل حوالي أسبوعين، مهاجر مغربي ببلجيكا يدعى عبد اللطيف بنعلي، داخل إلى المغرب، نهاية السنة، بعد أن رفع الأمن البلجيكي حالة التأهب الأمني. وذكرت أن لهذه الشبكة المفترضة علاقة بفروع لتجنيد متطوعين نحو العراق ومعسكرات quot; تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي quot; بالجزائر، مشيرة إلى أنه حجز لدى بعض أفرادها أجهزة كومبيوتر ووثائق مزورة.

وذكرت أن عنصرين على الأقل من أفراد الخلية تلقيا تداريب في معسكرات تنظيم quot;القاعدة في بلاد المغرب الإسلاميquot; دروسا في تقنيات استعمال السلاح وتقنيات التجسس والاتصال فضلا عن تطوير تقنيات صنع القنابل، وذلك لتأهيلهما لتنفيذ أعمال إرهابية بالمغرب أوتسفيرهما إلى العراق، حيث كانت بعض العناصر من هذه الخلية تتسلل بين الفينة والأخرى عبر الحدود المغربية الجزائرية وكانت على اتصال مستمر بمقاتلي الجماعة السلفية للدعوة والقتال.

وأوضحت أن تمويل الشبكة الإرهابية المعتقلة ظل يجري عبر أرصدة بنكية مفتوحة في بلجيكا ومن عائدات بعض الأملاك العقارية بالمغرب.ومن المنتظر أن توجه للأظناء تهم تتعلق بـ quot;تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف، وتزييف وتزوير وثائق رسمية وانتحال هوية، وتقديم وجمع أموال وممتلكات وقيم منقولة بنية استغلالها في تنفيذ مشاريع إرهابيةquot;.

وكشفت التحريات الأولية مع أفراد الشبكة أنها خططت لضرب بناية البرلمان الأوروبي ويطلق عليها quot;أكابريس دي ديوهquot; وفندق شيراتون في بروكسيل ببلجيكا. وأكدت أن رصد هذه الشبكة انطلق منذ سنة 2007، بعد أن توصلت السلطات الأمنية إلى معلومات دقيقة حصلت عليها من خلال التحقيق مع متهمين ينشطون في جماعات إرهابية تربط صلات وثيقة بتنظيمات متطرفة في الخارج، من بينها القاعدة التي يتزعمها أسامة بن لادن.

يذكر أن مدينة الناظور هي واحدة من مدينتين شهدت اعتقالات، بداية العام، على خلفية ما تقول السلطات إنها خلية يتزعمها مغربي يقيم في بلجيكا. وشملت تلك الاعتقالات 36 شخصا من ضمنهم قياديون في حزبين، قررت حلّ أحدهما، وجرت بسبب quot;ارتباط تلك العناصر بشبكات محلية وأجنبيةquot;. كما أوضح مصدر أمني أن أجهزة الأمن عثرت على أسلحة، وكمية كبيرة من الأموال في منازل عدد من المنتمين لهذه الشبكة بمدينتي الدارالبيضاء والناضور.

وأظهرت التحريات أن هذه الشبكة، التي يتزعمها عبد القادر بليرج، quot;ذات صلة بالفكر الجهاديquot;، وأنها نظمت ما بين سنتي 1992 و2001 عددا من عمليات السطو أو حاولت ذلك، كما قامت سنة 1996 بمحاولة اغتيال استهدفت مواطنا مغربيا معتنقا للديانة اليهودية في الدارالبيضاء، وعملت على التخطيط لاغتيالات أخرى سنوات 1992 و1996 و2002 و2004 و2005. وأنها عملت أيضا على نسج علاقات مع مجموعات وتنظيمات إرهابية دولية، من ضمنها على الخصوص quot;القاعدة quot; وquot;الجماعة الإسلامية المقاتلة المغربيةquot; وquot;الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائريةquot;، التي غيرت اسمها إلى تنظيم quot;القاعدة في بلاد المغرب الإسلاميquot;.

وكانت مصادر إعلامية بلجيكية كشفت أن بليرج سافر سنة 2001 إلى أفغانستان، حيث التقى أيمن الظواهري، الذراع الأيمن لزعيم القاعدة أسامة بن لادن، وتلقى منه أوامر بشكل مباشر لم يفصح عن مضمونها، في الوقت الذي كان يشتغل مخبرا لدى أمن الدولة البلجيكي. واعترف عبد القادر على 20 شخصا يعتقد أنهم شاركوا معه أيضا في تنفيذ الاغتيالات الستة ببلجيكا.