أحد المراسلين يقول أنّه يتحمّل لوحده مسؤولية الخبر المغلوط
الجزائر لا تنوي غلق مكتبي رويترز والأنباء الفرنسية
كامل الشيرازي من الجزائر: قال وزير الاتصال الجزائري عبد الرشيد بوكرزازة، الثلاثاء، أنّ قرار بلاده بسحب الاعتماد من مراسلي وكالة الأخبار البريطانية رويترز، وكذا وكالة الأنباء الفرنسية ''أ- ف- ب'' بعد نشرهما لأخبار أمنية quot;مغلوطةquot;، لا يعني غلق مكتبي الوكالتين بالجزائر، وقال بوكرزازة أنّ الاجراء الاول بعد استدعاء المراسلين المذكورين من طرف وزارة الاتصال الجزائرية كان quot;سحب الاعتمادquot;، مضيفا quot;لحد الآن نحن لم نتحدث عن الغلقquot;، هذا الأخير يستلزم اتخاذ قرار قضائي بحسب مراجع محلية.
وأوضح الوزير أنّ الصحفيين quot;اعترفا بأن مسؤوليتهما جسيمة فيما اقترفاهquot;، مبرزا في السياق ذاته أنّ من حق السلطات quot;منح الاعتماد مثلما من حقها سحبهquot;، وأضاف أنه quot;عندما يتعلق الامر بمصلحة البلاد نتخذ جميع الاجراءات الضرورية، سيما وأنّ الجزائر هي أكثر الدول اكتواء بنار الإرهابquot; على حد تعبيره، وقال بوكرزازة:quot;في كل أنحاء العالم، الخبر الذي يمس بالاستقرار ويروع الآمنين لا بد لصاحبه من تحمل مسؤوليتهquot;، معتبرا أنّ الخبر الامني quot;ليس كالخبر الاقتصادي أو الاجتماعيquot;، كما ذكر المسؤول الجزائري أنّ المراسلين الأجانب في بلاده quot;يطبق عليهم القانون 90/07 مثلهم مثل الصحفيين الجزائريين باستثناء خضوعهم لمرسوم تنفيذي يحدد كيفيات الاعتمادquot;.
في سياق ذي صلة، قال مراسل quot;رويترزquot; الأمين شيخي أنّه يتحمّل لوحده مسؤولية الخبر الأمني المغلوط المتعلق بـquot;مقتل 20 شخصا في انفجار بمحطة الحافلات بولاية البويرة الشرقيةquot;، وفي رسالة تلقت ''إيلاف'' نسخة منها، أعلن quot;الأمين شيخيquot; استقالته من منصبه، واصفا ما حدث بـquot;الخطأ المهنيquot;.
ورفض الصحفي ذاته ربط استقالته بقرار الحكومة الجزائرية سحب الاعتماد منه، ونعت خطوتها بـquot;الشعبويةquot;، كما قدّر الشيخي تنحيه طواعية بفسخه quot;العقد الأخلاقي'' الذي ربطه مع القراء بعدما عاهدهم بتمكينهم من الوصول إلى الخبر اليقين، وانتهى الشيخي في رسالته إلى أمله في أن يكون قراره محفزا على ترشيد الممارسة الصحفية ووضعها على المحك الصحيح.
وفي أولى ردود الفعل، رأى فرع الفدرالية الدولية للصحفيين بالجزائر، أنّ سحب الاعتماد من مراسلي رويترز والأنباء الفرنسية، quot;هو قرار مبالغ فيهquot;، وحمل بيان الفرع المذكور، مناشدة الحكومة الجزائرية لـquot;تمكين الصحفيين المعنيينquot; من حقوقهما في مزاولة مهنتيهماquot;، وبلهجة مدافعة عن المراسلين، رأى محرروا البيان أنّ أي انزلاقات تظل واردة، ما لم يتم ضمان حرية الوصول إلى مصادر الخبر وتوفير شروط ممارسة مهنة المتاعب وسائر المحددات.
التعليقات