سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني يتحدث امام المنتدى الاقتصادي العالمي في شرم الشيخ بمصر يوم 19 مايو ايار 2008. تصوير: عمار عواد-رويترز
القدس: عندما عُين لرئاسة حكومة تتعافي من اقتتال داخلي في قطاع غزة رأى الفلسطينيون الذي سمعوا عن سلام فياض فيه شخصا مغتربا غير معروف لا يعرف الكثير عن مشاكلهم. وبعد عام من قيام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتسمية فياض رئيسا للوزراء محل اسماعيل هنية الزعيم في حماس الذي اتهمه بشن انقلاب في غزة يسعى فياض المسؤول السابق في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي الى حشد تأييد من خلال رسالة تغيير.

وفياض الذي تلقى تعليمه الاقتصادي في الولايات المتحدة وتولى رئاسة الحكومة دون أي قاعدة شعبية واختلف مع البعض في حركة فتح بزعامة عباس، يختلف بدرجة كبيرة عن الزعماء الفلسطينيين الذين نشأوا في ظل مدرسة النشطاء التي فشلت حتى الآن في التمخض عن إقامة دولة، وأسلوبه في الحديث أيضا يبدو مختلفا.

هو منتقد للاحتلال الاسرائيلي وأسلوب الدولة اليهودية في التعامل مع عملية السلام ويقر بالمعوقات التي يواجهها منذ سيطرت حماس على غزة في 14 يونيو حزيران الماضي وهو ما قَسَم الأراضي الفلسطينية. لكنه يقول انه يريد من رجل الشارع العادي ان يتجاوز بتطلعاته المشاكل لتحسين الحياة quot;وقهر الشعور بالانهزاميةquot;. وقال لرويترز في مقابلة هذا الاسبوع quot;لا تجادل او تشكو فحسب. يجب علينا ان نعمل بجد ونؤسس واقعا إيجابيا على الأرض.quot;

واضاف quot;رسالتي هي اننا نستطيع عمل الأشياء بأسلوب يستطيع العالم بأسره التعامل معه وباحترام لتعزيز قضيتنا.quot; وفي ظل دعم من الولايات المتحدة وحلفائها الذين رفعوا العقوبات عندما أقال عباس الحكومة التي انتخبت عام 2006 بقيادة حماس عمل فياض عن كثب مع مانحي المعونة لدعم المالية العامة وتشجيع الاستثمار لتعزيز النمو. ويهدف استخدامه تعبير quot;الحقائق على الأرضquot; الذي ارتبط طويلا بالتحركات الاسرائيلية لمصادرة أراضي الى ان تختتم المفاوضات الى حفز الفلسطينيين على عدم الانتظار وتحمل مسؤولية تحسين مناطقهم

وقال فياض الذي حظى باشادة من جانب الولايات المتحدة ومسؤولين دوليين آخرين quot;الآن نستخدم المصطلح بشكل مختلف لتأسيس حقائق إيجابية على الأرض تلبية لحاجتنا لان نتحرر.quot; واضاف quot;من يمكنه ان يجادل في ذلك.quot; ومنتقدوه كثيرون في الواقع سواء في اسرائيل أو في الداخل إضافة الى منتقدين داخل حركة فتح ومنهم من يحاول حذف أسمائهم من لائحة رواتب الحكومة وأولئك الذين يخشون احتمال ان يسعى لخوض انتخابات الرئاسة في المستقبل ضدهم. وهذا قلق يسعى فياض البالغ من العمر 56 عاما الى تبديده.

وقال quot;لن أخوض انتخابات لأي منصب.quot; ودخل فياض الحياة العامة بداية كوزير للمالية في عام 2001 في ظل حكومة الرئيس الراحل ياسر عرفات. وعينه عباس وزيرا للمالية في حكومة وحدة استمرت ثلاثة أشهر قبل ان تنهار وسط اقتتال بين الفصائل في غزة في يونيو الماضي.

ومنذ ذلك الحين يقول فياض ان عبارته المفضلة quot;ابنوا دولة بدلا من الاحتلالquot; وهي سياسة شهدته رغم ذلك يطالب بمساعدة بسيطة من اسرائيل لدعم الاقتصاد. وقال quot; الوضع الراهن .. كارثة وبؤسquot;. وقال quot;عندما أتحدث الى الناس فما أتطلع اليه هو تغيير في أسلوب تفكير الناس بعيدا عن الانهزامية. تحتاج الى تدعيم هذا التحول في أسلوب التفكير بأمور يمكن تحقيقها وعمل ذلك بسرعة كي تحدث فرقا.quot;

ولم تتسم جهوده لبناء قوات أمن يمكن ان تقنع اسرائيل وحلفاءها بان الفلسطينيين يستطيعون الوفاء بأي اتفاق لكبح العنف مقابل اقامة دولة باستعداد لمعرفة اللواءات وكبار الضباط فحسب وانما بمعرفة الافراد والجنود. وقال المحلل السياسي عبد المجيد سويلم quot;هناك مشاعر متباينة إزاء ما يفعله فياض. هناك من يرونه رجل صندوق النقد الدولي الذي ينفذ توجيهاته وهناك من يرونه يفي بوعوده وانه أحدث فرقا.quot;

واضاف quot;لكنه بالتاكيد لديه برنامج. انه يؤمن بأن الناس تستطيع مواجهة الاحتلال بجعل الناس يبقون في أرضهم دون إذعان سياسي وبدون استخدام العنف.quot; وفي الوقت الحالي لا يزال المستقبل السياسي للفلسطينيين غير واضح في ظل سيطرة حماس على غزة وعزلتها وهيمنة عباس على الضفة الغربية فيما يخوض مفاوضات صعبة مع اسرائيل.

واقترح عباس تقديم موعد الانتخابات العامة المقررة في عام 2010 رغم ان قلة يرون في ذلك حلا عمليا في الوقت الحالي. ووقتما يدلي الفلسطينيون باصواتهم سيكون لفياض وسياساته دورا مهما رغم انه مصر على انه ليس لديه أي طموحات سياسية شخصية. وقال quot;لن أخوض انتخابات الرئاسة أو انتخابات لأي منصب آخر. بمجرد ان أترك هذا المنصب سأفعل شيئا مختلفا تماما.quot;